لم تكن بالنسبة لهم ابنتهم فقط، ولكنها مصدر سعادتهم والخير والأمان لمنزلهم البسيط، فى بداية الأمر كانت صدمة كبيرة بالنسبة لهم عندما قال لهم الأطباء ابنتكم مصابة بمرض التوحد، لم تعلم الأسرة ما هو مرض التوحد، وكيف يتعاملوا معه، ولكنهم قرروا أن يكملوا الطريق مع ابنتهم، ولم يخطر ببالهم أن ابنتهم المريضة ستصبح فى يوم من الأيام بطلة العالم فى السباحة.
فاطمة الصاوى، فتاة التوحد التى مثلت مصر فى أستراليا، وحصلت على الميدالية البرونزية والمركز الثالت فى السباحة على مستوى العالم، وعن حكاية البطلة فاطمة ودور الأسرة معها، قال والدها أحمد الصاوى: "فاطمة بنتى لما كان عندها سنتين اكتشفنا أنها مبتسمعش وخالها اللى لفت نظرنا لده واستغربنا جدا لأنها كانت بتغنى عادى، ومن هنا عرضناها على أطباء واكتشفوا أن عندها كهرباء على المخ وسمات توحد".
وقالت والدة فاطمة: "قعدت لغاية 5 سنين مبتعرفش مين بابا ولا مين ماما، ولا أى حد من أخوتها، وفيه كابتن شافها قال البنت دى عشان الكهرباء تمشى من عندها لازم تنزل المياه، ومن هنا بدأن تدريبات السياحة واحنا كنا واخدينها علاج مكناش نعرف أنها بأمر ربنا هتبقى بطلة عالم".
وقال والدها: "مرضى التوحد صعب التعامل معهم وعاوزين اللى يفهمهم لكن الناس مبتبقاش عارفه أنه توحد ومبتعرفش تتعامل معاه ومن ضمن المواقف اللى اتعرضتلها لما كانت بتشترى حاجة من السوبر ماركت وفيه واحدة كانت واقفه استغربت من تصرف فاطمة وأنها دخلت بسرعة وقالت لها أيه قلة الأدب دى هى مش شايفة أنى واقفة قلتلها معلش هى تعبانة شوية قالتلى تعبانة تقعد فى البيت".
واستكملت الأم حديثها: "بتصعب عليا أوى لما ببقى مش فهمة هى عاوزة إيه ببقى نفسى أدخل جواها، احنا حاسين أنها طبيعية وبنعاملها أنها طبيعية حتى لو غلطت بنقولها أنتى غلطتى ومدخلينها مدارس وهى فى أولى ثانوى عام دلوقتى، مع أن الناس بتقول ليه مدخلينها ثانوى علموها أى حاجة وقعدوها فى البيت".
وأضافت: بقول لها يلا بقى نقوم عشان نصلى وتقرى قرآن ونطبخ سوى وأقولها اغسلى الرز واعلمها تعمل الأكل، واكتشفت أن صوتها جميل وأنها بتقلد أصوات الشيوخ وبتقرأ القرآن زيهم".
وقال والد فاطمة: زمان حد شافنى وقالى بنتك دى هتبقى بطلة عالم وفعلا الحمد لله فاطمة دلوقتى محققة ميداليات من سنة 2011 حتى 2021 وحصلت على المركز الأول ومثلت مصر فى الشرق الأوسط فى السباحة وعندها 45 ميدالية فى بطولات كتير، والاتحاد المصرى اختار ناس من السباحة وكانت هى منهم عشان تسافر أستراليا ودى كانت أول مرة مصر تحقق بطولة عالم فى أستراليا بالنسبة للاحتياجات الخاصة، وفاطمة حققت المركز الثالث عالميا".
وعن إحساس الأم بعد سفر ابنتها للبطولة قالت: كنت بفتح التليفزيون عشان أشوفها وكنت بتفاعل معاها، وكأنها موجودة هنا قدامى وكنت زعلانة أوى إنى مش معاها، للأسف ظروفنا مسمحتش إننا نسافر معاها لأن التذاكر غالية انا لو معايا 30 ألف جنيه مش عاوزة أكل ولا أشرب بس عاوزة أكون مع بنتى وأسافر معاها.
واختتمت الأم حديثها: "فاطمة أجمل بطلة فى الدنيا هى فرحتى وأحلى حاجة فى حياتى، أولاد التوحد أذكياء وعباقرة وياريت نتعامل معاهم كويس ومن غير تنمر".