يمر اليوم الأربعاء 24 عاما على رحيل مسحراتى الفن وأحد عمالقته الموسيقار الكبير سيد مكاوى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 21 ابريل عام 1997 ، بعد رحلة عطاء فنى ترك خلالها ميراثاً ضخماً من الروائع الفنية والموسيقية التى ستبقى دائماً شاهدة على عظمة موهبته وعبقرية إبداعه.
سيد مكاوى الموسقار الذى فقد البصر منذ صغره فمنحه الله بصيرة وموهبة وروحًا متفردة ترى أبعد مما يرى المبصرون.
ترك لنا الفنان الكبير مئات الروائع التى لا تعد ولا تحصى، نشر البهجة والحب بألحانه وأغانيه وأصبح معلما من معالم شهر رمضان، بروائع المسحراتى التى وصف فيها حياتنا وقدمها بالتعاون مع الشاعر فؤاد حداد، كما قدم معه رائعته الأرض بتتكلم عربى، فضلًا عن روائعه مع صديق عمره صلاح جاهين، ومنها أوبريت الليلة الكبيرة، وأغنية هنحارب، والدرس انتهى لموا الكراريس، والرباعيات، وإبداعاته مع عمالقة الطرب.
وكان سيد مكاوى أول من ابتكر تترات المسلسلات الإذاعية الدرامية، كما كان يؤمن بأن الفن مصدر للبهجة، و يتمتع بخفة ظل وروح دعابة شهد بها كل من عرفه، لذا كانت معظم ألحانه وأغانيه مبهجة، ولم يقدم أغانٍ أو ألحانًا حزينة، إلا عندما وقعت مذبحة مدرسة بحر البقر حين قصفها العدوّ الإسرائيلى، فقدّم أغنية «الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس» من كلمات صلاح جاهين، وغناء شادية، وقدم أغنية «هنحارب» وقت النكسة.
وأبدع الشيخ سيد مكاوى فى مئات الأعمال الدينية التى قدمها للإذاعة المصرية، فوضع اللحن الشهير لأسماء الله الحسنى بصوت 35 شيخًا، وقدم «مولد الهادى» و«حيارى على باب الغفران» لليلى مراد وأدعية رمضانية مع وردة، فضلًا عن أجمل الأغانى التى تبعث على التفاؤل مثل «أوقاتى بتحلو»، «عندك شك ف إيه»، «حلوين من يومنا والله»، «وحياتك يا حبيبى»، «ليلة امبارح»، «كده أجمل انسجام»، «يا حلاوة الدنيا».
ويبقى من أهم روائع الشيخ سيد مكاوى سلسلة حلقات المسحراتى الغنائية التى قدمها بالتعاون مع الشاعر الكبير فؤاد حداد، والتى تحدثت عنها ابنته أميرة سيد مكاوى فى حوار سابق معنا كشفت فيه تفاصيل ميلاد رائعة المسحرتى.
وقالت أميرة سيد مكاوى لليوم السابع:" المسحراتى كان برنامجا يقدم فى الإذاعة بعدة مؤلفين وملحنين، وعرضت الفكرة على صلاح جاهين، وقال «إزاى تطلبوها منى وفى فؤاد حداد فى الدنيا»، ورشح فؤاد حداد وقال إنه الأجدر بكتابتها"
وتابعت :" بالفعل أسندت الحلقات التى كتبها فؤاد حداد إلى والدى، فقرر تقديمها بالشكل التقليدى وهو طبلة المسحراتى مستغنيا عن الآلات الموسيقية وهو مالاقى استحسانا كبيرا، وتم إسناد العمل كاملا إلى فؤاد حداد وسيد مكاوى ليستمر تقديمها فى الإذاعة المصرية بهذا الشكل لسنوات طويلة، ووصف فى حلقاتها مصر بكل ما فيها وصفا دقيقا"
وبحسرة قالت ابنة سيد مكاوى :"للأسف فإن الحلقات التى تم نقلها للتليفزيون ليست كل ما هو موجود فى الإذاعة، حيث يوجد بالإذاعة أضعاف ما يعرض من حلقات المسحراتى بالتليفزيون، حيث بلغت أكثر من مائة حلقة، وأخشى أن يفقد هذا التراث العظيم ويضيع"
كما كشفت أميرة سيد مكاوى أن حلقات المسحراتى كانت سبباً فى غضب والدها، قائلة :" لم يغضبه فى عمله شىء سوى حملة صحفية تعرض لها وقت عرض المسحراتى على التليفزيون، حيث ظهر التتر ولم يكتب فيه اسم فؤاد حداد، واتهم وقتها أبى بأنه تعمد إخفاء اسمه بخلاف الحقيقة، حيث لم يكن يعلم أن الاسم محذوف من التترات، مما اضطره أن يقول: «أنا مش شايف التتر علشان أعرف».