يدرس العلماء الآثار المحتملة للسفر في الفضاء الممتد على رفاهية رواد الفضاء، بما في ذلك صحتهم العقلية، وتحاول دراسة جديدة التنبؤ بهذه الخسائر النفسية من خلال النظر إلى العلماء المتمركزين في محطات الأبحاث البعيدة في أنتاركتيكا، وأفاد الباحثون المعزولون أنهم شعروا بأعراض القلق والاكتئاب في نقاط مختلفة أثناء إقامتهم في القطب الجنوبي، لكن التغيير الأبرز بين العينة كان الانخفاض المستمر في المشاعر الإيجابية مثل الرضا والحماس، من بداية المهمة حتى اكتمالها.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإنه لم تتزايد مشاعر الشعور بالسعادة حتى مع اقتراب المهمة من نهايتها.
وطورت أخصائية علم النفس كانديس ألفانو، مديرة مركز النوم والقلق بجامعة هيوستن، قائمة مراجعة الصحة العقلية (MHCL)، وهي عبارة عن تشخيص ذاتي لتحليل التغيرات في تغيرات الصحة العقلية لدى الأشخاص الخاضعين لبيئات معزولة ومحصورة ومتطرفة.
في دراسة نُشرت هذا الشهر في مجلة Acta Astronautica، درست ألفانو وفريقها العلماء المقيمين في محطتين بحثيتين في القارة القطبية الجنوبية، إحداهما داخلية والأخرى ساحلية.
تشترك البيئة القاسية في القارة القطبية الجنوبية في مجموعة متنوعة من الضغوطات مع الأعماق الباردة للفضاء، بما في ذلك والعزلة، والرتابة، ونقص الخصوصية، ودورات الضوء والظلام المتغيرة.
وتتبع فريق ألفانو الحالة النفسية للعلماء القطبيين على مدار تسعة أشهر، بما في ذلك أقسى جزء من الشتاء، كما سجلوا تغيرات في شكواهم الجسدية ومستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
وجد علماء النفس زيادة في أعراض القلق والاكتئاب بين الباحثين الذين تحملوا فترات إقامة طويلة في المحطات، لكن النتائج كانت متنوعة وغالبًا ما كانت مصحوبة بشكاوى من أمراض جسدية.
وكانت التقارير عن غياب مشاعر الشعور بالسعادة أكثر شيوعا، وكان المشاركون يميلون إلى استخدام استراتيجيات أقل فعالية لزيادة مشاعرهم الإيجابية مع استمرار وقتهم في المحطات.