سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..26إبريل 1970عبدالناصر يفاجئ هيكل بتعيينه وزيرا للإرشاد القومى «الإعلام».. وهيكل يحاول الاعتذار ويستعين بتوفيق الحكيم

الإثنين، 26 أبريل 2021 10:52 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..26إبريل 1970عبدالناصر يفاجئ هيكل بتعيينه وزيرا للإرشاد القومى «الإعلام».. وهيكل يحاول الاعتذار ويستعين بتوفيق الحكيم  الرئيس جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأ الرئيس جمال عبدالناصر، الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير «الأهرام»، بقرار تعيينه وزيرا للإرشاد القومى «الإعلام» يوم 26 إبريل، مثل هذا اليوم، 1970، فحاول «هيكل» الاعتذار، لكن عبدالناصر قال له «لامجال لقبول الاعتذار».
 
كان «هيكل» وقتئذ رئيسا لتحرير الأهرام منذ عام 1957، وكان يكتب مقاله الأسبوعى الشهير «بصراحة»، والأهم أنه كان شديد القرب من عبدالناصر، بما يطرح سؤالا حول لماذا لم يفاتحه عبدالناصر فى الأمر قبل صدور القرار؟
 
وقائع الحدث تبدأ حسب رواية هيكل نفسه فى كتابه «بين الصحافة والسياسة»، قائلا: «فى ربيع سنة 1970، رأى جمال عبدالناصر أن أكون وزيرا للإرشاد القومى «وزارة الإعلام»، إلى جانب عملى فى الأهرام، وحاولت أن أعتذر وأرسلت له خطاب اعتذار، ثم لم يكن فى النهاية مناص من القبول بعد أن قال لى: «إننا مقبلون على فترة بالغة الدقة، فهناك معركة عسكرية أكبر من حدود الاستنزاف، ثم أن هناك عملا سياسيا يسبقها ويمشى معها ثم يواصل بعدها إلى تحقيق أهدافها».. يضيف هيكل: «كنت أعرف أن خطة «جرانيت رقم واحد» قد وضعت، وعرضت للتصديق. 
 
«عبور قناة السويس» بخمس فرق على ثلاثة محاور، وأنه طلب تطويرها إلى جرانيت رقم 2، «العبور والوصول والتمسك نحو المضايق»، وكان من كلامه يومها «أنه إذا سارت الأمور وفق تخطيطه وتقديره، فهو يتوقع المعركة فى ربيع 1971، وإذا وصلت القوات المصرية إلى المضايق، فإن الحرب فى واقع الأمر قد انتهت لصالح العرب، ووقتها أستطيع أن أترك المنصب الوزارى، وطوال هذه السنة يريدنى معه فى مجلس الوزراء ووزارة الإرشاد القومى، ولم يكن هناك سبيل آخر إلا القبول بما أراد، وهكذا وجدت نفسى سنة 1970 فى منصب اعتذرت عنه من قبل أربع مرات سنة 1956، و1958، و1961، و1967.. كانت الظروف الآن مختلفة، وضرورات المعركة تسبق كل الأولويات».
 
يذكر هيكل تفاصيل إضافية ينقلها عنه الكاتب الصحفى محمد حماد فى حلقاته «معارك هيكل بين الصحافة والسياسة» بجريدة «الجريدة الكويتية، 12 نوفمبر 2015»، قائلا: «أعترف أن التوتر أصابنى يوم أن أصدر عبدالناصر القرار بتعيينى وزيرًا للإعلام، يومها كنت فى بلدة «برقاش»، وعدت إلى الأهرام فبعثت برسالة اعتذار لعبدالناصر عن هذا المنصب، وفى اليوم التالى جاءنى السادات «كان نائبا لعبدالناصر»، وكان يوم شم النسيم سنة 1970، فى محاولته لإقناعى بقبول المنصب الوزارى، وأبلغنى بأن عبدالناصر قال له إنه لا مجال لقبول الاعتذار».
 
يروى الكاتب الصحفى «رجب البنا» أحد تلاميذ هيكل فى «الأهرام»، تفاصيل أخرى، قائلا فى كتابه «هيكل بين الصحافة والسياسة»: «عندما أصدر عبدالناصر قرارا بتعيين هيكل وزيرا للإرشاد القومى مع استمرار بقائه رئيسا لتحرير الأهرام، كانت هذه سابقة لم تحدث فى أى بلد فى أى وقت، وزير وصحفى فى نفس الوقت، ومع أن وزارة الإرشاد قدمت إليه مرتب الوزير مع مذكرة تقول «إن قرار تعيينه تضمن الجمع بين المنصبين، وهذا يعطيه الحق فى الجمع بين مرتب الوزير ومرتبه من الأهرام، رفض استلام مرتب الوزير، وظل كذلك إلى أن استقال عقب وفاة عبدالناصر «28 سبتمبر 1970»، وكان قرار التعيين مفاجأة لهيكل لأنه ظل يرفض عروض عبدالناصر المتكررة لمنصب وزير الإرشاد، وكان جميع الوزراء تسبق أسماؤهم كلمة السيد فلان فى القرار الرسمى لتشكيل الوزارة، لكن القرار حين عُرض على عبدالناصر لتوقيعه شطب كلمة «السيد»، ووضع بخطه كلمة «الأستاذ»، وكانت هذه أول وآخر مرة على رغم تعيين أعداد من «الأساتذة» وزراء قبل ذلك وبعده، وما زالت النسخة الأصلية للقرار عليها الشطب، وخط عبدالناصر».
 
أطل الكاتب توفيق الحكيم فى هذه القصة.. يذكر محمد حماد: «عندما علم هيكل بالقرار أسرع إلى توفيق الحكيم، وطلب منه أن يقابل الرئيس، ويحاول إقناعه بأهمية وجود هيكل فى الأهرام.. كان هيكل يعلم أن الرئيس سيستجيب للحكيم لأنه يقدره ويحترم رأيه.. وقبل الحكيم أن يكتب رسالة إلى عبدالناصر يضمنها رأيه فى أن المصلحة تقتضى بقاء هيكل فى رئاسة تحرير الأهرام، وأخرج على حمدى الجمال الذى كان مدير التحرير فى ذلك الوقت قلمًا ذهبيًا وأعطاه لتوفيق الحكيم، وفتح له هيكل باب حجرة صغيرة ملحقة بمكتبه، وتركه وحده ليكتب رسالته إلى عبدالناصر».
تزامنت رسالة «الحكيم» إلى عبدالناصر مع رسالة هيكل، فماذا جاء فيهما؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة