* كواليس تولى الباقورى وزارة الأوقاف.. وتفاصيل مكالمة محمد نجيب لبيت الإمام.. وتفاصيل المصالحة مع عبدالناصر بعد قطيعة الخمس سنوات
* عندما ارتدى السادات حذاء الشيخ عبداللطيف دراز واختبأ فى بيته.. حكاية إسلام «جون» راقص الباليه على يد الباقورى.. ولماذا قال لابنته «هذا قلة أدب»؟
نستكمل فى السطور التالية الجزء الثانى من الحوار الحصرى، لعزة الباقورى، ابنة الشيخ أحمد حسن الباقورى، أول وزير أوقاف فى حكومة ثورة يوليو 1952، فى أول ظهور إعلامى لها.
وتكشف عزة الباقورى، خلال الجزء الثانى من الحوار، تفاصيل علاقة والدها بالرئيسين عبدالناصر والسادات، وقصة الصلح مع عبدالناصر بعد فترة القطيعة بينهما، وعلاقته بالسادات قبل الثورة وأثناء اعتقالهما معا فى سجن المنيا.
كما تكشف ابنة الشيخ الباقورى، الكثير من التفاصيل والحكايات السمحة عن والدها الشيخ المستنير، وعلاقته بشركاء الوطن الأقباط وكل من البابا شنودة والبابا كيرلس، وحكايات من أسلموا على يديه فى لندن، وعلاقته بأحفاده وآخر وصاياه.
خالتى عزيزة والباباوات
تعود عزة الباقورى بالذاكرة لتسترجع حكايات والدها الشيخ السمح عن «خالتى عزيزة» جارته القبطية فى باقور، قائلة: «كان دائما يذكرها ويتحدث عن علاقته القوية بها، حيث كانت فى مقام والدته وتحنو عليه وتطعمه وتعالجه حين يمرض وظل يذكرها بالخير طوال حياته».
وتتذكر الابنة العديد من المواقف التى تدل على وسطية وسماحة والدها الشيخ الباقورى، ومنها حين كانت تحضر إحدى فعاليات نادى الليونز، وأسرعت سيدة من عائلة غبور لتسلم عليها، وتطلب منها مقابلة والدها الشيخ الباقورى، مؤكدة أنها تحمل لها مودة كبيرة لأنه حين كان مديرًا لمعهد المنيا الدينى أعطاهم محاضرة فى الكنيسة، ومن شدة إعجابها بسماحته ووسطيته سلمت عليه وقتها ومنحته الصليب الذى ترتديه كهدية وقبل الشيخ هديتها.
وأشارت عزة الباقورى، إلى أن والدها كان أول من هنأ البابا شنودة فى الكنيسة المرقسية بعد عودته من فترة العزلة، قائلة: «والدى كان يمر بجوار الكنيسة المرقسية وشاهد زحامًا، فسأل السائق وأخبره بأن هناك احتفالا فى الكنيسة بعودة البابا، فنزل أبى من سيارته دون حراسة واتجه للكنيسة، وفوجئ به البابا شنودة فشكره على الهواء، وهذا مسجل فى خطبة البابا الأولى، بعد عودته من عزلته، وكانت علاقة أبى بالبابا شنودة قوية».
وتابعت: «جدى الشيخ عبداللطيف دراز، أسس جمعية للتقارب بين الشيعة والسنّة، وأبى أسس جمعية الإخاء الدينى للتقارب بين المسلمين والأقباط، وكان آباء كنيسة جاردن سيتى يدعوننا للإفطار فى رمضان، وكنا نرد هذه الدعوات ونقيم فى بيتنا العديد من العزائم لكل حبايبنا الأقباط والقساوسة».
كما لا تنسى عزة الشيخ الباقورى زيارة البابا كيرلس لبيت والدها بعد عودة الشيخ من رحلة العلاج فى لندن: «البابا كيرلس جالنا البيت وكنت أنا الوحيدة اللى موجودة فى إخواتى وسلم علىَّ وأعطانى بركة وكان فى منتهى الرقى».
وبحب تقول: «أبويا كان سمح وشفت معه كل الفئات والطبقات، سياسة واقتصاد وثقافة وفن ومشايخ وقساوسة».
الشيخ والسادات وعبدالناصر
وبدون الدخول فى التفاصيل والجوانب السياسية، تحدثت ابنة الشيخ الباقورى، عن علاقته بالرئيسين الراحلين عبدالناصر والسادات، قائلة: «والدى زامل السادات فى معتقل ماقوسة بالمنيا قبل ثورة يوليو 52، وكان معهما عدد من السياسيين والمثقفين ومنهم عمى موسى صبرى».
وتضحك قائلة: «قعدوا كتير مع بعض فى السجن وكان عمى موسى صبرى أصغرهم، وكان دايمًا يقولى أبوكى كان مشغلنى الشماشرجى بتاعهم أودى الجوابات وأجيب الأكل».
وتستطرد عزة الباقورى، قائلة: «كانت علاقتنا بعمى موسى صبرى قوية جدًا، وهو الوحيد اللى حضر خطوبتى مع آنجيل مراته».
وأشارت ابنة الشيخ الباقورى، إلى أن علاقة العائلة بالرئيس السادات بدأت مع الجد الشيخ عبداللطيف دراز: «علاقتنا بالرئيس السادات وأسرته علاقة قوية وقديمة، حيث كانت للسادات علاقة قوية بجدى الشيخ دراز، واختبأ فى بيته فترة هربه قبل ثورة يوليو، فكان السادات يأتى من السويس ويختبئ فى بدروم فيلا جدى بحلوان لأيام بعيدًا عن أعين البوليس السياسى».
وتضحك ابنة الشيخ الباقورى، وهى تتذكر واقعة ارتداء السادات حذاء جدها الشيخ دراز قائلة: «كانت جدتى تشفق على السادات فترة هربه، وتعامله مثل أبنائها وتوفر له ما يحتاجه خلال هذه الفترة من ملابس وطعام، وفى إحدى المرات بحثت عن حذاء أحد أبنائها لتمنحه للسادات، ولكن جميعها لم تكن مقاس قدمه، ولم تجد سوى حذاء جدى الشيخ دراز، فأعطته للسادات وارتداه وخرج به، وكان جدى يستعد لارتداء هذا الحذاء ليذهب به إلى مجلس الشيوخ، وبعد أن ارتدى كامل ملابسه ظل يبحث عن حذائه فلم يجده حتى عرف أن جدتى منحته للسادات وظل أخوالى يتندرون بهذه الواقعة».
وأكدت عزة الباقورى، أن العلاقة امتدت فيما بعد بأسرة الرئيس السادات: «تربطنا علاقة قوية بالسيدة جيهان السادات، وهى سيدة ودودة ومجاملة».
أما عن علاقة الشيخ الباقورى بالرئيس عبدالناصر، فأشارت ابنته إلى أنها تمتد من قبل ثورة يوليو 1952، وأن والدها كان أول شخص فى الحكومة يتعرف على السيدة تحية عبدالناصر، قائلة: «أجرى عبدالناصر جراحة المصران الأعور فى مستشفى مظهر عاشور سنة 1954، وذهب والدى لزيارته، وأثناء الزيارة دخلت تحية عبدالناصر، فقال لها الرئيس ادخلى ما تتكسفيش ده عم الشيخ أحمد، حيث كان عبدالناصر ينادى أبى بهذا اللقب، وكان أبى أول من رأى السيدة تحية عبدالناصر، وكانت سيدة فاضلة نقدرها ونحبها ونحترمها».
وكان الشيخ أحمد حسن الباقورى، تولى منصب وزير الأقاف فى حكومة ثورة يوليو عام 1952، ووقتها قدم استقالته من جماعة الإخوان التى رشحت ثلاثة أسماء غيره لحكومة الثورة لتولى المنصب، ولكن الثوار اختاروا الشيخ الباقورى، واشترطت عليه الجماعة الاستقالة من صفوفها إذا قبل المنصب فاستقال الشيخ الباقورى وانفصل عنها.
الباقورى وزيرًا
تضحك ابنة الشيخ الباقورى وهى تتذكر كواليس توليه منصب وزير الأوقاف: «جابوه بالبوليس الحربى، حيث اتصل جدى الشيخ دراز بوالدتى بعد قيام الثورة مباشرة، وقال لها: مرتضى المراغى ابن الشيخ المراغى الثوار قبضوا عليه، وأنا عارف إن الباقورى صاحبهم، كلميه يكلم رشاد مهنى الوصى على العرش وأحد الضباط الأحرار يفرجوا عنه، ولأن أبى لم يكن موجودا وقتها، وكانت أمى تعرف رشاد مهنى قامت بكل طيبة وحسن نية بالاتصال به بالتليفون لتحدثه عما قاله والدها، فصرخ فيها وقال لها اقفلى السكة».
وتابعت: «أدركت أمى أنها ارتكبت خطأ، خاصة بعد أن اتصل بها أبى بعد اتصال رشاد مهنى به، وتشاجر معها بسبب تدخلها فى هذا الأمر، ولم يعد للمنزل وذهب لأحد أصدقائه».
واستكملت عزة الباقورى، تفاصيل تولى والدها وزارة الأوقاف: «اتصل الرئيس محمد نجيب، وردت أمى على التليفون وشعرت بالصدمة حين سألها عن أبى، لأنها اعتقدت أنه مطلوب القبض عليه، وأنها هى التى تسببت فى ذلك، وأكدت أنها لا تعرف مكان أبى، وبعد فترة اتصل نجيب مرة أخرى، وعندما شعر بخوفها طمأنها وأكد لها أنه يريده ليوليه الوزارة، فأكدت أمى أنها لا تعرف مكانه بالفعل، وأخبرها الرئيس محمد نجيب أن أمام المنزل سيارة البوليس الحربى تنتظره إذا جاء فى أى وقت أو إذا عرفت مكانه، وبالفعل انتقلت السيارة مع موسى صبرى الذى اصطحب أبى من منزل صديقه إلى «أخبار اليوم» بمكتب مصطفى وعلى أمين، وتحدث والدى مع أمى فى التليفون، وأبلغها بأنهم كلفوه بوزارة الأوقاف، وأنه يفكر فى الاعتذار، فقالت له أمى: أنت بقالك كام سنة بتتعذب، وتدخل سجون وتعمل ثورات ضد الملك والسرايا، وعندما أتتك الفرصة لتنفذ ما كنت تحلم به تريد أن تعتذر، فصفق الحاضرون وتولى أبى الوزارة من سنة 1952 وحتى عام 1959».
وأشارت ابنة الشيخ الباقورى، إلى أنه كان يتم استقباله فى الدول الإسلامية التى يسافر إليها استقبال الفاتحين: «كان يقول لنا أن المسلمين فى هذه البلدان ومنها الصين وإندونيسيا والهند كانوا يبكون من شدة تعلقهم بالإسلام ومشايخه، وكان يتعجب ويرى فى استقبال مسلمى هذه البلاد للمشايخ ما يشبه التقديس، فعندما حضر مؤتمر باندونج فى إندونيسيا مع الرئيس عبدالناصر كان المسلمون يتزاحمون حوله ويحاولون لمس ملابسه، ويرون فى ذلك شرفًا كبيرًا ويقدسون الزى الأزهرى، وكان أبى يطلق على العمامة الأزهرية تاج الإسلام».
وتابعت: «بعد مؤتمر باندونج طلب منه الرئيس عبدالناصر، السفر للصين، ليتفقد أحوال المسلمين هناك، فسافر أبى مع السفير مصطفى كامل، وظل هناك لمدة 6 شهور، حيث تعرض لحادث هناك، ولف كل المناطق وكانت علاقتنا بالسفارة الصينية وقتها عميقة جدًا».
القطيعة والصلح مع عبدالناصر
وفى عام 1959، حدث الخلاف والقطيعة بين الباقورى وجمال عبدالناصر، وعن ذلك قالت عزة الباقورى: «استمرت القطيعة بين أبى وعبدالناصر 5 سنوات و5 أشهر و5 أيام، وكنا نسميها التلات خمسات، وقضاها أبى فى بيتنا، حتى حدثت المصالحة بينهما عندما اتصل عمى محمد أحمد مدير مكتب الرئيس، ليسأل أبى: هل لو وجهت له دعوة لحضور حفل عقد قران هدى عبدالناصر سيحضر أم لا؟ فأجابه أبى بأن هدى مثل بناته ليلى وعزة ويمنى ولا يعقل ألا يحضر عقد قرانها، وبالفعل وصلت الدعوة وحضر أبى وأمى الحفل».
وتابعت: «استقبل الرئيس جمال عبدالناصر أبى استقبالًا حارًا وأخذه بالحضن وذاب أى خلاف بينهما».
الباقورى والاستثمار فى الأحفاد
وعن أصعب المواقف التى مرت على الشيخ الباقورى، قالت ابنته: «أى حاجة تخصنا احنا وأولادنا كان أبى يتأثر بها جدًا، ومن أصعب هذه المواقف مرض ليلى أختى عندما كانت فى شيكاغو، وكان لازم تعمل عملية خطيرة، وكذلك إذا مرض أى من أحفاده».
تنطلق الابنة لتتحدث عن علاقة الشيخ الباقورى بأحفاده قائلة: «كان أبى أقرب شخص لأحفاده يتحدثون معه ويلجأون له دائمًا، وكانت ابنتى يمنى التى سميتها باسم اختى تحكى له كل شىء، وترتمى فى حضنه دائمًا، وعندما سافرنا معه لندن فى رحلة علاجه كان أبى يجلسها معه، وهو يراجع حفظ القرآن لتمسك هى بالمصحف وهو يقرأ، فكانت المراجعة بتاعته ولها مكانة خاصة لديها، حتى أنه عندما تقدم لها شاب لخطبتها ذهبت إليه لتتحدث معه قبلنا».
وتابعت: «كان كل الأحفاد عندما تكون هناك أى مشكلة مع آبائهم وأمهاتهم يلجأون إليه، خاصة إذا تعرض أى حفيد للإحراج أمام أصدقائه».
تضحك عزة الباقورى، وهى تتذكر كلام والدها لها حين كان يشكوها ابنها أيمن قائلة: «كان أبى يقول لى: هذا قلة أدب يا بنت يا عزة ابنك متحرجيهوش أمام زملائه، ولا تقسى على ابنتك، كلما دفعتى حنية لأولادك وهم صغار هتاخدى حنية لما تكبرى، كأنك بتستثمرى عواطفك فى بنك، بتحطى رصيد ولما تكبرى وابنك يكبر هيرجعلك اللى دفعتيه».
سماحة الشيخ وحكايات اعتناق الإسلام
تحكى الابنة عن فترة علاج والدها فى لندن، وعن حكايات من أسلموا على يديه هناك: «كان بيتنا فى لندن إلى جوار المسجد، وكانت والدتى كل يوم جمعة تعد مائدة كبيرة بها كل الأكلات المصرية، وتستقبل المصريين والأجانب، وكان يأتينا عدد كبير من الكتاب والأدباء والصحفيين المصريين فى لندن، ومنهم نعم الباز ويوسف إدريس».
وتابعت: «من شدة سماحة والدى ووسطيته أسلم على يديه عدد من الأشخاص، ومنهم سيدة كبيرة فى السن تدعى «توتو»، وأكثر الذين تأثرت بهم شخص يدعى جون، أطلق على نفسه بعد إسلامه اسم رشيد الأنصارى، وكان راقص باليه ولكنه تعرض لحادث وكسر بالساق والظهر، وكان صديقا لأحد المقيمين العرب فى لندن، وجاء إلى بيتنا معه وتحدث مع أبى الذى كان يجيد الإنجليزية عن رؤية رآها فى منامه وهو مريض، حيث رأى نفسه يركب جملا وهناك شخص يجذبه ويوجهه بأن يسير مع فريق من الناس يشبهون العرب، ويرتدون ملابس بيضاء، وخيل إليه أن الذى يجذبه هو محمد نبى الإسلام، صلى الله عليه وسلم، فقرر أن يدرس هذا الدين وسافر إلى الهند، ودرس الديانات، وعندما عاد إلى بلده سمع عن الشيخ الباقورى وجاء لزيارته».
واستكملت عزة الباقورى قصة رشيد الأنصارى، قائلة: «تحدث معه أبى وأعطاه كتابا عن القرآن باللغة الإنجليزية، وقال له اقرأه، وبعدها تعالى لنتناقش فيه، ثم جاء الرجل وقال لأبى إنه يريد اعتناق الإسلام لأنه أحب الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم».
تبتسم الابنة وهى تتذكر الطقوس التى كانت تقوم بها والدتها حين يعتنق أحد الإسلام فى لندن: «كانت أمى عندها دايما شربات ورد وشريط كاسيت به زغاريد وأدعية وكنا نقيم احتفالًا عندما يعتنق شخص الإسلام، وندعو عددا من المسلمين فى لندن وتقيم والدتى وليمة وتوزع الشربات وتنطلق الزغاريد من الكاسيت، وبعد إشهار رشيد إسلامه سافر للحج وعمل عمرات كثيرة، وجاء إلى مصر وعمل بجامعة الأزهر، حيث كان يعلم الطلبة المستجدين اللغة الإنجليزية، وبنى مركزا إسلاميا ومسجدا فى لندن».
وحكت ابنة الشيخ الباقورى، عن صديقتها ربيعة، وهى مسلمة من جنوب أفريقيا، وكانت لها زميل غير مسلم: «جاء زميل ربيعة ليتحدث مع والدى عن الإسلام، وقال له إنه يسمع عن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وعن صلاة المسلمين، ويريد أن يعرف أكثر عن الإسلام، فطلب منه أبى أن يفكر جيدًا، وأن يقرأ ويدرس ولا يتعجل، وصار الرجل صديقًا لأبى وأعجب بسماحته ووسطيته حتى جاء فى أحد الأيام وأكد أنه يريد اعتناق الإسلام وتزوج هو وربيعة فى بيتنا».
وتحدثت عزة الباقورى، عن الفترة الأخيرة فى حياة والدها قائلة: «اشتد عليه المرض وأخبرنا الأطباء فى لندن أنه لا فائدة من العلاج، وتأثروا بشدة لحالته لأنهم ارتبطوا به وأحبوه، حتى كبير الأطباء الإنجليزى الذى تأثر لدرجة البكاء، وهو يخبرنا أن حالته ميئوس منها ورحل أبى عام 1985».
وتنهى عزة الباقورى، حديثها عن سيرة والدها وهى تتذكر وصاياه السمحة التى كان يرددها دائمًا، وهى: «لا تغضب، وإذا سألت فاسأل الله، وخيركم للناس أعذركم للناس، ولعل له عذرا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة