سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 4 إبريل 1966.. أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لقصيدة «الأطلال» والتعديلات عليها قبل أن تغنيها بثلاثة أيام

الأحد، 04 أبريل 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 4 إبريل 1966.. أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لقصيدة «الأطلال» والتعديلات عليها قبل أن تغنيها بثلاثة أيام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الملايين بطول الوطن العربى وعرضه، على موعد مع «كوكب الشرق» أم كلثوم فى حفلتها بسينما «قصر النيل»، يوم 7 إبريل 1966، وأغنيتها الجديدة «الأطلال»، كلمات إبراهيم ناجى، وألحان  رياض السنباطى، وكانت أم كلثوم تكشف أسرار اختيارها لهذه الأغنية، التى ظلت طبقا لتقييم اليونسكو «قصيدة القرن العشرين»، حسبما يذكر الكاتب والناقد طارق الشناوى فى مقالة «الورثة أحيانا آخر من يعلم»، فى «المصرى اليوم»، 12 ديسمبر 2019»، واختارتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، من بين أفضل مائة عمل فنى وأدبى شكل ذاكرة القرن العشرين، وجاءت جنبا إلى جنب مع السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، والرابعة والخامسة والسادسة لتشايكوفسكى، وفقا لجريدة «البيان اليومية الإماراتية، 17 أكتوبر 1999».
 
كشفت «أم كلثوم»، أسرار اختيارها لقصيدة الأطلال، فى حوارها مع الكاتب الصحفى كمال الملاخ، بجريدة الأهرام يوم، 4 إبريل، مثل هذا اليوم، 1966، سألها «الملاخ» أنها عودت الناس بساطة اللغة العامية، بعد ما تغنت فى السنين الثلاث الأخيرة، فهل ستكون «الأطلال» حاجة زى «ريم على القاع؟»، أجابت: «وليه ما أغنيش الاثنين؟! على كل حال الأطلال لون تانى، ريم على القاع لونها دينى، والأطلال دى غزل، زى مثلا سلوا كئوس الطلا، وأنا شايفاها أقرب ما تكون إلى رباعيات الخيام، لأن شكل الشعر فيها يكاد يكون مثل الرباعيات».
 
سألها «الملاخ»: «منذ كم سنة اخترتها لتتغنى بها، أمن أيام كان صاحبها الدكتور إبراهيم ناجى، حيا يعيش؟ توفى ناجى يوم 24 مارس 1953»، أجابت أم كلثوم: «من زمان واضعة عينى عليها، وناجى عايش، بس ما قلتلوش»، سألها: «وامتى السنباطى عاش فيها كملحن؟» أجابت: ابتداء من الصيف اللى فات»، سألها: «أين سمعت اللحن لأول مرة؟ أجابت: «سمعته من رياض على عوده فى الإسكندرية، عند زرقة أمواج شاطئ العجمى، كنت بارتاح، وارتحت للحن».
 
سألها «الملاخ»: «والشاعر إبراهيم ناجى؟»، فكانت إجابتها مفاجأة، فهى لم تلتقه إلا مرة واحدة، ولم تذكر أنها ناقشته فى الغناء له، كشفت: «أنا شفته مرة واحدة أثناء حياته، كان جاى عندنا فى نقابة الموسيقيين، انطباعاتى عنه أنه كان راجل طيب، أرتيست، فنان، يعنى مش جاف، وما كنتش قرأت له حاجة، وهو حاول أن يقرأ لنا أى حاجة واحنا قاعدين، وأحسست لحظتها رغم عمق المعنى، ورفاهية إحساسه وطلاقة شعره، إن مش ضرورى الناس اللى يعرفوا يكتبوا كويس، إنهم يلقوه كويس».
 
واصلت أم كلثوم حديثها كاشفة عن بعض التعديلات التى أجريت على الأغنية، قالت: «على فكرة حصل تعديل بسيط وإضافات، أولا، كانت عندى فكرة أن نغير عنوانها، إلى أين أيام الهوى؟، ثم ماحبتش ابتديها زى ما كانت، فبدلا من «يا فؤادى رحم الله الهوى»، غيرناها إلى «يا فؤادى.. أين أيام الهوى»، واللافت أن «أم كلثوم» فى غنائها بعد ثلاثة أيام من هذا الحوار لم تقل «يا فؤادى رحم الله الهوى» وإنما قالت: «يا فؤادى لا تسل أين الهوى؟»، بما يعنى أن تعديلا ثانيا تم خلال الأيام الثلاثة على التعديل الأول.
 
سألها «الملاخ»، عن «نون الجمع بتاعة إحنا غيرناها، تعود على مين؟ ترددت، وضحكت ثم قالت: «اكتب، أحمد رامى»، وتابعت:  «ناجى كان عاملها رباعيات، إحنا أخدناها ثلاثيات، دائما البيت الرابع غامض كده ولا إيه، فى أحاديث الهوى دائما الرابع فيه حاجة ميصحش تبقى قافلة».
 
بالرغم مما قالته أم كلثوم عن أن أحمد رامى هو الذى أجرى التغييرات فى القصيدة الأصلية، لتكون كما غنتها، وكذلك قولها إنها لم تقابل شاعرها إبراهيم ناجى، إلا مرة واحدة، فإن الشاعر فاروق جويدة يذكر رواية أخرى عرفها من الموسيقار رياض السنباطى والذى كانت تربطه به علاقة، وفقا لما يذكره فى مقاله «فى ذكراها .. كوكب الشرق بين السنباطى وعبدالوهاب»، فى «الأهرام، 21 فبراير 2021»، يؤكد «جويدة»، أن «السنباطى» قال له: «كانت لنا قصة فى تلحين الأطلال، كنت أعرف أن إبراهيم ناجى شاعر الأطلال كلما زار أم كلثوم قرأ عليها قصيدة جديدة، فتطلب منه أن يقرأ لها «الأطلال»، وللأسف الشديد رحل دون أن يسمع كلماته بصوت كوكب الشرق، ورغم هذا اجتمع رامى والشاعر صالح جودت والدكتور أحمد هيكل، أستاذ الأدب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ووزير الثقافة فى بداية عهد مبارك، واخترنا الكلام، وما زال للسنباطى، بعض أبيات من قصائد أخرى من ديوان ناجى، ولحنت الأطلال، ولم يكن غريبا أن أجرى 24 بروفة عليها، وبعد أن غنت أم كلثوم «انت عمرى، وسمعت: هات عينيك تسرح فى دنيتهم عينيا.. قلت لنفسى: كيف تغنى يا حبيبى كل شىء بقضاء؟».  

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة