"الاختيار 2" أحد أهم الأعمال الدرامية التى كشفت إرهاب جماعة الإخوان وامتلاكها تمويلات ضخمة للإنفاق على أنشطتها الإرهابية ، وهو يوثق حقبة زمنية من أصعب الفترات التي مرت على مصر، وتأثر المشاهدين بشدة من بطولة شهيد الأمن الوطني محمد مبروك كاشف خيانة الإخوان لمصر، كما انتابتهم حالة حزن بسبب خيانة ضابط المرور محمد عويس الذى أرشد التنظيمات المتطرفة عن خريطة اتجاهات وتحركات الشهيد مبروك لينفذوا خطة اغتيالهم الخسيسة، وذلك مقابل رشوة قدرها مليونى جنيه، أى أن جماعة الإخوان الإرهابية ومن معها من تنظيمات متطرفة أعطت ضباط المرور رشوة قدرها مليوني جينه مقابل تنفيذ عملية إرهابية وأحدة، ليبقى التساؤل كم تمتلك هذه التنظيمات الإرهابية من ثروات مالية؟
بدوره قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي،: تنظيمات دينية متطرفة تمتلك ميزانية دول، ولعل الدعم المادي الذي تقدمة دول بعينها لهذه التنظيمات هو سر بقاءها من ناحية وأحد أسباب انتشار الإرهاب بالصورة المروعة التي شهدتها البلاد بعد عام 2013.
وأضاف، أن أحد أهم معوقات مواجهة الإرهاب في مصر تلك الدول التي تدعم المتطرفين سواء من خلال استضافة أمراء هذه التنظيمات على أراضيها أو من خلال تقديم دعم مادي، يستطيع من خلاله هؤلاء المتطرفين تدبير الاحتياجات المالية التي تمكنهم من تنفيذ العمليات الإرهابية، ومن ثما تهديد أمن البلاد، وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة؛ فمواجهة الإرهاب تستلزم مواجهة الدول الداعمه له تثمر هذه المواجهة عن نتائج.
ولفت، أن أجهزة الأمن والمعلومات في مصر تقف بالمرصاد لهذه التدفقات المالية التي دعمت الإخوان عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، ولعل وقف وتيرة العمليات الإرهابية مرتبط بنجاح الأجهزة الأمنية بوقف الدعم المالي المتدفق، وبالتالي ينقطع أكسجين الحياة عن هذه التنظيمات، وهو ما حدث بالفعل.
وذكر، أن أجهزة الأمن رصدت عشرات الملايين من الدولارات تم تحويلها للإخوان أثناء وجودهم في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وتم استخدام هذه الأموال في إثارة الفوضى وتهديد أمن البلاد، الدول التي كانت تدعم التنظيمات الدينية في مصر فتحت جسر من الدعم المالي لا ينقطع بغرض الاستمرار واسقاط الدولة مهما كان الإنفاق.
وأكد، أن التحويلات المالية التي تقدمها بعض الدول للتنظيمات الدينية تكون قبل تنفيذ العمليات الإرهابية بغرض التجهيز لها، وتتم تحويلات أخرى بعد نجاح العملية وإصابة الأهداف المطلوبة، لك أن تتخيل أن الجماعة قدمت مبلغ 2 مليون جنية على سبيل الرشوة لأحد ضباط المرور، الضابط محمد عويس، من أجل تسريب معلومات لها علاقة بتحركات الشهيد محمد مبروك، وهذا إن دل فإنما يدل على حجم الأموال التي تنفق على تنفيذ الإرهاب، وبالتالي الدعم المالي الذي يُقدم لهؤلاء المتطرفين.
وفي تعليقة على حجم الأموال التي تنفقها بعض العمليات الإرهابية، قال أديب: إن بعض العمليات الإرهابية تتكلف انفاق يصل إلى 20 مليون جنيه، ولذلك لا تجد هذه التنظيمات أي معانة في توفير هذه الأموال أو إنفاقها، فقد يكون توفر هذه الأموال آخر المعوقات التي تواجهها وأقلها.
وأنهى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي حديثه قائلًا: إن حجم الأموال التي تقع تحت يد التنظيمات المتطرفة لا تقل عن ميزانية بعض الدول، فأجهزة استخبارات عالمية تقوم بدعم هذه التنظيمات بشكل دائم ومتواصل، فلم يكن الدعم المالي "ذاتي" لهذه التنظيمات كما كان يحدث في السابق في موجهة الإرهاب سابقًا، وإنما دعم هذه التنظيمات مرتبط بدول كبرى ترغب في تهديد أمن البلاد، ولذلك تحافظ على استمرار هذا الدعم الكبير وعلى تدفقه.
فيما أكد طارق البشبيشى القيادى السابق بالتنظيم، أجاب على هذا السؤال، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية تهتم بالعنصر المالى منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928 قائلا: "يدرك تنظيم الإخواني أهمية المال منذ أيام التأسيس الأولي، وكان حسن البنا يقول المال عصب الدعوات، ويقصد أن المال عصب التنظيم"، مضيفا: "الجماعة اعتمدت علي تجنيد الانصار وجمع الأموال ليستخدموها فى تحقيق أهدافهم التنظيمية".
وكشف "البشبيشى" عن تلقى التنظيم الإخواني تمويلات من الخارج، قائلا: "فى الأيام الأولي لتأسيس التنظيم تم منح حسن البنا دعم مالي من المخابرات البريطانية وساعدوه حتي انتشر التنظيم في كل مكان في مصر، وعندما اصطدم الإخوان مع ثورة يوليو 52 وهربوا خارج مصر، منهم من حط رحاله إلى دول الخليج الغنية وجمعوا الثروات الطائلة، وكونوا مؤسسات وشركات بغرض تحقيق الربح الوفير، وغسيل تلك الأموال التى سيتم استخدامها فى تدعيم أنشطة التنظيم المشبوهة داخل مصر و خارجها".
وتابع: "وهناك قسم آخر من الفارين اتجهوا لأوروبا واحتضنتهم أجهزة المخابرات في تلك الدول، وسمحوا لهم بأنشطة مالية من أجل الحفاظ علي تواجد التنظيم وعدم فنائه بغرض استخدامه في الهيمنة على بلدان الشرق الأوسط وعرقلة أى تقدم أو تنمية حقيقية في البلاد العربية خاصة مصر".
وأكد طارق البشبيشى: يمتلك الاخوان أموالا ضخمة واستطاعوا أن يخفوها عن المتابعة والملاحقة ولكن الآن هناك بعد الدول التي شعرت بالخطورة من تواجد هذا التنظيم علي أراضيها و بدأت في متابعة سير تلك الاموال التي تدعم الارهاب سواء بشكل علني او مستتر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة