الفرق بين ممثل صادق في احساسه يعرف أبعاد شخصيته التي يقدمها وبين آخر لا يعرف ونشعر أنه يمثل بمبالغة ولا نصدقه " شعرة صغيرة جدا " ، وهذا الفارق وهذه "الشعرة" يكون الفيصل فيه عاملان أولهما حرفية الممثل وموهبته ومذاكرته لأبعاد شخصيته جيدا والعامل الآخر هو إدارة مخرج العمل للممثل وتوجيهه له.
مسلسل " لعبة نيوتن " نموذج جيد لتناغم فني متكامل بين الممثلين يديره المخرج تامر محسن فاختياره لكل ممثل معه في العمل سنجده اختار الممثل في الدور الذي يليق فيه واستطاع إدارته خلف الكاميرا بذكاء المخرج الواعي ليظهر لنا صادقا ومبهجا علي الشاشة ، نفس الأمر مع المخرج بيتر ميمي في مسلسل " الاختيار 2 " فكل ممثل تجده في دوره المناسب ونشاهد كريم عبد العزيز مختلف عما قدمه من قبل وأيضا أحمد مكي بعيدا عن الكوميديا فاجأنا بأنه ممثل تراجيدي علي نفس مستواه الكوميدي .
نجوم التشخيص الصادق
في "لعبة نيوتن" مثلا سنجد الفنان سيد رجب مختلف عن كل الأدوار التي قدمها ويعزف منفردا بأداء عالمى لشخصية «بدر»، ذلك الرجل الغامض الذى تكشف الحلقات الأخيرة أنه يحمل بداخله مأساة، ووراء تصرفاته غير المبررة، أحيانا، قصة إنسانية، وظهر ذلك من خلال حوار دار بينه وبين عائشة بن أحمد حول ابنته، وستكشفه الحلقات المقبلة، كما أن مشهد «العزاء» فى بداية المسلسل بين سيد رجب ومحمد ممدوح، يعد من المشاهد التى لن تناساها مطلقا، والحوار فى هذا المشهد مكتوب بحرفية شديدة ، وسنجد عائشة بن احمد ايضا في هذا العمل مختلفة عما قدمته من قبل في الاداء ودرجة الصدق علي الشاشة والتعمق في المشاعر والاحاسيس بكل مشهد واستخدامها لعينيها في التعبير عما بداخلها .
سنجد أيضا في " القاهرة كابول " للمخرج حسام علي ملحمة في التمثيل بين النجوم العمل ككل وبالأخص الثلاثي القائم عليه المسلسل : ( طارق لطفي وخالد الصاوي وفتحي عبد الوهاب ) فكل ممثل يبدع في دوره وفي الشخصية التي يقدمها وكان مشهد اجتماعهم في بداية المسلسل من أروع مشاهد التمثيل في دراما رمضان .