ارتباك وحالة من الذعر شهدها محيط مبني الكونجرس الأمريكي بعد حادث دهس أسفر عن مقتل ضابط وإصابة آخر، بخلاف مقتل منفذ الهجوم، ما أعاد للأذهان ليلة اقتحام المبني في 6 يناير ، وسط حالة من الاستنفار واستدعاء قوات إضافية من الحرس الوطني لتأمين المبني بخلاف وضع قوات آخري في وضع استعداد بولاية ميريلاند المجاورة لواشنطن تحسباً لوقوع هجمات مماثلة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه تابع بحزن الحادث هو والسيدة الأولي "جيل بايدن". وتابع : "علمنا بالهجوم العنيف على نقطة تفتيش أمنية في مبنى الكابيتول الأمريكي ، والذي أسفر عن مقتل الضابط ويليام إيفانز من شرطة الكابيتول الأمريكية ، وترك ضابطًا زميلًا يقاتل من أجل حياته نرسل تعازينا القلبية لعائلة الضابط إيفانز ، والجميع حزين على خسارته. نحن نعلم مدى الصعوبة التي مر بها هذا الأمر بالنسبة لمبنى الكابيتول ، وكل من يعمل هناك ، وأولئك الذين يقومون بحمايته".
وأضاف: "لقد تلقيت احاطات إعلامية مستمرة من مستشاري للأمن الداخلي ، وسوف أتلقى المزيد من التحديثات مع استمرار التحقيق".
وقال بايدن أيضًا إنه أمر بخفض أعلام البيت الأبيض إلى نصف سارية.
وقال مسؤولو إنفاذ القانون في الولايات المتحدة إن المهاجم الذي اندفع بسيارته صوب أفراد شرطة مبنى الكونجرس الأمريكي يدعى نوح جرين ويبلغ من العمر 25 عاما.
وقالت شبكة ان بي سي أن السائق الذي قتل شرطيًا في الكابيتول إن جرين ، مسلم الديانة ومن ولاية إنديانا ، وفقًا للتقارير ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وهو الأمر الذي لم تؤكده الشرطة الى الان.
وصف نوح جرين البالغ من العمر 25 عامًا ، والذي ربما كان يعيش في فرجينيا ، نفسه بأنه "من أتباع فرخان" على صفحته على فيس بوك، في إشارة إلى زعيم حركة أمة الإسلام لويس فراخان.
يبدو أن جرين قد مر بأوقات عصيبة من صفحته على فيس بوك التي راجعتها صحيفة نيويورك بوست قبل حذف حسابه.
كتب نوح في 17 مارس منشوراً غامضاً يرجح معاناته من مشكلات نفسيه، قال فيه: "كنت على الطريق الصحيح وكل ما خططت له بدأ في الظهور. لقد تطلب الأمر ساعات طويلة ، والكثير من الدراسة ، والتمارين الرياضية لإبقائي متوازنا أثناء تجربة مجموعة من الأعراض المقلقة على طول الطريق (أعتقد أنها آثار جانبية للأدوية التي كنت أتناولها دون علمى).. إلا أن الطريق قد أحبط لأن الله اختارني لأمور أخرى. طوال حياتي ، حددت أهدافًا، وحققتها ، ووضعت أهدافًا أعلى ، ثم طُلب مني التضحية بهذه الأشياء ".
تم الإبلاغ عن منشوراته على فيس بوك لأول مرة بواسطة MSNBC ، والتي قرأتها على الهواء.
وبحسب الشبكة الأمريكية، اقتحم جرين بسيارته الحاجز الأمني الموجود أمام مبنى الكابيتول الأمريكي وأصاب 2 من رجال الشرطة المتواجدين أمامه، قبل أن يلقي أحدهم مصرعه.
وأضافت أن قائد السيارة قام بالخروج من السيارة وهو يحمل سكينا وحاول مهاجمة قوات الشرطة التي أطلقت عليه النار.
وتابعت أن منفذ الهجوم تم نقله إلى المستشفى ليتلقى الإسعافات اللازمة إلا أنه لقي مصرعه، لافتة إلى أن الهجوم تسبب في إصابة 2 من رجال الشرطة توفي أحدهم في وقت لاحق.
وفي مؤتمر لشرطة الكابيتول، أعلنت يوجاناندا أنها لا ترجح أن يكون الحادث ذو دوافع إرهابية ، مؤكدة أن منفذه ليس مسجلاً في ملفات الشرطة، ولا نملك دليلاً على رغبته في استهداف أحد نواب الكونجرس.
بدورها، أمرت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي الجمعة، بخفض الأعلام على مقر الكونجرس "الكابيتول" حدادا على وفاة أحد الضباط العاملين بالكونجرس فى الهجوم الذي وقع قرب المبنى.
وأضاف درو هاميل نائب بيلوسي، والذي أعلن ذلك في تغريدة اليوم على تويتر، إلى أن عملية خفض الأعلام قد تستغرق وقتا أطول من المعتاد نظرا لحالة الإغلاق المفروضة حاليا في مقر الكابيتول عقب الهجوم.
نوح جرين
نشر نوح جرين على وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع التي سبقت الهجوم أنه فقد وظيفته ويعاني من أمراض طبية ، وقال إنه يعتقد أن الحكومة الفيدرالية كانت تستهدفه بـ "التحكم بالعقل"، وفقا لشبكة سى ان ان.
قبل أقل من ساعتين من إطلاق النار عليه وقتله ، نشر جرين عددًا من قصص انستجرام على حساب يبدو أنه يخصه ، بما في ذلك روابط لمقاطع فيديو أخرى لزعيم أمة الإسلام لويس فراخان يتحدث.
كتب جرين الأسبوع الماضي أنه يعتقد أن فاراخان قد أنقذه: "بعد الآلام الرهيبة التي عانيت منها على الأرجح. وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ، الوكالات الحكومية للولايات المتحدة الأمريكية هم العدو الأول للسود ".
وردًا على تعليق على هذا المنشور ، كتب جرين: "لقد عانيت من عدة عمليات اقتحام منزلي ، وتسمم غذائي ، واعتداءات ، وعمليات غير مصرح بها في المستشفى ، والسيطرة على العقل".
تخرج من جامعة كريستوفر نيوبورت في فيرجينيا ، في عام 2019 بدرجة البكالوريوس في التمويل، وقال مصدر في تطبيق القانون إن لديه رخصة قيادة من ولاية فرجينيا.
وقال نوح عبر حسابه إنه عاطل عن العمل بعد أن ترك وظيفته جزئيًا بسبب الآلام ، ولكن في النهاية ، بحثًا عن رحلة روحية، وفقا لشبكة سي ان ان قال نوح في منشور:"إيماني هو أحد الأشياء الوحيدة التي استطاعت أن تحملني خلال هذه الأوقات ، ويتركز إيماني على إيمان الوزير المحترم لويس فاراخان بأنه يسوع ، المسيح ، والتذكير الإلهي الأخير في وسطنا .. أنا أعتبره أبي الروحي. بدون إرشاده وكلمته وتعاليمه التي التقطتها على طول الطريق ، لن أتمكن من الاستمرار ".
في نفس اليوم ، حمّل جرين صورة لشهادة يبدو أنها تعترف بهدية قدمها لأمة الإسلام بقيمة 1085 دولارًا كما نشر روابط لمقاطع فيديو للعديد من خطابات فرخان أحد مقاطع الفيديو ، لخطاب ألقاه عام 1996 ، كان بعنوان "الدمار الإلهي لأمريكا".
