ثورة القاهرة الثانية.. كيف ثار المصريون ضد الحملة الفرنسية

الأربعاء، 21 أبريل 2021 03:00 م
ثورة القاهرة الثانية.. كيف ثار المصريون ضد الحملة الفرنسية الحملة الفرنسية - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، الذكرى الـ221 على استسلام الثائرين من أهالى مصر فى ثورة القاهرة الثانية، وذلك بعد أن سلط عليهم الجنرال كليبر مدافعه وأحرق أحياء القاهرة، وذلك فى 21 أبريل عام 1800م.

يقول كتاب "النضال الشعبى"، لمحمد فرج، إن الثورة الشعبية شبت فى القاهرة فى 20 مارس سنة 1800، فى الوقت الذى كانت تدور فيه معركة عين شمس، وكان من زعماء الثورة عمر مكرم وأحمد المحروقى والشيخ الجوهرى، وشبت الثورة فى بولاق.

ويصف الجبرتى نشوبها فيقول: "أما بولاق فإنها قامت فى ساعة واحدة ونحزم الحاج مصطفى البشتيلى وهو من أعيان بولاق وأمثاله وهيجوا العامة وهيئوا عصيهم وأسلحتهم ورمحوا وصفحوا، وأول ما بدأوا به أنهم ذهبوا لى وطاق الفرنسيين الذى تركوه بساحل البحر، وعنده حرس منهم فقتلوا من أدركوه ونهبوت جميع ما به من خيام ومتاع، ورجعوا إلى البلد وفتحوا مخازن الغلال والودائع التى للفرنساوية، وأخذوا ما احبوا منها وعملوا كرانك حوالى البلد ومتاريس".

قرر "كليبر" قائد الحملة التفاوض مع "يوسف باشا ضيا" الصدر الأعظم الذى جاء على رأس جيش ضخم لإخراج الفرنسيين من القاهرة، واتفق الطرفان على طريقة تحفظ الكرامة لخروج الجيش الفرنسى وتبقى على شرفه العسكري، وتضمّن الاتفاق طريقة تنظيم جلاء الفرنسيين عن مصر، وتحدد المراحل والأزمنة لتحقيق هذا الجلاء، وأطلق على هذا الاتفاق معاهدة العريش، وأبرمت فى (22 من شعبان 1214هـ=24 من يناير 1800م).

غير أن كليبر فوجئ برسالة من قائد الأسطول البريطانى يعلنه أن اللورد كيث القائد الأعلى للأسطول قد رفض التصديق على المعاهدة، وأنه لم يعد أمام الفرنسيين سوى التسليم بلا قيد أو شرط كأسرى حرب، ولا سبيل لعودتهم إلى فرنسا على هذا النحو الذى تم الاتفاق عليه مع الدولة العثمانية.

حينها قرر كليبر البطش بالعثمانيين، فأعاد احتلال المواقع التى كان قد أخلاها، ثم باغت الجيش العثمانى المرابط على مشارف القاهرة فى المطرية وعين شمس فارتد الجيش العثمانى على غير نظام بعد أن كبلت خطاه المفاجأة، وأفقدته القدرة على التوازن وصد.

لم يكن الشعب المصرى يحتاج إلى أكثر من إشارة حتى يهب هبة عارمة ضد الغاصب المحتل، لا يبالى بشيء، وفى ساعات قليلة تجمع الشعب وحمل السلاح، وأقام المتاريس حول الأزهر والأحياء المحيطة، وشرع فى مهاجمة المواقع الفرنسية فى الأزبكية، وكانت نقطة ابتداء الثورة وإعلان الجهاد على الفرنسيين فى حى بولاق، ثم امتدت بعد ذلك إلى سائر أحياء العاصمة.

لجأ إلى الاتصال بمراد بك أحد زعماء المماليك، وتفاوض الاثنان على الصلح، وأبرمت بينهما معاهدة بمقتضاها أصبح مراد بك حاكمًا على الصعيد فى مقابل أن يدفع مبلغًا إلى الحكومة الفرنسية، وينتفع هو بدخل هذه الأقاليم، وتعهد كليبر بحمايته إذا تعرض لهجوم أعدائه عليه، وتعهد مراد بك من جانبه بتقديم النجدات اللازمة لمعاونة القوات الفرنسية إذا تعرضت لهجوم عدائى أيًا كان نوعه، وكان هذا يعنى أن مراد فضل السيادة الفرنساوية على السيادة العثمانية.

ولم يكتف مراد بك بمحاولته فى إقناع زعماء الثورة بالسكينة والهدوء، بل قدم للفرنسيين المؤن والذخائر، وسلمهم العثمانيين اللاجئين له، وأرسل لهم سفنًا محملة بالحطب والمواد الملتهبة لإحداث الحرائق بالقاهرة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة