وصلت الدائرة الأولى لمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، إلى آخر جولاتها، فى مناقشة المتهمين من قيادة «تنظيم الإخوان الإرهابى» بزعامة سيد قطب، يوم «18 إبريل، مثل هذا اليوم، 1966»، حيث ناقشت آخر 18 متهما قياديا بينهم «محمد بديع» آخر مرشد للجماعة «16 يناير 2011»، وكان وقتها معيدا فى كلية الطب البيطرى بأسيوط، ونائبه محمود عزت، حسبما جاء فى وقائع الجلسة التى نشرتها «الأهرام» يوم 19 إبريل 1966.
كان معظم المتهمين الـ18فى العشرينات من عمرهم، وممن درسوا الهندسة والطب والعلوم، وتوالت اعترافاتهم بخطط الاغتيالات، وتفجير محطات الكهرباء والكبارى والقناطر الخيرية، وبدأ «الدجوى» بمناقشة المتهم «صلاح خليفة»، 25 سنة، خريج علوم عين شمس، والأول على دفعته مع مرتبة الشرف الأولى.
اعترف «خليفة» بأنه سرق مواد أمونيوم من معمله وتم تعبئتها فى كيس بلاستيك وتسليمها للتنظيم بغرض عمل مفرقعات.. أما المتهم «سعد الشريف» «25 سنة ومهندس كيماوى»، من مجموعة «السيدة زينب» بالقاهرة.. سأله رئيس المحكمة: تعلم أن التنظيم مسلح؟.. أجاب: أيوه.. سأله: كان فيه شنط سلاح جت لك البيت..أجاب: مضبوط وكانوا حوالى 5 شنط.. سأله: حضرت اجتماع كازينو تريانف.. أجاب: أيوه فى 17 أغسطس 1965.. سأله: على عشماوى قال إيه فى هذا الاجتماع.. رد: قال فرضت علينا مواجهة الحكومة..سأله: أنت قلت إن على عشماوى قال «إن شريف ومبارك يسافروا إسكندرية لاغتيال الرئيس، والمنشاوى يشرف على عمليات التخريب فى القاهرة فور سماعه بالاغتيال، وفايز يستنى فى القاهرة لمساعدة المنشاوى لاغتيال شمس بدران ومدير البوليس الحربى.. وقلت فى أقوالك التخريب يشمل محطات الكهرباء، والتوصيلات السلكية ومحطة كهرباء المطار ..حصل؟».
رد: بالصورة دى محصلش.. سأله رئيس المحكمة: أمال بأى صورة؟.. رد: كان فيه حاجة اسمها استعداد.. سأله: استعداد للتخريب..ده اتحدد الميعاد للسفر للإسكندرية للاغتيال.. وأنت قلت فى أقوالك، قمنا من الاجتماع على أساس أنا ومبارك نستعد للسفر.. أنت رحت محطة كهرباء المطار.. رد: المطار فيه حجرة للتوصيلات الكهربية..سأله: رحت محطة كهرباء جنوب القاهرة.. رد: أيوه.. سأله: أنت قلت إن على عشماوى قال لك إنه صدرت أوامر الاغتيالات، وأنه حدد لكم اليوم التالى اللى هيغتال فيه الرئيس.. استعدوا هنغتال الريس يوم الأحد.. وقلت إنك حضرت مفرقعات.. رد: لا.. سأله: قلت فى التحقيقات إنك حضرت تجربة مادة النتروجلسرين فى بيت عشماوى: رد تحضير مش تجربة».
نودى على المتهم محمد عبدالمعطى عبدالرحيم «25 سنة»، واعترف بأن أسرته فى التنظيم، كانت تتدرب على المصارعة والرحلات الطويلة والتدريب على السلاح، وإنه تدرب على المسدس والمدفع والرشاش والقنبلة اليدوية.. سأله: قلت فى أقوالك من ضمن الحاجات نسف محطة الكهرباء.. رد: أنا اللى فهمته كده.
انتقل رئيس المحكمة إلى مناقشة المتهم «إمام غيث» «22 سنة، مهندس»، واعترف بانضمامه إلى التنظيم فى مارس 1965، وكان من الحاضرين لاجتماع كازينو «تريانف»، وسأله الدجوى: «على عشماوى قال إيه فى الاجتماع؟.. أجاب: قال، نحط دبوس فى الساعة تنور.. رد عليه الدجوى: «قلت فى أقوالك عشماوى تكلم معنا عن عمل ساعة زمنية لاستخدامها فى قنبلة زمنية.. سأله: هل قبلت مبدأ الصدام مع الحكومة؟.. أجاب: لم أقبله، ولم أكن أفهم أهداف التنظيم ولاحتمية الصدام مع الحكومة».
نودى على المتهم، كمال سلام «26 سنة، مهندس».. سأله رئيس المحكمة: «هل قام التنظيم بعمليات استطلاعية لمحطات الكهرباء؟..أجاب: أنا رسمت مدخل محطة كهرباء جنوب القاهرة والماكينات..سأله: هدف التنظيم إيه؟.. أجاب: الإسلام.
بعد ساعة من الاستراحة، نودى على المتهم «فؤاد حسن متولى»، وهو ملازم أول مهندس بالقوات الجوية.. سأله رئيس المحكمة: حصلت مقابلة فى ميدان التحرير، وفاروق كلفك بإيه؟.. أجاب: فى يوم 17 أغسطس 1965 جاء لى سيد شريف وإمام غيث، ورحنا ميدان التحرير، وقابلنا فاروق المنشاوى، وقال: إنه وضع الجماعة فى خطر، وإذا سمحت تروج لجلال بكرى وتقول له يخلص العملية اللى فى إيده.. ورحت للأخ جلال، وعرفت إنه معه ملزمة بالفرنساوى من مادة «النيتروجلسرين» بيحاول يترجمها ويفهمها، وإحنا ألحينا على الأخ فاروق يقول إيه وجه الخطورة؟.. وفهمت منه إنه ربما تتم عمليات تعطيل لبعض محطات الكهرباء والتليفونات واللاسلكى، وطلب على أن أقابله أنا والأخ كمال سلام فى اليوم التالى عند الأخ ممدوح الديرى، والأخ فايز إسماعيل طلب منه يومها حامض «...» عشان يجربه كنوع من المفرقعات.. وأحضرت له نصف كيلو لإجراء التجارب عليه من المعمل اللى بشتغل فيه.. وتانى يوم رحنا لممدوح الديرى وما تكلمناش عشان الأخ فاروق مجاش، لكن الأخ ممدوح طلب شراء 10 كيلو بنزين.. سأله رئيس المحكمة: عشان إيه البنزين؟..أجاب: يعمل مفرقعات لتعطيل محطات الكهرباء.
واستمرت مناقشة باقى المتهمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة