تاريخ وأصل "الغجر" وقصة وصولهم مصر وأسرارهم بعد ظهورهم فى "نسل الأغراب"

الجمعة، 23 أبريل 2021 05:30 م
تاريخ وأصل "الغجر" وقصة وصولهم مصر وأسرارهم بعد ظهورهم فى "نسل الأغراب" جانب من التغطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة عن "الغجر" وأصلهم وتفاصيل قصصهم وأسرارهم، تقديم آلاء شتا. 

 

"أجد نفسى حزيناً وحيداً أبحث فى الطرقات عن الدرب.. أنا مشرّد فى العالم والدرب دربى أنا، أنا غجرى وبشرتى سمراء وأسنانى ذهبيّة، أنا المشرد فى هذا العالم" إنه مقطع من أغنية El Camino للفرقة العالمية جيبسى كينج، وهى أكثر أغنية تمكنت من وصف واقع الغجريين، والغجر هم أكثر شعب انتشاراً على الأرض، لا أصل لهم سوى عاداتهم وتقاليدهم، فالغجر ليسوا أقلية، أو طائفة، ولا أتباع ديانة منسيّة، بل هم شعب يقال إن هجرتهم الأولى انطلقت من الهند، ثم انشطروا إلى جماعات، اتخذوا من الترحال مصيراً لهم، وانتشروا فى كل أصقاع الأرض، مؤمنين أن كل الأرض هى وطنهم.
 
 
وتمر اليوم الذكرى 77 على قيام الزعيم الألمانى هاينريش هيملر بوضع الغجر على نفس المستوى مع اليهود ووضعهم فى معسكرات الاعتقال من أجل إبادتهم.. وفى السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن شعب الغجر:
 

من هم الغجر

إنّهم شعب أطواره غريبة، ينسب شعوب الغجر أو شعب الرّوما بشكل أساسى إلى الرومن (فى أوروبا) والنوار والكاولية والدومر (فى الشرق الأوسط)، بعضهم يتكلم لغة مشتركة قد تكون من أصل هندي، وبعضهم لهم ثقافة وتقاليد متشابهة، وحتى أواخر القرن العشرين ظلت شعوب الغجر تعيش حياة التنقل والترحال.
 
 
 

أصل الغجر

تختلف الآراء حول تاريخ الغجر وأصولهم، فيقول مؤرخون أن الغجر من الهند وإيران ومناطق وسط وجنوب آسيا، هاجروا من أراضيهم فى حوالى القرن الرابع الميلادى، بينما أوضح بعض المؤرخين أنهم فى أواسط القرن الخامس عشر (1440م تقريبا) وصلوا إلى مناطق المجر وصربيا وباقى بلاد البلقان الأخرى، ثم بعد ذلك انتشروا فى بولندا وروسيا، واستمر انتشارهم إلى أن بلغوا السويد وإنجلترا فى القرن السادس عشر الميلادي، كما استوطنوا فى اسبانيا بأعداد كبيرة.
 

لغة الغجر 

تفرقت لغة الغجر بتفرقهم وتأثرهم بألسنة القوميات المتعددة التى عاشوا وسطها، ولكن هناك محاولات فى الزمن الحالى لتدوينها على الرغم من أن المنشورات الغجرية المكتوبة قد ظهرت أيام الاتحاد السوفييتى فى عهوده الأولى.
 

ديانات الغجر

انقسم الغجر فى دياناتهم حيث أصبح جزء منهم مسلمون كما فى البوسنة والهرسك، بينما جزء آخر تبعوا مذهب الأرثوذكس فى صربيا والجبل الأسود، كما أصبح معظم الغجر فى أوروبا الغربية رومان كاثوليك، ولكنهم حافظوا على كثير من معتقداتهم السابقة قبل اعتناقهم المسيحية.
 

أين يعيش الغجر

ينقسم الغجر إلى مجموعات، أهمها الرّوما والكالو ودومر، وكل مجموعة بدورها تنقسم إلى مجموعات أصغر، ويقدّر العدد الكلى للغجر بحوالى 10 ملايين شخص، وغجر الدومر تعدادهم الكلى 2,563,000، يعيش معظمهم فى سوريا والأردن ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والعراق وإيران والهند وتركيا وأفغانستان القوقاز وروسيا وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا.
 
مهن الغجر المتوارثة
كان الغجر يمتهنون التقاط الطعام والصيد إضافة إلى خبرتهم فى الحيوانات والمعرفة التقليدية بطب الأعشاب. كما يشتهر الغجر فى الدول الأوروبية بأعمال السرقة والاحتيال والتى غالبا ما تتسبب باضطهادهم من قبل الشعوب الأخرى.
 

ثقافة الغجر

من معتقدات الغجر أن الإنسان خلق من أصول ثلاثة، وأن أجداد البشرية ثلاثة رجال أحدهم أسود وهو جد الأفارقة، والآخر أبيض وهو جد الأوروبيين وأمثالهم من البيض، والأخير هو جد الغجر، وان هذا الجد يسمى (كين)، وقد قتل شقيقه وعوقب من الله بأن جعله هائما فى الأرض هو وذريته من بعده.
 
 

اضطهاد الغجر

تعرض الغجر لممارسات عدوانية من الشعوب المستقرة على مر التاريخ، وتمثلت الاعتداءات عليهم فى الترحيل القسرى وعدم الاعتراف بهم كمواطنين فى البلدان التى يقيمون فيها، حيث تم ترحيلهم من مناطق عديدة فى أوروبا، وقد وصلت قمة الكراهية للغجر فى الأمر الذى أصدره ملك (بروسيا) فى عام 1725م ويقضى بقتل كل غجرى فوق الثامنة عشرة من العمر. 
 
كذلك احتل الغجر مرتبة متدنية فى الترتيب العرقى للنظرية النازية، فهم عرفوا على حسب قانون نورمبيرج لعام 1935م بأنهم شعوب غير آرية، وبالتالى يمنع عليهم الزواج من ألمانيات، كما وصفوا بأنهم مجموعات منغلقة على نفسها فى قانون 1937، وهى تهمة جنائية يعاقبون عليها حتى وإن لم يرتكبوا أى جريمة، وكان أن يتم حبس 200 من الغجر كل مرة فى معسكرات التركيز، وبحلول عام 1938، أنشأ هتلر مكتبا مركزيا لمكافحة خطر الغجر.
 
 
 

موسيقى الغجر

عرف عن الغجر اتقان الرقص والموسيقى، ويشتهرون بتقديم الموسيقى فى المنتزهات وفى ألعاب السيرك، كما يملك الغجر إرث فنى متأثر بموسيقى الشعوب التى جاوروها، وفى ذات الوقت يحمل صبغتهم الخاصة. فساهم غجر أوروبا فى ولادة موسيقى ورقصة الفلامنكو، وفى الدول العربية وشمال أفريقيا عمل الغجر على الاستسقاء من الموسيقى البدوية وطوروها وساعدوا فى المحافظة عليها.
 

الغجر فى الأدب العالمى

وصف الغجر بأنهم شعوب غريبة الأطوار، جعلت منهم مادة دسمة لكثير من الكتاب والأدباء، فغابرييل غارسيا ماركيز خلق شخصية ميلكيادس الغجرية فى فى روايته "مئة عام من العزلة"، كما استلهم منهم فيكتور هوغو بطلَى روايته "أحدب نوتردام" كزيمودو وأزميرلدا، كما استلهم منهم الروائى الجزائرى عمارة لخوص فى رواية "مزحة العذراء الصغيرة" قصة اتهام فتاة عمرها 15 عاماً بالاغتصاب، الأمر الذى يسبب استنكار سكان حى سان سلفاريو الشعبى بمدينة تورينو شمالى إيطاليا للفعل، وتهجمهم على الغجر، مما يولد حملة عنصرية، كما قال عنهم الصحفى والفيلسوف والأديب مصرى أنيس منصور فى كتابه نحن أولاد الغجر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة