أكرم القصاص

فرصة للدراما المصرية فى زمن «نيتفلكس»!

السبت، 01 مايو 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد سنوات كانت فيها الأعمال تعد على أصابع اليد، الآن نحن أمام كم من المسلسلات وهو أمر جيد، لأنه يفتح أبوابا كثيرة وفرص عمل لآلاف بعيدا عن النجوم، وكانت الدراما دائما سلعة مهمة وجزءا من قوة مصر ولهجتها، وحتى فى أكثر الأحوال تراجعا، كانت الدراما المصرية منتجا مهما، وربما مع مزيد من التنوع والاجتهاد، يمكن أن تتجه ورش السيناريو بعد تجارب ناجحة لتقديم أعمال مصرية طبيعية، يمكن فيها مشاهدة المصريين العاديين بقضاياهم ومشكلاتهم. 
 
بالطبع، فإن هناك أفكارا لامعة أو جذابة بين مسلسلات هذا العام، وإن كانت بعضها تركز على عالم آخر يبدو منعزلا عن عالم المواطن الطبيعى، الذى ليس من سكان الكمباوند ولا من محترفى الجريمة، نتحدث عن طبقة وسطى متعددة الدرجات، تبحث عن نفسها وقضاياها، المفارقة أن هذه الشخصيات تظهر أكثر فى أعمال مثل «الاختيار» أو «هجمة مرتدة»، بينما تتراجع فى باقى الأعمال. 
 
وبالمناسبة، فإن تقديم أفلام ومسلسلات عن عموم المصريين أمر ليس سهلا، ويتطلب قدرات كبيرة وثقافة ممن يتصدون لمثل هذه الأعمال، ويكفى أن المصريين مازالوا يتذكرون ويحبون أعمالا مثل ليالى الحلمية، وأعمال أسامة أنور عكاشة، أو محمد صفاء عامر ومحفوظ عبدالرحمن، أو الأفلام المأخوذة من روايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس، وكتاب مثل جمال الغيطانى، وإبراهيم أصلان، وخيرى شلبى، وعبدالحكيم قاسم، وصنع الله إبراهيم، والأجيال التالية لهم من الكتاب والكاتبات، يمكن أن تكون قماشة لأعمال درامية قادرة على البقاء.
 
بالطبع، فإن تجربة نيتفلكس ومنصات العرض والإنتاج، تغير من شكل ومضامين إنتاج الأفلام والمسلسلات، خاصة أنها تتجه لإنتاج محتوى عربى، وهو أمر لا شك يؤثر بشكل كبير على شكل وأنواع ما يتم تقديمه، وحتى على المضمون الذى يقدم، والذى سيكون له سقف أعلى، فيما يتعلق بالموضوعات والقضايا التى يطرحها، كما أن تعدد منصات العرض سوف يجعل عمليات النقل والاقتباس أكثر صعوبة، لكنه بشكل عام يمثل تحولا يفترض أن تكون المنصات المحلية منتبهة له. 
 
منصات مثل نيتفلكس أو غيرها، تغير بشكل كبير فى نوعية الدراما التى تقدم، وهو تغيير وقع بالفعل من تأثير السوشيال ميديا، وأدوات ومنصات النشر، وبالتالى يتوقع أن يكون تأثير الدراما أعمق، ثم إن هناك تكتلات تتشكل وتمثل خطوات نحو نوع من الاحتكار فى الإنتاج والعرض، وبالتالى اختيار الموضوعات، يضاف لذلك أن تراجع صناعة السينما لدينا يفتح أبوابا لهذه المنصات لكى تملأ هذا الفراغ، وتفتح أبوابا للعمل والإنتاج، وبالتالى يكون لها الحق فى اختيار وفرض موضوعات بعينها.  
 
لكل هذا وبمناسبة هذا الكم من المسلسلات، هناك حاجة لتوسيع المشاركة وإدارة التنوع فى صناعة وإنتاج السينما والمسلسلات، بقوانين وقواعد جديدة تناسب عصرا يتغير بشكل دائم ويفرض قواعده، ولهذا هناك حاجة لأن يتم فتح الأبواب لتجارب وأفكار متنوعة، يمكن أن تمثل تيارا مهما يدعم ويعيد قوة صناعة الفيلم والدراما المصرية عموما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة