وسط ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا «كوفيد 19» فى العالم، واضطرار بعض الدول اتخاذ إجراءات حظر وعزل لبعض المدن لمحاصرة الفيروس، استمرت حالة التشويش حول الفيروس مصحوبة بتضارب المعلومات، وهى سمة رافقت الفيروس منذ ظهوره، واستمرت مع كل موجة من موجات الانتشار، وهى معلومات تنتشر أكثر على مواقع التواصل أو فى مواقع غير رسمية، وتسبب بالفعل ارتباكا لدى قطاعات من المواطنين عبر العالم تجاه اللقاحات، ومدى قدرتها على حماية الناس، ورفع مناعتهم فى مواجهة الفيروس.
وفى الوقت نفسه، تتسبب الشائعات والمعلومات المضللة حول كورونا فى تردد قطاعات من المواطنين بالعالم أمام تلقى اللقاحات، وظلت استطلاعات الرأى تظهر نسبا من الرافضين للقاحات بين دول العالم تتفاوت حسب كل دولة، بالرغم من أن دول أوروبا طرحت فكرة منع دخول من لم يحصلوا على اللقاحات، لكن تم ربط القرار بالقدرة على تلقيح أكبر قدر من المواطنين.
وأجرت CNN استطلاعا فى يناير الماضى، كشف أن 66% من الأمريكيين سيتلقون التطعيم، و30% لن يفعلوا ذلك، وقالت الشبكة: إن الرافضين يستندون إلى شائعات حول الفيروس، ونقلت عن المحللة الطبية الدكتورة لينا وين، الأستاذ الزائر فى معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، أنها تستمع إلى شائعات من مرضاها، وأن هناك بالفعل الكثير من الشائعات والأساطير الخاطئة عن اللقاحات.
والواقع أن التشويش والتخويف من اللقاحات يستمر فى كل دول العالم بدرجات مختلفة، وتراوحت نسب الخائفين فى أوروبا بين 30 و 40%، وحتى فى مصر، فإن نسبة التسجيل لتلقى اللقاحات لا تزال منخفضة، وفى الوقت الذى يشكو فيه البعض من تأخر تلقيهم اللقاحات، فإن عدد من سجلوا لتلقى اللقاح فى موقع الصحة لم يتجاوز 1.5 مليون.
واللافت للنظر أن التشويش حول كورونا منسوب لجهات طبية وأطباء، يتزامن مع جدل فى دول العالم حول مدى أمان هذا اللقاح أو ذاك، خاصة بعد الجدل حول لقاح أسترازينكا، فى أعقاب ظهور جلطات لدى أعداد قليلة ممن تلقوه، وقرار بعض الدول بوقفه، وقد قالت وزير الصحة هالة زايد: إن نسبة الإصابة بجلطات من اللقاحات لا تتجاوز واحدا من بين كل 10 ملايين، فى حين أكد أطباء مختصون أن وجود حساسية لدى بعض الأشخاص هو أمر لا يتعلق باللقاحات، لكن بأنواع من الأدوية أو الأطعمة، وبالتالى يظهر مع اللقاحات، بل إن منظمة الصحة العالمية أكدت سلامة اللقاح وصرحت باستعماله.
وقد قالت الدكتورة لينا وين، الأستاذ الزائر فى معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن: إنها شائعات حول اللقاحات وأبرزها تدور حول عدم أمان اللقاح، أو أنه يسبب الإصابة بالفيروس، مؤكدة أن اللقاحات لا تحتوى على الفيروس حتى تكون مصدر عدوى، ومن الشائعات أيضا تأثير اللقاح على الشفرة الجينية لدى الأشخاص، فضلا عن سرعة إنتاج وتطبيق اللقاحات، مع عدم تجريبها بشكل كاف.
وبالفعل، فقد تم التصريح باللقاحات بعد تجريبها بشكل واسع، واجتازت المراحل الثلاث، وإن كانت قد حصلت على تصريح طوارئ، فهذا بسبب محاولة وقف انتشار الفيروس، وهناك أيضا ما يتردد حول عدم وجود مدة محددة للمناعة، التى يمنحها اللقاح، وهو أمر يظهر بعد تلقيح أكثر من نصف سكان أى بلد.
لكن بالرغم من بيانات مستمرة من منظمة الصحة ووزارات الصحة فى العالم، لا تزال هناك ترسبات من التردد والتشويش حول الفيروس، الذى يبدو أنه مستمر لشهور مقبلة، ولم يعد ممكنا التنبؤ بموعد رحيله، ومع ارتفاع نسب الإصابات فى ظل تلقى اللقاحات، فإن بعض التشويش يحدث من محاولة البعض الربط بين ارتفاع العدوى واستعمال اللقاحات، وهو ربط تنفيه منظمة الصحة والجهات الطبية، بينما يردده أنصار نظريات تربط بين اللقاحات وشرائح يتم زرعها للتحكم فى البشر.
وكل هذه التفاصيل تضاعف من مشاعر الخوف، وتتطلب من الجهات الطبية والعلمية، بجانب مواجهة الفيروس، مواجهة تداخل المعلومات والمخاوف، التى يضاعفها الغموض حول الفيروس.