أكرم القصاص - علا الشافعي

"لعبة نيوتن" الإبداع على نار هادئة.. منى زكى أبدعت فى تجسيد كل الانفعالات دون مبالغة ومحمد ممدوح محترف يمثل بعينيه وتعبيرات وجهه.. سيد رجب وفراج وضعا المتفرج فى حالة ترقب دائمة..وبراعة فى السيناريو والإخراج

الخميس، 22 أبريل 2021 11:24 ص
"لعبة نيوتن" الإبداع على نار هادئة.. منى زكى أبدعت فى تجسيد كل الانفعالات دون مبالغة ومحمد ممدوح محترف يمثل بعينيه وتعبيرات وجهه.. سيد رجب وفراج وضعا المتفرج فى حالة ترقب دائمة..وبراعة فى السيناريو والإخراج مسلسل لعبة نيوتن
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد مسلسل لعبة نيوتن من أكثر المسلسلات جذبا للجمهور والمشاهدة وسط المنافسة الملتهبة فى الموسم الرمضانى هذا العام، حيث استطاع هذا المسلسل الذى اكتملت فيه أركان الإبداع بين القصة والسيناريو والإخراج والتمثيل أن يقدم حالة مختلفة وأن يحجز لنفسه مكاناً متفرداً بين قائمة المسلسلات الطويلة التى تتنافس على جذب المشاهدين هذا العام.

حالة ابداعية متكاملة يقدمها صناع هذا العمل بدءًا من القصة التى كتبها المخرج والمؤلف تامر محسن والتى تعرض فكرة هوس الجنسية الامريكية وسعى العديد من الأسر للحصول عليها بولادة أبنائهم على الأراضى الأمريكية ، والسيناريو الجاذب والمحكم الذى أشرفت عليه مها الوزير وشارك فيه سمر عبدالناصر ومحمد الشخيبى وعمار صبرى ، والذى استطاع أن يبدأ الأحداث بصورة غير تقليدية من مشهد الزوجة فى مطار أمريكا واستخدام الفلاش باك بذكاء وإتقان ليحكى تفاصيل العلاقة بين الزوجين وتصاعد المشكلات التى يواجهها كل منهما، ليبقى المشاهد طوال الوقت فى حالة ترقب وانتظار ومتابعة للأحداث دون ملل، مع الإخراج المحكم لهذه المشاهد والانتقال بينها.

أما التمثيل فاستطاع أبطال لعبة نيوتن منى زكى ومحمد ممدوح وسيد رجب ومحمد فراج وكل المشاركين فى العمل أن يبدعوا كل فى دوره بصورة لافتة وأداء مبدع يقدم كل التناقضات التى تحملها الشخصيات بسلاسة وهدوء دون صخب أو انفعال زائد او تشنج فى الأداء.

أبدعت منى زكى كعادتها فى تقديم شخصية هنا الزوجة التى تخوض تجربة السفر لأمريكا وحدها لتحقق حلم الولادة هناك، قدمت كل المشاعر الإنسانية التى تتعرض لها هذه الزوجة التى كانت من قبل تعتمد على زوجها اعتماداً كلياً وكل التناقضات التى تحملها هذه الشخصية وما يحث لها من تغير خلال الأحداث بإبداع متقن ، لتنقل للمشاهد حالة التوتر والرعب والاضطراب التى تعيشها هذه الزوجة أثناء هذه التجربة ، تراها وهى تشعر بالضياع ولا تجد مأوى ، وهى تبكى وتضحك فى آن واحد ، تعبر عن حبها لزوجها وتتمرد على تحكمه فيها ، تشعر باليأس والإحباط حيناً وتستسلم لقرار العودة ، ثم تعود لتتحدى نفسها وزوجها الذى يشعرها طوال الوقت أنها لا تستطيع أن تعتمد على نفسها ، تراها مع حقائبها فى شوارع أمريكا فتنقل لك كل هذه المشاعر المتضاربة ، وتراها فى مشهد الحمام وهى فى قمة الضعف الإنسانى فتشعر بأنك تعرضت لهذا الموقف من قبل بكل ما فيه من اضطراب، تلملم منى زكى كل اضطرابات هذه الشخصية وتنقل لك احساس هذه الزوجة بعد أن تطورت شخصيتها و بدأت تعتمد على نفسها ، كل هذا تفعله منى زكى باحترافية وإبداع هادئ دون انفعالات زائدة أو صراخ وتشنج فى الأداء، بطريقة السهل الممتنع وببساطة وسلاسة المحترفين لتؤكد دوماً أنها فنانة حتى النخاع تدرك أبعاد الشخصية وتستطيع أن تمسك زمامها طوال الوقت دون أن يفلت منها الاداء أو تهرب منها تفاصيل الشخصية مع كل انفعال او مشهد.

أما المبدع الموهوب محمد ممدوح فيقدم فى لعبة نيوتن إبداعاً جديداً يضاف إلى إبداعاته، يثبت دائما أن الفنان يستطيع أن يمثل بعينيه وملامحه وانفعالات وجهه، يستطيع أن ينقل لك كل المشاعر ، التوتر والغضب والارتباك والحب والقوة والضعف بنظرة حتى دون أن يتكلم، ليثبت أنه فنان من العيار الثقيل ، لذلك استطاع أن يقدم شخصية حازم الزوج الذى يحب زوجته ولكنه دائما يشعر بأنها لا تستطيع الاعتماد على نفسها ولا يتق فى قدرتها على التصرف وأن عليه أن يوجهها فى كل تحركاتها وعليها أن تنفذ أوامره، وما يحدث من تطور فى هذه الشخصية بعد أن ينهار مشروعه ويتورط فى جريمة قتل ويتعرض لابتزاز صاحب المزرعة ومساومته ، فتتطور الشخصية من القوة إلى الضعف والاهتزاز والاحتياج للزوجة، يستطيع ممدوح أن يجسد كل هذه التناقضات وأن يجعل المشاهد يشعر بها دون افتعال أو مبالغة ، بإحساس صادق وانفعال معبر عن كل مشاعر الشخصية.

يضاف إلى هذا الإبداع فى الأداء ما يفعله الفنان الكبير سيد رجب والذى يمتلك القدرة الكبيرة على التلون والتنوع والإقناع فى كل شخصية يقدمها، وفى لعبة نيوتن يبدع سيد رجب فى أدائه ليجعل المشاهد طوال الحلقات الأولى مترقباً حذراً يشعر بغموض هذه الشخصية وينتظر أن تفصح عن نفسها، بأدائه الهادئ المتمكن الذى يشبه الأفعى التى تتحرك بهدوء ونعومة حتى تحقق هدفها ، وتتجلى عبقرية الأداء فى مشهد العزاء بينه وبين محمد ممدوح  والمناقشات التى تدور بينهما وانفعالات كل منهما فى المشاهد التى تجمعهما.

وبالتوازى مع شخصية " بدر" التى يجسدها سيد رجب ، نجد شخصية " مؤنس" التى يجسدها محمد فراج والذى يمد يد العون للزوجة هنا  فى أمريكا، تحمل شخصية مؤنس تشابها مع شخصية "بدر" ، فكلاهما نجح فى أن يمنح المشاهد إحساساً بعدم الاطمئنان للشخصية منذ ظهورها رغم الحالة المثالية التى يظهر بها، يستطيع فراج الموهوب أن يجسد الشخصية بإتقان شديد يجعل المشاهد منتظراً لحدث ما ويتسلل إليه الاحساس بعدم الثقة فى مؤنس رغم مثاليته وتدينه الظاهر، تفصح عينيه وانفعالات وجهه عن أن هذه الشخصية ستحمل العديد من المفاجآت فى الحلقات القادمة.

ولا يتوقف الإبداع عند أبطال العمل ولكن أبدع العديد من الفنانين المشاركين فيه ومنهم الفنان الشاب أدم الشرقاوى الذى قام بدور " زى" الشاب المصرى الأمريكى الذى يقابل هنا ويساعدها فى أمريكا والذى لفت الأنظار بحضوره القوى وموهبته الكبيرة التلقائية وقدرته على تجسيد الشخصية بكل تناقضاتها.

 كما أبدع الفنان الكبير محمد التاجى فى دور والد حازم الذى يغضب منه وينفعل حيناً ثم يحنو عليه ويشفق عليه ويوجهه أحياناً أخرى، وكذلك الفنانة الكبيرة المتميزة ماجدة منير فى دور أم هنا التى تفاجئها الابنة بأنها حامل وأنها قررت أن تلد وحدها فى أمريكا.

وهكذا استطاع مسلسل لعبة نيوتن أن ينافس بقوة فى السباق الرمضانى وأن يكون أحد أفضل المسلسلات التى جذبت المشاهدين بتضافر مقومات الإبداع  من تمثيل وقصة وسيناريو وإخراج على نار هادئة  .

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة