دراسة حديثة ترصد انعكاس ثورة 30 يونيو على تحركات جماعة الإخوان الإرهابية فى الغرب.. باحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية: الدول المعادية للعرب وظفت التنظيم الإخوانى فى الحروب ضد البلاد

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 07:30 ص
دراسة حديثة ترصد انعكاس ثورة 30 يونيو على تحركات جماعة الإخوان الإرهابية فى الغرب.. باحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية: الدول المعادية للعرب وظفت التنظيم الإخوانى فى الحروب ضد البلاد الاخوان - صورة أرشيفية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رصدت دراسة حديثة، صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تراجع جماعة الإخوان الإرهابية فى الدول الغربية بعد ثورة 30 يونيو، قائلة:"تقلبت حظوظ جماعة الإخوان، ولأكثر من مرة، خلال السنوات القليلة الماضية ففى البداية كان هناك الصعود التدريجى للجماعة منذ سنوات السبعينيات؛ ثم كان الوصول السريع إلى مواقع السلطة وذروة النفوذ فى أعقاب ثورات 2011؛ وبعد ذلك جاء التراجع السريع الذى تلى ثورة يونيو 2013 ومع تغير حظوظ الإخوان فى مصر والمنطقة، تغيرت المواقف الغربية من الجماعة أيضًا.

وأوضحت الدراسة التى أعدها الدكتور جمال عبد الجواد الباحث بوحدة التطرف بالمركز المصرى أن الدول الغربية استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية لتنفيذ مخططاتها قائلة:"بدأت المواقف الغربية من الإخوان والإسلام السياسى فى التبلور منذ عقد الثمانينيات، فقد فرض الصعود التدريجى للإخوان، والحركات الإسلامية، نفسه على أجندة الاهتمامات البحثية والسياسية للنخب الغربية، وكان انتصار الثورة الإسلامية فى إيران فى عام 1979 سببًا إضافيا لتعزيز الاهتمام بهذه الظاهرة الجديدة، مضيفة :" بالمقابل، نظرت التيارات السياسية الغربية المحافظة للحركات الإٍسلامية من منظور الحرب الباردة، فوجدت فيها حليفًا يمكن استخدامه فى الصراع ضد المعسكر السوفيتى، وكان التجنيد والتسليح واسع النطاق لإسلاميين من تيارات سياسية متنوعة لمحاربة الاتحاد السوفيتى والنظام التابع له فى أفغانستان، هو التجسيد الأهم لهذا الاتجاه".

وتابعت :"لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها توظيف الإسلاميين فى إطار الحرب الباردة، ففى عقد الستينيات، وفى إطار الصراع بين الراديكالية الناصرية المتحالفة مع الاتحاد السوفيتى، والملكيات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، أخذ الإخوان الجانب الموالى للغرب، كان الوضع أقل تعقيدًا بكثير فى هذه المرحلة، فقد كان الإخوان هم الجماعة الوحيدة ذات الشأن التى ترفع راية إسلامية؛ وكان توظيف الجماعة فى إطار الصراع الدولى يتم بمعرفة إقليمية، فيما اكتفت القوى الكبرى الدولية بمتابعة المشهد، وتقديم دعم ونصيحة محدودة".

كما رصدت الدراسة كيف انقلبت أمريكا على التنظيم الإخوانى بعد ثورة 30 يونيو، قائلة: "هجمات الإرهاب فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 جاءت لتمثل محطة مهمة فى تطور الموقف الغربى من الإخوان وتيارات الإسلام السياسى الأخرى، بعد أن أصبح تهديد الإرهاب قضية أمن قومى فى الولايات المتحدة ودول الغرب" مضيفة :" الإرهابيون يأتون من بلاد بعيدة، ولابد أن هناك فى بلادهم ظروفًا تنتج كل هذا القدر من التطرف، وبالتالى فإن الحد من خطر الإرهاب يقتضى القضاء على الظروف التى تسهم فى إنتاجه. هكذا، فكر العقل الغربي.

وتابعت فى هذا السياق، تم طرح الديمقراطية كنقيض للاستبداد المنتج للإرهاب فى بلاد الشرق الأوسط ولكن الديمقراطية لمن؟ فالتيارات الليبرالية واليسارية والقومية لم تعد تحظى سوى بقواعد تأييد ضيقة فى بلاد المنطقة، فيما بدا الإسلاميون بألوانهم المختلفة وكأنهم يحتلون المساحة الأكبر من المجال العام والسياسى فى هذه المجتمعات. فطرح سؤال الديمقراطية فى الشرق الأوسط يؤدى تلقائيا لطرح سؤال عن الموقف من الإسلاميين. فقد تعامل الغرب قبل ذلك مع الإسلاميين كأداة يتم توظيفها فى الصراع بين الدول، وهو أمر يختلف تمامًا عن تمكينهم من المشاركة فى السياسة، وربما تولى السلطة، فى مرحلة ما بعد الحادى عشر من سبتمبر.

كما أوضحت الدراسة أن كيف دعمت الدول الغربية جماعة الإخوان تحت زعم أنها جماعة وسطية وليست إرهابية، قائلة :"ساد فى هذه المرحلة موقف يقوم على التمييز بين الجماعات الجهادية من ناحية، وجماعات إسلامية غير عنيفة ومعتدلة –أهمها جماعة الإخوان- من ناحية ثانية. وفيما كان هناك إجماع غربى على ضرورة محاربة الحركات الجهادية وتقويضها، فقد ساد بين الغربيين رأى يقول بأهمية تشجيع جماعة الإخوان المعتدلة. تعامل الغربيون مع الإخوان باعتبارهم النقيض للجماعات الجهادية والبديل عنها، وأن مقتضيات محاربة الإسلام الجهادى تقتضى قبول الإخوان وجماعات الإسلام السياسى غير المتورطة مباشرة فى العنف. لقد كان الإخوان أهم الرابحين من وراء هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية. وقد شهدت الفترة السابقة على انهيارات الربيع العربى نموًا سريعًا فى قبول الإخوان فى الغرب، وفى العلاقات بين الإخوان ومؤسسات غربية.

ورصدت الدارسة سقوط الإخوان بعد الربيع العربى، قائلة :" التطورات التى شهدتها المنطقة منذ الربيع العربى وضعت حدًا لهذا الاتجاه فى السياسات الغربية. فقد عجز الإخوان عن وضع أسس نظام سياسى ديمقراطى فى مصر، ودفعوا ملايين المصريين للمطالبة باستقالة الرئيس الإخوانى بعد عام واحد من انتخابه. أما فى البلاد التى تحول فيها الربيع العربى إلى صراع أهلى ممتد، فإن الإخوان فشلوا فى البرهنة على أنهم القوة المهيمنة القادرة على فرض النظام والاستقرار بديلا عن النظم الاستبدادية، أو أنهم قوة الاعتدال القادرة على تهميش المتطرفين. ظهر ذلك واضحًا بشكل خاص فى سوريا، التى تم فيها تهميش الإخوان على يد الجهاديين، كما ظهر فى ليبيا التى لم يزد دور الإخوان فيها عن كونهم مجرد جماعة إضافية من ضمن الجماعات المتناحرة، الأكثر من هذا أنهم لعبوا دورًا معوقًا لفرص المصالحة السياسية والتطور الديمقراطي. أما فى اليمن فقد لعب الإخوان دورًا كبيرًا فى إضعاف نظام على عبدالله صالح أثناء موجة الاحتجاجات الثورية، لكن دور الإخوان بعد ذلك تعرض لتهميش سريع، بعد الانعطافة الطائفية التى أخذها الصراع فى اليمن، وبعد تحول الصراع فى هذا البلد إلى جزء من الصراع الإقليمى الأوسع نطاقًا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة