نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، الأمسية الحادية عشرة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة علاقات ثقافية تحت عنوان "مصر وتايلاند"، وذلك احتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية التايلاندية، حيث افتتحت بأمسية أدارها الدكتور هشام عزمى، بمشاركة سفير تايلاند بالقاهرة بوتابورن إيوتوكسان، والسفير حازم الطاهرى نائب مساعد وزير الخارجية المصرى، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من رموز الثقافة والفنون المصرية، والمتخصصين فى مختلف الجوانب الثقافية المصرية التايلاندية ومن بينهم: الدكتور عماد أبو غازى، أستاذ الوثائق بكلية الآداب جامعة القاهرة، ووزير الثقافة المصرى الأسبق، الذى شارك بمقطع فيديو مسجل، والكاتب الصحفى عبد السلام فاروق.
خلال الأمسية
وتم عرض فيلم تسجيلى قصير، يدور حول تفاصيل حياة المجتمع التايلاندى، ويستعرض أبرز سمات تايلاند الثقافية والحضارية والطبيعية، وشهدت الفعالية استمرار المجلس الأعلى للثقافة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.
وأكد الدكتور هشام عزمى أهمية فاعلية "علاقات ثقافية" التى تتطرق للعلاقات الثقافية بين مصر وعدد من الدول من مختلف القارات، وبطبيعة الحال كان من أهم أهداف هذه الأمسيات هو الكشف عن المشترك بين مصر وهذه الدول الصديقة، ولا شك أن تلك الأمسيات السابقة بهذه السلسلة أبرزت العديد من الجوانب المهمة الخفية عن الكثيرين.
وقال الدكتور هشام عزمى، إن مبادرة علاقات ثقافية أضحت ملمحًا رئيسًا للمشهد الثقافى المصرى، وهذه ليست مقولة لمجرد دعم المبادرة ولكنها حقيقة، تنبع من جانب ما يصل إلينا من رد فعل وتعليقات وملاحظات من السادة الحضور عبر اثنتى عشرة أمسية تم تنظيمها خلال الفترة السابقة، وتم فيها استضافة اثنتى عشرة دولة صديقة، واليوم نسعد باستضافة سفير دولة تايلاند فى القاهرة، كما نسعد باستضافة السفير حازم الطاهرى، سفير مصر السابق فى تايلاند، كما نسعد بوجود مجموعة من الضيوف الأعزاء الأجلاء، الذين سيثرون هذه الأمسية بمداخلاتهم.
وأضاف الدكتور هشام عزمى، بالنسبة للجزئية المتعلقة بتعرف المصريين بالحضارات والثقافات الخاصة بالبلدان الآسيوية، فإنهم وبحكم عوامل كثيرة أهمها الدراسة والعمل، يميلون تجاه الغرب، وبالنسبة لآسيا وأميركا اللاتينية وحتى أفريقيا فالوضع مختلف، وأنا واحدًا ممن اتاحت لهم الظروف العيش فى دول الخليج على وجه التحديد، وهو الأمر الذى يجعل صاحبه يصبح أكثر عرضة للتفاعل والتعرف على حضارات آسيا تحديدًا بشكلٍ غير مسبوق، ومن هنا أزعم أننى تعرفت على أصدقاء وزملاء كثيرين من دول آسيوية مختلفة، والحقيقة أن التعرف ليس فقط محصورًا فى معرفة لغة، فإن المعيشة بدورها تتيح التعرف على الثقافة، والثقافة تشمل أيضًا الطعام، فحينما يكون هناك تفضيل لطعام معين نتيجة للتعرف عليه يعد هذا جزء من بث الثقافة الخاصة بتلك الدولة، وتايلاند لها باع طويل فى هذا الإطار، حتى فى مصر الآن نجد الكثير من المطاعم التى تقدم طعامًا تايلانديًا، فإننى أذكر هذا لكى أؤكد أن أهم الأهداف الرئيسة لهذه الأمسيات، هى زيادة تعريف المجتمع الثقافى فى مصر بثقافات هذه الدول الأخرى والتعرف على عادتها وتقاليدها، وربما رغبة فيما بعد دراسة تلك اللغات، لأن اللغة تمثل عامل مهم جدًا فيما يخص تقريب المسافات أو العكس، وحتى الفيديوهات التى تعرض خلال هذه الأمسيات لها هدف ولها مغزى مهم كذلك، وإننى متأكد أن الكثيرين منا بعد أن يغادروا سيشعرون برغبةٍ فى المزيد من المعرفة، وهو ما يعد قطعًا هدفًا من الأهداف الأساسية لأمسيات علاقات ثقافية.
جانب من الأمسية
وقال السفير التايلاندى بالقاهرة، أود أن أعرب عن تقديرى لوزارة الثقافة المصرية على تنظيم هذه الأمسية، نحن أمام مبادرة جيدة للغاية لتعزيز البيئة الثقافية فى مصر، تلك الأرض الغنية بالتاريخ والثقافة والحضارة التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ودعونى أهنئكم جميعا على الموكب الذهبى المهيب للفراعنة أثناء نقل المومياوات الملكية السبت الماضى، والعالم كله الآن ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث إن الموكب الذهبى للفراعنة والافتتاح المرتقب للمتحف الكبير سوف يجلبان لى الكثير من المهام، لأننى متأكد أنه سيكون هناك المزيد والمزيد من السياح التايلانديين، سواء من الطلاب أو الشخصيات المهمة للغاية الذين سوف يرغبون في زيارة مصر ليشهدوا حضارتها العظيمة.
وتابع : الليلة نشهد الأمسية التايلاندية المصرية ضمن سلسلة العلاقات الثقافية، وبصفتى سفير مملكة تايلاند فى مصر، اسمحوا لى أن أحدثكم بإيجاز عن علاقاتنا الثنائية، فإن كلتا الحكومتان تعمل على الانتهاء من إنشاء لجنة التجارة المشتركة على مستوى وزارتى التجارة للجانبين، وفى الأسبوع الماضى عقد مجلسا الأعمال فى تايلاند ومصر اجتماع عمل افتراضى ناجح، وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية، فقد وقع الجانبان اتفاقية التعاون الثقافى والتعليمى عام 1976 م، وكلاهما يعمل على إبرام مسودة مذكرة تفاهم بين وزارتى الثقافة فى البلدين، وربما لا يمكن مقارنة الثقافة التايلاندية بالثقافة والحضارة المصرية الفريدة التى تعود إلى آلاف السنين، ورغم ذلك فإن كل ثقافة لها هويتها وجاذبيتها الخاصة، حيث تقع تايلاند فى جنوب شرق آسيا وفى قلب شبه الجزيرة الهندية الصينية، وتشترك فى الحدود مع كل من: لاوس، وكمبوديا، ومیانمار، وماليزيا، وفى الواقع فإن مصطلح الهند الصينية يتعلق بحضارات الهند والصين، ولذا فإن الثقافة التايلاندية الفريدة تصهر فى بوتقتها تأثير ثقافات الهند والصين والدول المجاورة لنا، بالإضافة إلى ثقافتنا العرقية التايلاندية الأصيلة، وتعد البوذية أحد أهم عوامل التأثير الهندى فى الثقافة التايلاندية، والتى وصلت إلى تايلاند عام 779م.
وتعتمد أساليب حياتنا وتفكيرنا بالإضافة إلى الآداب والفنون التايلاندية وما إلى ذلك، فى الغالب على المبادئ البوذية، بينما لدينا بعض العادات والتقاليد الصينية أيضًا فى تايلاند، وتتشابه بعض أزياءنا وملابسنا وحتى طعامنا إلى حد كبير مع نظيراتها الصينية، وعلاوة على ذلك نحتفل أيضا بالعام الصينى الجديد فى تايلاند، ومن وجهة نظري الشخصية، فإنه بخلاف الثقافة المصرية قد لا تكون الثقافة التايلاندية ذاتها قادرة على جذب الاهتمام الأجنبى، ولهذا السبب فإننا نشجع السياحة في بلدنا بالاعتماد على طبيعتنا مثل الشواطئ والجبال بجانب طعامنا التايلاندى الأصيل مع روح هويتنا التايلاندية المتمثلة فى الابتسامة التايلاندية، ودماثة الأخلاق التايلاندية، والتنوع التايلاندى فى التقاليد وكرم الضيافة التايلاندية، وهو الأمر الذى يجعل تايلاند وجهة سياحية لنحو 32 مليون سائح سنويًا خلال الثلاث أو الأربع سنوات الماضية، وبعد أن نجحنا فى مجال السياحة، نقوم بالترويج لثقافتنا من خلال دمجها فى قطاع السياحة، وقد نظمت السفارة الملكية التايلاندية بالقاهرة العديد من الفعاليات الثقافية فى مصر، واستكشفت عدة مرات طبيعة المجالات الثقافية التايلاندية التى يمكنها الترويج لها فى مصر، مثل الرقص التايلاندى واللغة التايلاندية والموسيقى التايلاندية، وأخيرًا يبدو أننا قد اكتشفنا أن الطعام التايلاندى بمذاقه الحار، أو مذاقه الحلو والحامض، والملاكمة التايلاندية بما تتسم به من عنف، قد نالا شهرة واسعة لدى المصريين، لأنه يبدو أن المصريين يفضلون كل ما هو متنوع ومميز للغاية، أكثر من كل ما هو عادى وبطئ وضعيف، وبالنسبة للثقافة المصرية فى تايلاند كما ذكرت مسبقًا، فإن الجميع فى تايلاند يعرف مصر، وابنتى البالغة من العمر سبعة أعوام فى تايلاند تحفظ جميع أسماء الآلهة المصرية القديمة، فهى تعرف أنوبيس وإيزيس، وعندما زار الدكتور زاهى حواس تايلاند لإلقاء محاضرة عن أسرار الحضارة المصرية، كانت هذه الزيارة حديث المدينة فى بانكوك آنذاك، فالمجتمع التايلاندى لا تأسرة الثقافة والحضارة المصرية فحسب بل أيضًا منهج الإسلام الوسطى فى الأزهر، وخاصة الجالية التايلاندية المسلمة، ومنذ أربعة أعوام قام فضيلة مفتى الديار المصرية بزيارة رسمية إلى تايلاند، وكان السفير حازم الطاهرى آنذاك سفيرًا لمصر لدى مملكة تايلاند، وقد كانت هذه الزيارة إحدى أهم الزيارات فى تاريخ المجتمع التايلاندى، والآن ننتظر زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى تايلاند ضيفًا على رئيس الوزراء فى المملكة، وأنا على يقين أن زيارة فضيلته ستساعد فى تعزيز ثقافتنا الدينية بشكل أوثق، وأخيرًا وليس آخرًا، أعتقد حقًا أن الحدث الثقافى الليلة سيكون خطوة جيدة لكلينا لإيجاد طرق تعزز علاقاتنا الثقافية، ومرة أخرى إننى ممتن للغاية للمشاركة فى هذه الأمسية المثمرة، حيث نتبادل الآراء حول الثقافة التي ستفيدنى لدفع تعاوننا الثقافى قدمًا، وشكرا جزيلًا لحسن استماعكم.
فيما أوضح السفير حازم الطاهرى، أن العلاقات الدبلوماسية نشأت بين مصر وتايلاند عام 1954، وتعد مصر الدولة العربية الأولى التى أقامت علاقات دبلوماسية مع تايلاند، ويتمتع كلا البلدين منذ سبعة وستين عامًا بعلاقات طيبة وتعاون ملموس على العديد من المستويات؛ فعلى سبيل المثال نرى المشاورات السياسية على مستوى كبار المسؤولين من الجانبين، ونجد كذلك اللجنة المشتركة على مستوى وزارتى الخارجية بالبلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة