وسط مخاوف المراقبين أن يسفر انسحاب أخر جنود الولايات المتحدة رسميًا السبت من أفغانستان، على فترة من انعدام اليقين تزيد فيها شوكة حركة طالبان، بعد 20 عامًا على إرسال القوات الأمريكية إلى هناك. شنت الولايات المتحدة "ضربة دقيقة" في أفغانستان، السبت، دمرت "صواريخ إضافية" كانت تستهدف مطار قندهار، وفقًا لتغريدة من الكولونيل سوني ليجيت، المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، حسبما ذكرت قناة سى إن إن عربية.
وجاءت الضربة ردا على هجوم صاروخى نفذته طالبان على قاعدة أمريكية بولاية قندهار حسبما ذكرت قناة العربية قبل قليل.
كان ليجيت قد غرد في وقت سابق من اليوم بأن مطار قندهار الذي تتمركز فيه بعض القوات الأمريكية "تلقى نيرانًا غير مباشرة بعد ظهر اليوم"، لكنه أضاف أنه "لم يكن هناك إصابات للأفراد أو أضرار بالمعدات".
وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN، إن الضربات الأمريكية كانت من طائرات مقاتلة متمركزة على متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور العاملة في شمال بحر العرب، وكانت موجهة ضد نقاط إطلاق الصواريخ المشتبه بها في الحادث الذي استهدف مطار قندهار.
وقال البيت الأبيض وعدد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها تأتي في الوقت الذي بدأ فيه الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان الذي كان من المقرر أن يبدأ السبت، الأول من مايو/أيار.
وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، الخميس: "الانسحاب جار"، وأنه "في حين أن هذه الإجراءات ستؤدي في البداية إلى زيادة مستويات القوات، فإننا لا نزال ملتزمين بإخراج جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول 2021".
وجمعت وزارة الدفاع الأمريكية قوة حماية كبيرة لإرسال رسالة قوية إلى طالبان مفادها أنها مستعدة للرد إذا هاجموا القوات الأمريكية في طريقهم للخروج. ويتجه نحو 650 من القوات البرية الأخرى، معظمهم من قوة التأمين، إلى أفغانستان في الأيام المقبلة كقوة تغطية لحماية القوات أثناء انسحابها، خاصة من المناطق النائية.
كما ترسل الولايات المتحدة أيضًا مدفعية وأنظمة صاروخية إضافية للجيش لحماية القوة. وستبقى حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور في شمال بحر العرب لشن غارات جوية ضد طالبان إذا لزم الأمر. ونشرت القوات الجوية أيضًا عدة قاذفات من طراز B-52 في منطقة الخليج.
كما حذّر الجنرال سكوت ميللر، قائد القوات الأمريكية وحلف الناتو في أفغانستان، حركة طالبان من مهاجمة القوات الأمريكية لأنها تواصل التحرك نحو الانسحاب الكامل للبلاد بحلول 11 سبتمبر.
وأضاف ميللر: "كما ذكرت سابقًا، ستكون العودة إلى العنف أمرًا لا معنى له ومأساوي، لكن لا نخطئ، لدينا الوسائل العسكرية للرد بقوة على أي نوع من الهجمات ضد التحالف والوسائل العسكرية لدعم قوات الأمن الأفغانية".
وقال ميللر، في بيان بالفيديو في وقت سابق هذا الأسبوع: "سيكون من الخطأ التحرك في هذا الاتجاه".
وكان قال مسئولون أمريكيون فى أفغانستان، ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، أن عملية الانسحاب جارية بالفعل، حيث نقلت المعدات العسكرية منذ أسابيع، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من مايو رمزى قبل كل شيء. وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائى لانسحاب القوات الأمريكية الذى حدّدته الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقًا للاتفاق الموقع مع طالبان فى فبراير 2020 فى الدوحة.
وقالت الوكالة أنه فى الأيام الأخيرة، كانت سماء كابول، وقاعدة باجرام الجوية المجاورة، ممتلئة أكثر من المعتاد بالمروحيات الأمريكية تحضيرًا لهذا الرحيل الكبير الذى سيستكمل بحلول 11 سبتمبر، موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر 2001.
وبدأ الحلفاء فى حلف شمال الأطلسى الخميس سحب وحدات من مهمة "الدعم الحازم" الذى يُفترض أن يحصل بشكل منسّق مع الأمريكيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة