تعهد المجلس العسكري في تشاد، بالالتزام بالمواثيق الدولية، والعمل على مكافحة الإرهاب، وذلك غداة مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي.
وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الاربعاء، قال المجلس العسكري: "سنبقى موجودين إلى جانب الدول الصديقة من أجل النضال ومكافحة الإرهاب بكل قوانا"، وأكد أن "المجلس الانتقالي سيكون ضامنا للمواثيق الدولية والتزامات البلاد".
وأمس لقى الرئيس التشادى المنتخب الحاصل على رتبة المارشال، إدريسي ديبي اتينو، وأعلن جيش التشادي وفاته متأثرا بإصابته خلال معارك على الجبهة ضد المتمردين في شمال البلاد، وذلك غداة فوزه بولاية سادسة وحصوله على 79.3% من الأصوات.
وأعلن الجيش التشادي فرض حظر تجول وإغلاق حدود البلاد، وتعهد بإجراء انتخابات "ديمقراطية" بعد فترة انتقالية تمتد 18 شهرا في البلاد، وبحسب بيان الجيش التشادي، فإن مجلسا عسكريا بقيادة نجل الرئيس إدريس ديبي سيدير البلاد بعد مقتل والده.
ولا تزال تتواصل ردود الأفعال، فقد أشادت دول الساحل الإفريقي، التي تشارك مع تشاد في محاربة الجماعات الإرهابية، بعمل الرئيس "إدريس ديبي إنتو" في مكافحة الإرهاب،.
وثمنت النيجر حيث تتمركز كتيبة قوامها 1200 جندي تشادي في إطار القوة متعددة الجنسيات المناهضة للإرهابيين في مجموعة دول الساحل الخمس - حسبما ذكر راديو "أفريقيا 1" اليوم الأربعاء الالتزام الشخصي لإدريس ديبي في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، كما ورد في بيان للرئيس محمد بازوم وحكومته.
وقال بيان إن الشعب النيجري يشارك الشعب التشادي الشقيق ألمه، ويعرب عن تضامنه ويؤكد له التزامه العمل معه من أجل إحلال السلام والاستقرار، في دول الساحل الخمس والدول الواقعة على بحيرة تشاد.
ومن جانبه، أكد الرئيس الانتقالي لمالي "باه نداو" أن وفاة الرئيس ديبي تمثل خسارة فادحة ليس لبلاده فقط، بل لمنطقة الساحل وأفريقيا بأكملها.. موضحا أن مالي حكومة وشعبا تعرب عن شكرها وامتنانها لشعب وحكومة تشاد على الدعم المتعدد الأشكال بقيادة ديبي، للسلام والأمن ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وأشاد رئيس بوركينا فاسو "روش مارك كريستيان كابوري" بـذكرى ديبي واصفا إياه بـ"مؤيد كبير لفكرة عموم أفريقيا، وأخ ملتزم بقناعة وتصميم مكافحة الإرهاب في حوض بحيرة تشاد و(منطقة) الساحل".
بدوره أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم عن دعمه لاستقرار جمهورية تشاد وسلامة أراضيها ودعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل في بيان جميع الأطراف في تشاد إلى ضبط النفس والعودة للنظام الدستوري والانتقال السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن تشاد خسرت بوفاة الرئيس ديبي شخصية سياسية تاريخية كان لها جهودا في حفظ الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب.
الصحف الفرنسية : كان حليفنا الاستراتيجي في مواجهة الارهاب
كما تصدر خبر مقتل رئيس جمهورية تشاد صفحات الصحف الفرنسية، التى كتبت عناوين صفحاتها الأولى، حليف فرنسا الاستراتيجي في مواجهة المسلحين.
وكتبت صحيفة "لوفيجارو" مانشيت عددها اليوم "فرنسا خسرت بموت الرئيس ديبي، حليف حربها في منطقة الساحل" وقالت أيضا "مقتل رئيس التشاد والسلاح بيده"، كما عنونت "ليبراسيون" على غلافها "فرنسا حرمت من ديبي"..، كما كتبت "لوبينيون" "موت ديبي لا يفيد مصالح فرنسا" .
لوفيجارو
وفى افتتاحية صحيفة ليبراسيون كتبت تحت عنوان "ديبي حليف شجاع ومحرج"، "هو صنيعة الإدارة العسكرية الفرنسية وحليف فرنسا، لكنه حليف محرج".
وأشارت صحيفة "لي زيكو" أيضا إلى فرضية سيناريو الحرب الاهلية في تشاد بعد ممات ديبي. قائلة "خطر اندلاع الحرب الاهلية في البلاد عائد الى كون ديبي الحامي الفعلي لوحدة جيش منقسم اثنيا وطائفيا".
حسبما نقلت "لي زيكو" عن الباحث لدى "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية"، "تييري فيركولون". "لوبينيون" تساءلت عما إذا كان ادريس ديبي سقط فعلا في ساحة المعركة كما قيل ورجحت ان يكون قد "أصيب يوم الاحد خلال لقاء مصالحة مع متمردي "جبهة التناوب والتوافق" (فاكت) بعد معارك دامية في شمال البلاد".
ولفتت صحيفة "لوبينيون" أيضا الى ان فرنسا خلافا للمرات السابقة لم تحرك طيرانها لضرب مواقع المتمردين". الكاتب والصحفي المختص بشؤون فرنسا الافريقية، "أنطوان غلازير" قال ل "ليبراسيون" ان "ديبي كان دوما يصر على المشاركة بالمعارك وعلى الظهور بمظهر القائد على رأس قافلة من السيارات المزودة بالرشاشات، شجاعته كانت تثير اعجاب العسكر في فرنسا".
بدورها نقلت "لاكروا" عن الجنرال "جان فاريه" الضابط الفرنسي الذي اوفدته باريس عام 1990 إلى نجامينا لتأمين وصول ديبي إلى الحكم، إنه يتوقع اندلاع العنف في تشاد ذلك أن ديبي كان ممسكا، ولو بالقوة بأمن البلاد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة