كما اكد الخبراء الاستراتيجيون فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى ذكرى تحرير سيناء الذى يوافق يوم الخامس والعشرين ابريل من كل عام ، أن من رفض التنازل أو التفريط فى أى ذرة من رمال سيناء، هم أنفسهم لن يفرطوا فى آية نقطة مياه واحدة.

وتحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد ، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التى استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.


وقال الخبير الاستراتيجي محافظ شمال سيناء الأسبق اللواء أركان حرب على حفظي ان سيناء تمثل قدس الاقداس ، مثلما عبر عنها الراحل جمال حمدان، لان سيناء على مر الالتاريخ هى الدرع الذى حما مصر من الغزاة والطامعين، فهى الارض التى حباها الله عزل وجل بالكثير من نعمائه من الثروات والخيرات ، وبوركت بالرسل والانبياء على مر التاريخ .

وشدد على ان لسيناء مكانة وقيمة غالية جدا عن المصريين، مشيرا الى ان المصريين حموا مصر من خلال سيناء ، لان معظم الغزوات كانت من ناحية الشرق خيث سيناء، وبالتالى فان سيناء هى التى ابرزت المواقف على مر التاريخ ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الهكسوس والمغول والحيثيين والتتار والانجليز والفرنسيين واليونانيين والصليبيين .

وأضاف"المصريون نجحوا فى حماية مصر من خلال سيناء، وبالتالى فان سيناء فى قلب كل مصرى " ، واردف " لاول مرة بالتاريخ المصرى قديما وحديثا تتحول النظرة الاستراتيجية نحو سيناء، من ارض تحمى مصر منذ المصريين القدماء الى ارض تمثل الخير لمصر.

واكد ان هذه النظرة الاستراتيجية الجديدة والتى ظهرت عقب ملحمة 1973 واجبرت العدو نحو السلام ، فمن هنا تغيرت النظرة الاستراتيجية، لتصبح سيناء ارضا للنماء والخير لمصر ، تجمع كل مكونات التنمية الشاملة ، واصبحت كوبرى عبور جديد لمستقبل مصر".

وقال إن إطلاق القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية السيد عبدالفتاح السيسى لاول مشروع قومى بافتتاح قناة السويس الجديدة، كان بمثابة فاتحة الخير لسيناء ، لتعود عجلة التنمية بسيناء وتصبح سيناء مستقبل الخير والعبور لمصر ، بعدما تم وضع الهدف بكيفية تنمية سيناء من خلال نظرة ثاقبة للقيادة السياسية ، ما جعل سيناء نموذج لخير مصر فى كل شىء" صناعيا وزراعيا وتعدينيا وعمرانيا وسياحيا " .

وشدد اللواء " حفظى " على ضرورة ان يساهم الجميع فى تنمية سيناء ، وخاصة ابناء سيناء بان يكونوا فاعلين فى هذه المشاركة .
ومن جانبه ، قال اللواء دكتور محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر للعلوم العسكرية انه حينما نتذكر سيناء ، لا بد ان ندرك جيدا ونعرف ان اهم درس هو الاعداد الجيد والجهد الكبير حتى تم تحرير سيناء ، بعدما تم رفع شعار " ما اخذ بالقوة ، لا بد ان يسترد بالقوة " .

وأشار اللواء "خلف"، والذى خاض اربعة حروب، الى الظروف الصعبه التى عاشتها مصر والشعب المصرى وقواته المسلحة قبل حرب نصر اكتوبر ، بعدما تم فقد معداتنا بعد يونيو 1967، فكان للمرة الاولى نرى الجيش الاسرائيلى على الصفة الشرقية لقناة السويس ، ومن هنا جاء الاصرار رافعين شعار " اما النصر او الشهادة".

وأردف "وبالتالى تم الاعداد الجيد ، وبات البطل الحقيقى فى هذه الملحمة هو الشعب المصرى من خلال التفافه حول جيشه وقواته المسلحة وقيادته، حينما رأى كل فرد مقاتل بالجيش فى عيون الشعب ، المطالبة بالنصر ، وهو الجزء المعنوى الابرز ، كما كان الاعداد والاستعداد للتدريب تحت شعار النصر او الشهادة هو الجزء الاخر لهذه الملحمة ، حتى تم اقتحام قناة السويس ، فحدث ما حدث فى اكبر واقوى حرب "

وقال "ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء، لدينا بعض التحديات فى الوقت الراهن ، علينا التحلى بالصبر على القيادة السياسية " ، مشيرا الى ان هناك تشابها بين صلافه العدو قبل حرب اكتوبر وصلافة بين من يريد الشر لمصر الان "، وشدد على اهمية ثقة الشعب فى النصر لمصر والقيادة السياسية.

وأكد موجها رسالة الى الشعب المصرى على الاستعداد والثقه فى النصر ، ولا سيما مع توافر الامكانات والصلابة والثقة الكبيرة فى القيادة السياسية.


ومن جانبه قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبى مستشار باكاديمية ناصر العسكرية العليا انه لم يكن ليتم الدخول فى سلام مع العدو الا بعد حرب 1973، والذى كان يرغب " العدو " فى ابقاء الوضع على ما هو عليه ، وان يفرض السلام بشروطه.

وأضاف "عودة الارض كانت نقطة فارقة تماما، وهى الأساس لعملية السلام ، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الامنه خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية ، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة ، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة ، تحرك على اثره عمل دبلوماسى وسياسى ناجح".

وقال اللواء " الحلبى " القوات المسلحة القوية هى الاساس لحماية الدولة واية مشروعات تنموية " ، مشيرا الى ان الرئيس الراحل انور السادات ابدى نيته للسلام من منطلق القوة ، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبارادة مصرية " الحرب والسلام " معا .

وأشار الى ان الازمات الدولية لا بد لها ان تاخذ وقتا فى التفاوض ، مؤكدا اهمية عدم استعجال صانع القرار ، مثلما فعل الرئيس الراحل انور السادات واخذ وقته وحقق السلام القائم على العدل .

وقال اللواء " الحلبى " القوة الصلبة المتمثلة فى القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسى والسياسى ، وهو يمثل النموذج المحترف المعروف باسم " القوة الذكية " ، وصولا الى تحقيق الاهداف الاستراتيجية للدول ، مشيرا الى ان الرئيس السادات هو اول من استخدم القوة الذكية ، حتى تحقق النصر وتحررت اخر ذرة رمال من ارض سيناء الغالية .

وأردف " اثناء التفاوض على استرجاع طابا ، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الافصاح عن الخطط ، او الاعلان عن اوراق الضغط ، ثقة منهم انه سيتم ذلك فى الوقت المناسب ، حتى تحقق فعليا ما تريده الدولة المصرية انذاك .

ووجه اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق رسالة الى كل الأجيال، بان مصر حباها الله بأنها ارض سلام، وهذا تكليف من المولى عز وجل ، وهذا يلقى مسئولية على كل شعب مصر بان يحفظوا البلاد امنه لكل من يريد ان يدخلها ، مشيرا الى ان تحرير سيناء اعاد السلام للارض التى لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات.

وقال "أرضنا شرفنا، لا نفرط فى ذرة رمال واحدة ، كما لا نفرط فى نقطة مياه واحدة ، فامن مصر باستقرارها واستقرار مياهها وزراعتها ".