كشفت دراسة حديثة أعدها المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن هناك ارتفاع ملحوظ على مدار السنوات الأخيرة فى صادرات مصر الصناعية حيث شهدت الصادرات المصرية تطورا كبيرا فى الفترة من 2008 حتى 2019 إذ وصلت الصادرات الصناعية فى 2008 إلى 11.04 مليار دولار وزادت إلى الضعف تقريبا حيث وصلت إلى 18.37 مليار دولار فى عام 2019.
الحديد والصلب والأسمدة والؤلؤ والأوراق البلاستيكية أهم الصادرات الصناعية
وأوضحت الدراسة أن الصادرات المصرية الصناعية تركزت فى أعلى 15 سلعة منها خلال الفترة من 2008 وحتى 2019 فى صناعات مُنخفضة التكنولوجيا، على رأسها الحديد والصُلب، الأسمدة، المواد البلاستيكية، الورق، وغيرها، وكان إجماليها قد بلغ فى عام 2008 مُستوى 11.04 مليار دولار لتشهد اتجاهًا تصاعديًا وتصل فى عام 2019 إلى مُستوى 18.37 مليار دولار، بما يُشير إلى نموها فى المُجمل، وهو ما ينطبق على أعلى خمسة عشر من السلع المُصدرة من حيث القيمة.
وأشارت الدراسة إلى أن إجمالى 15 سلعة من ضمن الصادرات الصناعية اتخذت اتجاهًا تصاعديًا مُنذ 2008 عندما كانت تبلغ 5.94 مليارات دولار، لتصل فى 2011 إلى مُستوى 8.85 مليارات لتبدأ بعدها فى الهبوط، تحت تأثير أحداث يناير، والسيولة الأمنية لتصل إلى مُستوى 6.53 مليارات، وفى عام 2016 بلغت 8.79 مليارات دولار، ثم وصلت أعلى مُعدلاتها على الإطلاق خلال عام 2019 عندما لامست 8.98 مليارات.
وأشارت الدراسة إلى أن أعلى الصادرات الصناعية فى عام 2008 كانت الحديد والصلب بما يعادل 1.15 مليار دولار أمريكى فى المركز الأول، تلتها المواد البلاستيكية 809 ملايين دولار، ثم مواد كيميائية أخرى بنحو 777 مليون دولار، فالآلات الكهربية، نحاس ومصنوعاته، ثم صفائح الحديد والصلب، لكن بحلول عام 2019 تغير هذا الوضع لتُصبح بنود اللؤلؤ الطبيعى والذهب فى المُقدمة بما يُعادل 2048 مليونًا، ومُعظمها صادرات ذهب، ، ثم الآلات الكهربية بنحو 1.7 مليار دولار، ثم الحديد والصلب بنحو 694 مليونًا، فالورق المُقوى بنحو 519 مليون دولار.
مصر صدرت لؤلؤ ب2.04 مليار دولار فى 2019
وأكدت الدراسة أن بند اللؤلؤ والذهب أكبر الصادرات الصناعية نموًا فيما بين السلع الخمسة عشر الأولى من حيث القيمة، إذ نما من مُستوى 17 مليون دولار فى 2008 إلى 2.04 مليار فى 2019، ومن بين أكثر المُتضررين يأتى الحديد والصلب الذى فقد تقريبًا 59% من قيمته وذلك من 1.15 مليار دولار فى 2008 إلى 694 مليون دولار فقط فى 2019، كذلك شهدت صادرات النحاس والمصنوعات منه انخفاضًا من 629 مليون دولار إلى مُستوى 182 مليونًا.
وأشارت الدراسة إلى أن الصادرات من الآلات الكهربية بلغت ذروتها فى عام 2014، عند مُستوى 1.94 مليار دولار، وهى واحدة من أعلى الصادرات المصرية من حيث المكون التكنولوجى، لتفقد نحو 400 مليون دولار من قيمتها بحلول 2016، وفى 2019 تصل إلى مستوى 1.7 مليار دولار دون أن تكون قادرة حتى الوقت الحالى على استعادة ذات القيمة.
الإمارات وأمريكا وتركيا أهم الأسواق المستقبلة للسلع المصرية
وأكدت الدراسة أن أهم الأسواق المُستقبلة للسلع المصرية الصناعية، فى الدول التى لمصر معها اتفاقيات تبادل تجارى حر، حيث تمتلك مصر 30 اتفاقية تجارة حرة مع ثنائية ومُتعددة الأطراف، تشمل هذه الدول السودان، أستراليا، اليابان، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، ليبيا، سوريا، فلسطين، وغيرها لافتة إلى أن الأسواق الخمسة عشر الأولى التى تمتلك مصر معها اتفاقيات إقليمية فيما عدا الصين، أوكرانيا، روسيا، والبرازيل، قبل دخول اتفاقية الميركوسر حيز النفاذ خلال العام الماضى، شكلت وحدها نحو 6.3 مليارات دولار أمريكى فى 2008، جاء على رأسها إيطاليا فى عام 2008 وذلك بما يبلغ 1.29 مليار دولار، تلتها السعودية بنحو 0.84 مليار دولار، ثم هولندا بنحو 0.65 مليار، فالمملكة المُتحدة 0.59 مليار دولار، وفى المركز الخامس الولايات المُتحدة الأمريكية.
وفى عام 2019، شكلت الأسواق الخمسة عشر الأولى ما إجماليه 10.03 مليارات دولار، كذلك ارتقت الإمارات العربية المُتحدة إلى المركز الأول على رأس القائمة، وذلك بنحو 1.87 مليار دولار، ثم الولايات المُتحدة الأمريكية 1.61 مليار، فتُركيا التى وصلتها بضائع بنحو 1.36 مليار دولار، ثم المملكة العربية السعودية بنحو 1.12 مليار، وفى المركز الخامس جاءت إيطاليا بنحو 0.97 مليار دولار.
وتُشكل مصنوعات الألبسة وإكسسواراتها الصادرات الأساسية إلى أسواق الولايات المتحدة، وذلك بسبب اتفاقية الكويز التى تسمح بدخولها بدون تعرفة جمركية فى حين نمت صادرات الأسمدة إلى تُركيا خلال الفترة من مُعدلات 13.3 مليون دولار، إلى مُستوى 199 مليون دولا فى 2019 لتقع فى المركز الأول، فى حين كانت فرنسا قد شكلت الوجهة الأساسية لصادرات الأسمدة حتى عام 2014، حيث بلغت 374 مليون دولار من إجمالى 741 مليونًا، كما انخفضت إلى 129 مليونًا فى 2019 من إجمالى 1.33 مليار دولار، يأتى ذلك بعد انهيار إنتاج الغاز المصرى فى عام 2014، قبل استعادة الاكتفاء الذاتى من جديد فى نهاية 2018.
السعودية أكبر مستورد للحديد والصلب المصرى
وفيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية فهى تُشكل السوق الأساسى للحديد والصلب المصرى، وذلك بنحو 205 ملايين دولار، فى عام 2019، واستمرت هى السوق الكبيرة الوحيدة التى حافظت على مُعدلات الصادرات إليها بعد تحرير أسعار الطاقة، حيث كانت الأعوام ما بين 2016 و2018 قد شهدت نموًا فى صادرات الحديد والصلب إلى إسبانيا، والولايات المُتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وتركيا. ويوضح الشكل التالى تطور الصادرات من أعلى 15 سلعة.