أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

لجنة القطارات تجيب عن سؤال: لماذا تتكرر الحوادث؟

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ينته موضوع قطار الصعيد، حتى وقع حادث سقوط عربات من قطار القاهرة إلى المنصورة بمدخل محطة سندنهور بالقليوبية، حيث توفى 11 وجرح أكثر من 100، الحادث جاء بعد أيام من صدور تقرير حول حادث قطار الصعيد، والذى يكشف عن إهمال جسيم بين السائقين والمساعدين وأطقم العاملين فى القطارات، وهذا لا يعنى فقط إدانة هؤلاء فهم جزء من منظومة أكبر أو أوسع تشير إلى وجود أزمات داخل منظومة العمل بالسكة الحديد، وهذه الأخطاء تجعل حوادث القطارات قابلة للتكرار. 
 
الرئيس السيسى كلف رئيس الوزراء، ‏بتشكيل لجنة تضم فى عضويتها ممثلين من هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والكلية ‏الفنية العسكرية، وكليات الهندسة؛ للوقوف على أسباب الحادث وموافاة الرئيس بتقرير مفصل، وهناك لجنة مشابهة تم تشكيلها بعد تصادم قطار الصعيد. 
 
وهناك تحركات عاجلة من الدولة لإغاثة الجرحى وعلاجهم وتعويض الضحايا، ومع الحكومة فى الحقيقة تكررت مشاهد الشهامة من متطوعين سارعوا بتقديم كل المساعدة والطعام والشراب، ومئات الشباب توجهوا للتبرع بالدم وتقديم المساعدات للناس بالمستشفيات، كل هذه المشاهد التى تكررت من الصعيد للقليوبية، كاشفة عن اهتمام وتضامن مجتمع كبير، وهى تحركات تخفف من وقع الكارثة، لكنها لا تقلل من مشاعر الخوف من تكرار حوادث القطارات، ومعروف أن السكة الحديد هى الأكثر أمانا، ومع تكرار الحوادث تتزايد المخاوف.
 
بعد حادث قطارى سوهاج شدد الرئيس على أهمية «أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب فى هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة»، وهو نفس التوجيه القائم مع كل حادث، بالطبع هناك محاولات مختلفة تشير إلى احتمالات وجود تعمد أو نوع من التلاعب يتسبب فى تكرار الحوادث، وأن الهدف هو تعطيل عملية الإصلاح، والواقع أن هذه التفسيرات قائمة على مدى عقود ولا يوجد ما يؤيدها، فى المقابل فإن منظومة العمل فى القطارات تسمح بثغرات ينفذ منها الإهمال والفساد، ونفس الأمر فيما يتعلق بمطالب إقالة مسؤول هنا أو هناك، وهى خطوات تكررت ولم ينتج عنها تحسن أو توقف للحوادث، لا يوجد وزير نقل لم يشهد عهده حوادث قطارات.  
 
وأحيانا يبدو أن نجاة الركاب هو الاستثناء، والقاعدة هى وقوع حوادث، مع وجود كل هذه الثغرات فى منظومة العمل الحكومى عموما، وفى القلب منه المرافق التى تتعلق بحياة الناس وأمانهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن مرفق السكة الحديد هو أكثر المرافق التى تم الإنفاق على تطويرها، ويتم رصد مليارات متتالية مع كل حادث، ومع هذا فإن عملية التحديث والتطوير تتواصل، ويأتى حادث واحد ليعيد النقاش إلى نقطة البدء، وزراء ورؤساء هيئات ومسؤولون جاءوا ورحلوا ولم تتوقف الأحداث. 
 
اليوم الدولة تتجه إلى عملية تحديث شاملة، وبناء طرق ومشروعات كبرى، ومنها شبكات حديثة للسكة الحديد، ويظل الخط القديم للقطارات مؤرقا، وسببا فى قلق مستمر، لدرجة أن الجدل يتجدد، حول ما إذا كان التحديث يرافقه إيقاف لخطوط القطارات حتى تتم عملية التطوير كاملة، لكن هذه الحلول تصطدم مع مصالح ملايين تنقلهم القطارات يوميا، وهو ما يجعل العمل مستمرا مع التشغيل، وفى انتظار تقرير اللجنة التى وجه الرئيس بتشكيلها لتجيب عن أسئلة مطروحة. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة