كانت الفرق المسرحية قديمًا تتنافس فيم بينها لصالح المتفرج، وكانت الحياة المسرحية فى مصر مزدهرة بالعديد من الفرق التى تقدم روائع المسرحيات ويعمل بها عمالقة الفن ورواده.
وكثيرًا ما كانت المنافسات تشتد بين الفرق المسرحية لجذب الجمهور، وأحيانًا كان أصحاب هذه الفرق وأبطالها يلجأون إلى حيل كثيرة كى تمتلئ مسارحهم بالجمهور.
وكان من أكثر الفرق المسرحية المتنافسة فرقتى نجيب الريحانى وعلى الكسار، وكانت المنافسة بينهما تتسم فى كثير من الاحيان بطابع فكاهى ويلجأ كل منهما لتدبير المقالب أحيانًا لجذب الجمهور لفرقته وإبعاده عن مسرح وفرقة غريمه.
ومن ببين هذه المقالب الحيلة التى دبرها الريحانى لعلى الكسار، حيث تصادف فىغحدى المرات أن كانت فرقة الريحانى وفرقة الكسار تعرضان فى محافظات الوجه البحرى فى شهر إبريل، والتقت الفرقتان فى مدينة المنصورة، وكانت ففرقة على الكسار تسبقها دعاية ضخمة جعلت الجمهور يقبل على شراء تذاكرها إقبالاً كبيرًا.
وعندما عرف الريحانى بأن الجمهور اشترى تذاكر حفل فرقة على الكسار وأصبحت جميع حفلاته كاملة العدد، فكر فى تدبير مقلب لغريمه، فكلف أحد الخطاطين أن يكتب إعلانًا على قطعة ضخمة من القماش ، وقال فيه :" الأستاذ على الكسار يروى لكم بنفسه قصة أبو زيد الهلالى على الربابة ، فتعالوا استمعوا إلى الكسار صاحب الصوت الجميل وهو يغنى قصة أبو زيد"
ولم يكتف الريحانى بذلك، بل استأجر فرقة موسيقية لتطوف بالمنصورة وهى تحمل هذا الإعلان الضخم حتى يعلم كل الأهالى بهذه المفاجأة.
وعندما علم على الكسار بهذا الإعلان أدرك أنه وقع فى أحد مقالب غريمه الريحانى، وأراد أن يخرج من هذا المأزق، فقدم مطرب الفرقة الفنان حامد مرسى ليغنى للجمهور قصة أبو زيد، ولكن جمهور المسرح قاطع غناء حامد مرسى وظل يصيح فى غضب مطالباً ععلى الكسار بالغناء بنفسه.
وخرج الكسار للجمهور كى يتدارك الموقف واعتذر لهم عن عدم الغناء، وولكن الجمهور أخذه الحماس والغضب وحطم المسرح وغادره.
وذهب على الكسار ليتشاجر مع الريحانى بعد أن فطن إلى أنه صاحب المقلب الذى كاد يودى بحياة أفراد الفرقة ويعرضهم للضرب ، فضحك الريحانى، قائلاً : كل سنة وانت طيب ياسى على اعتبرها كدبة إبريل"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة