قبل انطلاق موكب المومياوات الملكية المقرر له غدا السبت، والذي سيتم خلاله نقل 22 مومياء من ملوك وملكات مصر القدماء من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، أجرى"اليوم السابع" لقاءً حصريًا مع وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، من داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط والذي سيكون المقر الجديد والدائم للمومياوات.
وينشر "اليوم السابع" أبرز تصريحات الدكتور خالد العناني، والتي قال فيها: نحن نستعد للموكب بشكل قوى منذ عام ونصف، فقد تم تأجيل موعده عدة مرات، والهدف الأساسى منه هو أن يرى العالم مدى جمال مصر، وجمال القاهرة، ومدى احترام المصريين لأجدادهم وتاريخهم، وشعارى الذى اتخذه لتحقيق ذلك هو "الهيبة"، فنحن نتحدث عن ملوك وملكات مصر، ولذلك يجب أن تكون الهيبة موجودة فى كل شىء.
استكمل بقوله: عندما فكرت فى تنظيم الموكب في عام 2019م، كان هدفى الأساسى أن يرى العالم كيف تحترم الدولة المصرية أجدادها وتاريخها، فنحن فخورين بتاريخنا وحضارتنا، وعندما طرحت هذه الفكرة كنت وزيرا للآثار فقط، فكان هدفى هو أن يرى الجميع فخرنا بالآثار، وعندما انضمت لى وزارة السياحة، وأصبحت وزيرا للسياحة والآثار، أصبح يهمنى أيضا الشق الترويجى، فهدفى أيضا هو الوصول لكل منزل خارج مصر، واستغلال هذا الحدث الهام سياحيا.
وقال: العالم بأسره يشاهدنا ويترقب الموكب، فلدى تأكيد من متابعة 62 دولة خارج مصر للحدث، وجاءت إلينا حتى الآن 200 قناة غير مصرية تريد نقل الحدث، وبهذا يصل عدد القنوات التى تريد متابعة الحدث، إلى ما يقر من 400 قناة محلية وأجنبية، ومازلنا نستقبل طلبات القنوات حتى الآن، هذا بالطبع بجانب متابعة جميع مواطنين الشعب المصرى للموكب.
وقال خالد العنانى: توقفنا عند حدث نقل المومياوات الملكية، وأردته أن يكون مختلفا عن عمليات نقل الآثار الأخرى، وجاءت فكرة موكب المومياوات الملكية بسبب فيلما كنت أشاهده منذ الصغر عن استقبال مومياء الملك رمسيس الثاني عندما وصلت إلى باريس، عام 1976، وكان الفيلم رسالة يقولون لنا فيها أنظروا كيف نقوم باحترام أجدادكم، فعندما استقبلنا مومياء مصرية، وضعنا سجادة حمراء في الطائرة، وأطلقنا أعيرة نارية احتفالا بها، واستقبلناه استقبال رئيس جمهورية، احتفالا بهذه المومياء المصرية العظيمة.
استكمل بقوله: عندما تناقشنا أنا وزملائي في عام 2019، عن نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، استرجعت بذاكرتي هذا الفيلم، وقلت أن هذا الحدث يجب أن يتم بطريقة لائقة، فهؤلاء الملوك، رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، أمنحتب الثالث، سيتي الأول، وتحتمس الثالث، وغيرهم من الـ22 مومياء التي سيتم نقلها خلال الموكب، أصحاب فضل على مصر والبشرية بأسرها، فهم من صنعوا التاريخ المصري القديم.
وقال، عندما اقترحنا فكرة موكب المومياوات الملكية في عام 2019، جاءت لنا توجيهات من الدولة بأنه يجب أن تكتمل الصورة الحضارية للموكب، وذلك من خلال تطوير ميدان التحرير، وبحيرة عين الصيرة.
وبناء على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمتابعة دورية من رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، قامت الدولة بتطوير ميدان التحرير، حيث تم إزالة الإعلانات الكبيرة، وطلاء جميع المبان بنفس اللون، وقمنا بتزيينه بتجميع أجزاء من مسلة كانت مكسورة في صان الحجر، وترميمها ورفعها في الميدان، كما تم نقل وترميم 4 كباش كانت موجودة في معبد الكرنك إلى ميدان التحرير، هذا بالإضافة لتطوير واجهة المتحف المصري من الخارج، ووضع الإضاءة الجديدة، وتطوير الحديقة، فأصبح شكل الميدان رائعا، وجميعنا نشعر بالفخر بهذا التطوير الجميل.
أما بالنسبة لتطوير بحيرة عين الصيرة ومنطقة مجرى العيون، فجميعنا نتذكر منظرها الذي كانت تبدو عليه منذ سنتين، فقد تم تطويرهم بالكامل، والبحيرة ستكون مقصدا سياحيا ترفيهيا داخل القاهرة قريبا جدا.
واستطرد، "عندما فكرت في تنظيم الموكب في عام 2019م، كان هدفي الأساسي أن يرى العالم كيف تحترم الدولة المصرية أجدادها وتاريخها، فنحن فخورين بتاريخنا وحضارتنا، وعندما طرحت هذه الفكرة كنت وزيرا للآثار فقط، فكان هدفي هو أن يرى الجميع فخرنا بالآثار، وعندما انضمت لي وزارة السياحة، وأصبحت وزيرا للسياحة والآثار، أصبح يهمني أيضا الشق الترويجي، فهدفي أيضا هو الوصول لكل منزل خارج مصر، واستغلال هذا الحدث الهام سياحيا".
تشجيعا لزيارة الجمهور للمتحف القومي للحضارة المصرية، تم إصدار قرار بتخفيض التذكرة بنسبة 50%، وعن ذلك قال "العناني"، "أصدرنا قرارا بتخفيض تذكرة المتحف القومي للحضارة المصرية بنسبة 50% للجميع من يوم 4 إلى 17 أبريل، كما أننا أصدرنا قرارا بالتصوير المجاني للإعلام والصحافة المصرية والعربية والأجنبية خلال يوميّ 4 و5 أبريل، تقديرا منّا للدور التوعوي الذي يلعبه الإعلام والصحافة، حيث خلقا حالة جيدة من التوعية، فالشعب المصري بمختلف مستوياته الثقافية يتحدث عن موكب المومياوات الملكية، وربط الشعب بتاريخه العظيم، رسالة هامة جدا نجحتم في توصيلها".
أعرب "العناني" عن سعادته لأن فكرته سترى النور أخيرا، من خلال موكب الموميات الملكية، قائلا، "أشكر جميع أجهزة الدولة المصرية التي ساعدتني في تنظيم هذا الموكب، فجميعنا نحمل نفس الهدف، وهو إظهار مدى جمال مصر، وأشعر بالترقب، فأنا أتابع التفاصيل يوميا لكي يظهر الموكب بأفضل صورة للعالم، فنحن دولة تستطيع تنظيم هذه الفعاليات الكبرى".
وبسؤاله عن مدى صحة لعنة الفراعنة، قال: لا أؤمن بلعنة الفراعنة، فأنا أعمل طوال مسيرتي المهنية في مجال الآثار، وسط المقابر والتوابيت، بل ما أؤمن به هو بركة الفراعنة، والخير الذي أتى إلينا منهم على مدار مئات السنين، والذي سيأت إلينا منهم في المستقبل".
وأضاف، "الفراعنة هم من جعلونا نرفع رأسنا وسط بلاد العالم لأننا ننتمي لأعظم حضارة في التاريخ، وأود أن أشكر الأجداد الذين يساعدون مصر حتى الآن، فهم السبب في السياحة في مصر، فعندما تقول لأي أجنبي في العالم أنا مصري، يقولون لك هل رأيت حتشبسوت؟ رأيت الهرم؟ فربنا يديم بركة الفراعنة علينا وعلى مصر"
وجّه "العناني" عبر تليفزيون اليوم السابع رسالة لجميع متابعي موكب المومياوات الملكية في جميع أنحاء العالم قائلا، "أقول للمصريين، يجب أن نفخر بأننا ننتمي إلى حضارة عريقة وعظيمة، فهي حضارة فريدة من نوعها، تتميز بكم آثار متنوع وكبير وفريد، فهو الآثر الأشهر في العالم، ويجب أن نعلم أن هذه حضارة عظيمة بالإيمان والعمل، فيجب أن نعمل جميعا، فما نعمله اليوم، سيصبح أثر وحضارة في الغد".
ثم استكمل حديثه قائلا، "أقول للعرب والأجانب أهلا بكم في مصر، نحن لدينا إجراءات إحترازية مميزة وعلى مستوى عالي لاستقبال السائحين في مصر بأمان، فقد استقبلنا في مصر أكثر من 2 مليون سائح خلال الستةأشهر الماضية، ولا توجد إصابات تذكر بفيروس كورونا، فنحن نفتح ذراعينا لكم، فقوموا بزيارة مصر واستمتعوا بآثارها وشواطئها وبجوها الصحي الجميل".