قالت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن نجاح الدولة المصرية في أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس لم يكن ليحدث لولا امتلاك هيئة قناة السويس للمعدات والأجهزة والكوادر البشرية والكراكات والسفن الفنية القادرة على التعامل مع هذا الحدث الذي يعد الأضخم من نوعه ولكنه ليس الأول من نوعه؛ إذ سبقه العديد من الحوادث التي كادت إن تعرقل الملاحة في قناة السويس، من غرق إحدى السفن الأجنبية ومن تصادم جري بين سفينتين. وللمفارقة فإن الشركات المالكة للسفن في كل حادث كانت تبادر بالاعتراف بأن الخطأ هو مسؤولية سفنها وليس قناة السويس.
وأضافت الدراسة أنه مع بداية الأزمة سارعت الشركة المالكة للسفينة بالاعتراف بأن هذا هو خطأ ربان السفينة، ولم يحدث عبر ستة أيام أن وجهت الشركة أو أي من أقطاب الملاحة البحرية والتجارة البحرية حول العالم كلمة نقد واحدة للإدارة المصرية لقناة السويس.
وأوضحت الدراسة أنه على المستوى الشعبي، ورغم أن الوعي الجمعي للإنسان المصري المعاصر قد تعرض لحروب إعلامية وثقافية عنيفة، ولكن في أزمة 2021 حدث التفاف شعبي حول “العامل المصري” الذي يحاول إنقاذ سمعة مصر والاقتصاد العالمي في البوابة الجنوبية لقناة السويس، وسادت حالة من الضيق والترقب لموعد افتتاح قناة السويس من جديد. ولكن النقطة الأهم هو أنه وبدون معطيات سياسية أو حتى إعلامية فإن هنالك حالة من الخوف على قناة السويس من أن تتعرض للسرقة من أيدي المصريين قد انتابت الرأي العام المصري.
وتابعت الدرس قد تكفل هذا الوعي الشعبي برفض كافة النصوص والديباجات المسمومة التي حاولت بعض الأقلام نشرها عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، من التحريض على تسييس الأزمة وتحويلها إلى رأس حربة لمؤامرة بث الفوضى حول التظاهر، أو تحميل الإدارة المصرية خطأ ربان السفينة، أو حتى استعجال الحل بما يؤدى إلى توتر الأعصاب.
وأوضحت الدراسة التف المصريون حول القيادة المصرية، وشكل الوعي الجمعي المصري درعًا حقيقيًا لقناة السويس الممر الملاحي الأشهر في العالم الذي خمدت حركته طيلة الأيام الستة. ولا عجب في ذلك، لأن الوعي الجمعي المصري يحمل قصصًا تفرد في مجلدات حول أبطال الأجداد في حفر قناة السويس، ذلك الشريان التجاري الذي أثبتت أزمة السويس 2021 أنه بلا بديل بعد أن روج إعلام العدو طيلة عشر سنوات لأن هناك بدائل أخرى في مناطق أخرى، ولكن هذا الإعلام نفسه أمام أعين الأجيال الصاعدة عزز وأكد أن قناة السويس المصرية ليس لها بديل حول العالم قط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة