حذر مستشارون علميون الحكومة البريطانية من أن تخفيف إجراءات الإغلاق من قبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد يؤدي إلى موجة من الإصابات بفيروس (كورونا) مماثلة لتلك التي حدثت خلال ربيع العام الماضى، وذكرت صحيفة "إيفيننج ستاندارد" البريطانية إن المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ أوضحت أنه في حين أن المرحلة الثانية من فتح الإغلاق من غير المرجح أن يكون لها أسباب تضغط على العاملين بهيئة الرعاية الصحية، فإن التغييرات المقترحة لشهري مايو ويونيو عندما يكون من المقرر السماح بالاختلاط الاجتماعي مرة أخرى، قد تتسبب في ارتفاع معدلات دخول المستشفيات إلى المستويات التى شوهدت خلال ذروة الشتاء في يناير الماضى.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن خطاب أصدره خبراء في مجال الطب في كلية لندن للصحة، أن توقعاتهم تشير إلى أن المرحلة الثانية من خارطة الطريق "قد تؤدي إلى زيادة طفيفة في عدد الحالات والوفيات"، ولكن المرحلة الرابعة في يونيو، حيث من المتوقع إلغاء القيود بالكامل، فستؤدي "إلى زيادة أكبر في عدد الحالات والوفيات مقارنة بتلك التي شوهدت خلال الموجة الأولى".
وحذر الخبراء من أن النتائج التي توصلوا إليها كانت "أولية"، وقدموا "افتراضات متشائمة" حول المراحل اللاحقة من خارطة الطريق.
فيما قال العلماء في جامعة (وارويك) إنهم يتوقعون تسلسلاً مشابهًا مفاده أن "موجة ثالثة من العدوى" ستنشأ بسبب إلغاء الإغلاق المخطط، مع وصول معدلات دخول المستشفيات إلى ذروته بين أواخر يوليو ومنتصف أغسطس.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أشار في مؤتمر صحفى إلى أن المتاجر والمحلات سيعاد فتحها اعتبارًا من 12 أبريل في إنجلترا، وحث الجمهور على عدم التراخي عندما يتعلق الأمر بطاعة القواعد التي تضعها الحكومة، وقال جونسون- الذي أعلن عن بدء الانتقال إلى الخطوة الثانية من خارطة الطريق يوم الإثنين القادم- إن هذا التغيير "مبرر تمامًا بالبيانات" وإنه لم ير "شيئًا" يجعله يعتقد أنه سيضطر إلى تغيير خططه الخاصة بإلغاء جميع القيود بحلول 21 يونيو على أقرب تقدير.
وستشهد المرحلة الثانية من تخفيف الإغلاق السماح بإعادة فتح بعض الأماكن التي يخطلط فيها الناس - بعضها لأول مرة خلال ثلاثة أشهر - اعتبارًا من الأسبوع المقبل، بما في ذلك المتاجر غير الأساسية، ومصففي الشعر، وصالات الألعاب الرياضية، بالإضافة أيضًا لحدائق الحيوان والمتنزهات ودور السينما.
وسيسمح لأماكن الإقامة المستقلة بما في ذلك المعسكرات وأماكن قضاء العطلات باستقبال الضيوف، وسيسمح للحانات والمطاعم بخدمة العملاء في الهواء الطلق، ولكن ستقتصر المجموعات على أسرتين.
وفي 31 مارس الماضي، حذر الأطباء والفنيين في اللجنة الطبية الخاصة بالحكومة المشاركين من إنه قد يكون هناك عودة في حالات دخول المستشفيات "على نطاق مماثل لشهر يناير 2021 بعد مراحل لاحقة من خارطة الطريق".
يأتي التحذير في الوقت الذي حذر فيه كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور كريس ويتي من أن فيروس كورونا "سيكون معنا في المستقبل المنظور" بينما اقترح كبير المستشارين العلميين باتريك فالانس أن الوباء قد يؤدي إلى تغييرات إجتماعية طويلة الأجل.
وقال فالانس إن تحسين نظافة اليدين، وإجراء اختبار كوفيد-19 المنتظم والابتعاد عن العمل عند الشعور بالمرض "من المحتمل أن تكون تدابير أساسية مهمة" في المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة