أكد المشاركون في الجلسة الأولى لمؤتمر "حقوق الإنسان.. بناء عالم ما بعد الجائحة" أن الاستعداد لمواجهة جائحة كورونا على المستوى العالمى لم يكن على المستوى المطلوب، على الأقل فى البدايات، ونلاحظ هذا الأمر نسبيا كلما استجدت موجة جديدة من موجات هذا الفيروس.
واستعرض المشاركون فى الجلسة التي جاءت تحت عنوان "الهدف هو الإنسان... حقوق الإنسان فى ظل الجائحة" ما كشفت عنه جائحة كوفيد 19 على المستوى العالمي.
من جانبه، أشار اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن جائحة كوفيد 19 كانت ظاهرة كاشفة للعديد من الأمور على المستوى العالمي، مضيفًا أن الأمر الأول أن هناك خللا كبيرًا واضحًا في التطبيق العملي لمفهوم التضامن والتكاتف في مواجهة جائحة بمثل هذا الحجم الذي شاهدناه، أما الأمر الثاني أن هناك بالفعل غياب للمساواة والعدل فيما يتعلق بالتعامل مع هذه الجائحة.
وأوضح أن الأمر الثالث أن الاستعداد لمواجهة هذه الجائحة على المستوى العالمي لم يكن على المستوى المطلوب على الأقل في البدايات ونلاحظ هذا الأمر نسبيا كلما استجدت موجة جديدة من موجات هذا الفيروس، مشددا على أن الصحة أو صحة الإنسان لم تكن هى الأولوية الأولى كما رأينا و شاهدنا لم يكن الهدف هو الإنسان.
وقال إن الهدف هو الإنسان وهذا هو ما ستناقشه الجلسة الحالية "الهدف هو الإنسان.. بناء عالم أفضل ما بعد الكورونا" لأننا نتمنى في نهاية هذا اليوم أن نضع ولو لجنة قصيرة بسيطة محدودة تفيد في عالم ما بعد الجائحة.
ومن جانبها، تناولت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والإسكان في كلمتها عمل الدولة على توفير حياة كريمة ما بعد جائحة كورونا.
وارتكزت الكلمة على الجهود والمبادرات التي بذلتها مؤسسات الدولة ووزارة الصحة بهدف تحسين مؤشرات التنمية المستدامة، وفقًا لرؤية التنمية المستدامة 2030، وهي الرؤية التي تعمل مصر على تحقيقها وتمّ تضمينها في رؤية مصر2030، على كافة مؤشرات التنمية.
وعلى مستوى وزارة الصحة، أشارت الوزيرة إلى الجهود التى بذلتها الوزارة بهدف تحسين المؤشرات الصحية، ومن أجل تحسين مؤشرات الصحة، عملت الوزارة على تحقيق الهدف الثالث من أهداف "حياة كرية"، تلك المبادرة الرئاسية، التى تستهدف حياة كريمة لكافة المواطنين، ويتقاطع هذا الهدف مع أحد أهداف التنمية المستدامة فى ضمان صحة جيدة ورفاه لجميع المواطنين في جميع الأعمار.
وأضافت الوزيرة، أن محور الخدمات الطبية ضمن مبادرة حياة كريمة، وقد عملت الدولة المصرية على إطلاق العديد من المبادرات الصحية، لتحقيق تلك الأهداف التنموية السابقة، المتعلقة بتحقيق الصحة الجيدة للجميع، وعملت الدولة على توفير الحماية المالية الشاملة للمواطنين غير القادرين، فتمّ ترسيخ الدعم التشريعي لتوفير الحياة الصحية الشاملة لجميع المواطنين، والعمل على توفير التغطية الشاملة لجميع المواطنيين.
ومن ناحيته، أعرب جيروم فونتانا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة عن تقديره للعمل العظيم الذى قامت به وزارة الصحة والمركز القومي للمرأة في مكافحة جائحة كوفيد-19.
وقال إن مصر مختلفة ومتفردة، لا يوجد بلد يقارن به فى مواجهة الوباء، مشيرًا إلى أن السلطات المصرية أظهرت قدرة قوية على مواجهة جائحة كوفيد - 19 بعزم وتصميم وإرداة قوية.
وأضاف أن الوباء وعواقبه حول العالم ليست قريبة على الانتهاء، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك توزيع عادل وشامل للقاح وأن تحصل عليه الفئات الأكثر ضعفا.
وقال: "نحن الآن في العام الثاني من جائحة كوفيد -19 الذي لا يزال مستمرا في جميع أنحاء العالم دون تمييز. لا يزال تأثير Covid-19 على المجتمعات والتنقل والاقتصاد مستشعرا ويؤسفني أن أقول قد نواجه عام آخر أكثر صعوبة، وذلك بالنظر إلى الطريقة التي ينتشر بها الفيروس، لقد فقد بعض الأشخاص أفرادًا من أسرتهم، بينما فقد آخرون وظائفهم أو عانوا من مشاكل تتعلق بالصحة. بالكاد لا يوجد أحد لم يتأثربهذه الظروف. لكننا لم نتأثر جميعًا بشكل متساوي، حيث أن البشر الذين يعيشون في مناطق الحروب، جائتهم الجائحة كتهديد جديد ومرعب، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل".
وأوضح: "حين نواجه بتهديدات آنية لحياتنا، مثل إطلاق النار والقصف والتفجيرات والافتقار إلى الرعاية الصحية، فإننا نواجه تحدياً حقيقياً لذا وجب علينا تحديد أولويات الإجراءات التى يمكن أن تمنع انتشار Covid - 19، وتعتبر الإجراءات الوقائية ، مثل التباعد الاجتماعيوغسل اليدين، ترفًا في بعض المواقف مثل مخيمات النزوح".
وتابع: "إذا أخذت سوريا واليمن كمثال، فإن سنوات من الصراع في كلا البلدين على مدى أعوام خلفت بشر معرضين للأمراض مثل Covid - 19. إن أنظمة العربية الصحية في هذه الدول تكافح مع واقع مرعب آخر. لقد ضرب فيروس Covid - 19 بعض أنظمة الرعاية الصحية الأكثرتقدمًا في العالم، ناهيك عن المستشفيات في مناطق الحروب. ان نصف عقد من الحرب في اليمن قد خلف أقل من نصف انظمة الرعايةالصحية في حالة غير صالحة للعمل. وبالمثل ، فإن نصف مرافق الرعاية الصحية في سوريا خارج الخدمة أو تعمل جزئيًا في جميع أنحاءالبلاد.
واستجابة لهذا الوضع غير المسبوق، قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، بأكبر عملية لها على مستوى العالم، حيث وزعتمستلزمات طبية على مجتمعات النازحين داخليًا وساعدت السجناء في اتخاذ تدابير لمكافحة العدوى. وأقامت اللجنة الدولية في اليمن،بالتعاون مع شركائها، في إنشاء مركزًا مجانيًا لعلاج كوفيد -19 في مدينة عدن.
بدوره، استهل د. صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أنه في البداية يجب القول أن تفاقم الفقر من أهم أسباب المأساة الإنسانية الحالية وترافقت هذه الجوانب بأوجه القصور مع اهتمامات أخرى اقتصادية سياسية واقتصادية واجتماعية. وهناك حقيقة بسيطة يمكن استخدامها وهى أن العالم الذى يحترم حقوق الإنسان هو عالم أكثر استعدادا لمواجهة الجائحة والتعامل معها، ما يعني تعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وتعني معالجة أوجه عدم المساواة بين الرجل والمرأة ومعالجة التدهور البيئي وحالة الطوارئ المناخية.
وأضاف: "اليوم أكثر من أى وقت مضي، نحتاج فيه المجتمع المدني والقطاع الخاص، واجبنا أن ننهض معاً أو ننهار معاً وهذا تعبير عملى عن حقوق الإنسان واعتقد أن مصر كانت نموذجاً لهذا التكاتف منذ بداية الجائحة".
ويشير الدكتور صلاح سلام إلى أن تفاقم الفقر وعدم المساواة والتمييز والاستبعاد من أهم أسباب المأساة الإنسانية التي يعيشها عالمنا اليوم وترافقت هذه الجوانب كلها وغيرها من أوجه التقصير الأخرى على مستوى حماية حقوق الإنسان مع أزمات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية حول العالم جعلت المجتمعات أكثر عرضة لفيروس كورونا المستجد. فهناك حقيقة بسيطة يمكن استخدامها وهي أن العالم الذييحترم حقوق الانسان للجميع بشكل كامل هو عالم أكثر استعداداً لمواجهة جميع الأزمات والتعافي منها.
ولفت إلى إن إعادة البناء بشكل أفضل تعني تعزيز التزامنا بحقوق الإنسان وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة "الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية" وتعني أيضاً معالجة أوجه عدم المساواة ضمن البلدان وفيما بينها، وإنشاء أنظمة حماية صحية واجتماعية شاملة ومعالجة التدهور البيئي وتعزيز المؤسسات ومعالجة حالة الطوارئ المناخية، أى إنشاء عالم عادل وشامل ومتساوي في الحقوق. وأصبحت عبارة "جميعنا في نفس المركب" غاية في الأهمية اليوم أكثر من أى وقت مضى، وجميعنا تعني (أفراد – حكومات – مجتمع مدني – مجتمعات شعبية – قطاع خاص) فإما أن ننهض معاً أو ننهار معاً وهذا تعبير عملي عن حقوق الإنسان أعتقد أن مصر كانت فيه نموذجاً.
وأوضح الدكتور صلاح سلام: "لقد صّدقت غالبية الدول على ما لا يقل عن معاهدة واحدة تتعلق بحقوق الإنسان تتطلب ضمان الحق فى الصحة وهو ما يضع على عاتقها التزاماً باتخاذ كافة الخطوات الضرورية للوقاية من الأمراض ومعالجتها واحتوائها وليتحقق ذلك لابد منسهولة الحصول على المعلومات الخطر الذي يشكله الفيروس على صحته وطرق الوقاية".
من ناحيته، أكد لوران دي بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، أن مصر ترحب بالمهاجرين بسبب موقعها الجغرافي وهي ترحب بالبشر وبضيوفها منذ قرون.
وقال إن مصر بها عدد كبير من المهاجرين مندمجون في المجتمع وساهموا فيه منذ سنوات وبعضهم تزوجوا وحصلوا على وظائف واستفادوا من الخطط الوطنية والبرامج التي يتم إعطائها للمصريين.
وأوضح أن مصر دائمًا دولة صديقة للمهاجرين وهي أيضًا معنية بالحركة العالمية للمهاجرين على المستويين الدولي والإقليمي.
وقال إننا نعمل مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للطفولة والأمومة لتخفيف من معاناة المهاجرين والحصول على خدمات لهم.
وأشار إلى أن هناك قوانين وطنية تدافع عن حقوق المهاجرين مثل قوانين منع التهريب والاتجار بالبشر.مؤكدا أن المهاجرين مهتم بهم كثيرًا داخل المجتمع المصري ويتم الحفاظ على حقوقهم الأساسية كحق التعليم.
وذكر أن المهاجرين يمكنهم الاستفادة بمباردة 100 مليون صحة وقد تم دمجهم في الخطة القومية لإعطاء لقاحات كورونا ومنظومة التأمين الصحي الشامل.
وأضاف: "لدينا منهج تطميني للمهاجرين داخل مصر ولا يوجد أى نوع من التفرقة بينهم وبين المواطنين.. نجحنا بالتعاون مع الحكومة المصرية في دعم غالبية المهاجرين خلال جائحة كورونا"، مشددا على ضرورة أن يتوجه اللاعبون الدوليون لدعم التوجه المصري.
فيما قالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر، أن الدولة المصرية استطاعت أن تحمى المواطنين صحيا واقتصاديا واجتماعيا وتقدم كافة الخدمات خلال جائحة كورونا، رغم التحديات.
وأضافت فى كلمتها بالمؤتمر، أن مصر كانت من أعلى الدول التى لديها مصابين بفيروس سى، ولكن بعد إطلاق مبادرة 100 مليون صحة، اختلف الأمر، وهناك دورا كبيرا يتم من المبادرات الصحية.
وأشارت إلى أن دور مصر فى مواجهة فيروس كورونا كبير من خلال توفير اللقاحات وتحسين التعامل من خلال المنظومة الصحية، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على التوزيع العادل للقاح كورونا بين الدول من بينها مصر، موضحة أن منظمة الصحة العالمية وافقت على اللقاحات ضمن بند الطوارئ، لنكون جميعا أمنين، ولابد من الالتزام بالتباعد والتهوية والإجراءات الاحترازية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة