قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن التصعيد فى العنف فى إسرائيل والقدس الشرقية وغزة كان مفاجئا لكنه متوقعا، فقد أشعله سلسلة أخرى من الصدامات، أبرزها حول حقوق الملكية، وهى دائما حساسة، ثم احتجاجات من الشباب الفلسطينى الأسبوع الماضى وأسفرت عن هذه المشاهد المتفجرة عند المسجد الأقصى، وكان استخدام الشرطة الإسرائيلية للرصاص المطاطى والقنابل الصوتية مستفزا بشكل خاص.
وكان التوقيت عاصفا، فهذا هو الأسبوع الأخير من رمضان، وكان يوم أمس يوم القدس ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967.
ورأت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة ستذكر الكثيرين ببدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل 20 عاما عندما قام آرييل شارون، زعيم المعارضة الإسرائيلية اليمينية آنذاك بالذهاب إلى مجمع المسجد الأقصى. ولم يدخل شارون المسجد نفسه لكنه كان مصاحبا بوفد من حزب الليكود ومئات من أفراد الشرطة مما أدى إلى انتفاضة الشباب الفلسطينى ورد فعل عنيف من سلطات الاحتلال.
وتذهب التايمز إلى القول بأن الأحداث التى شهدتها القدس مليئة بالرمزية، لكن لها أيضا عواقب بعيدة المدى فى جميع أنحاء البلاد والمنطقة. ففى ظل الركود السياسى والاقتصادى للفلسطينيين وطردهم من منازلهم وأراضيهم من قبل المستوطنين اليهود، تكرر الحديث عن انتفاضة ثالثة مرارا فى السنوات القليلة الماضية. وكان السياسيون والمعلقون يقللون من الأمر باعتباره ضد مصالح كافة الأطراف. لكن بعد عقدين من زيارة شارون التى أثارت الانتفاضة الثانية، لا يوجد مؤشرات كثيرة لأى عملية سلام تؤدى إلى الدولة الفلسطينية.
وترى الصحيفة أن هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة وما حدث قبل 20 عاما. ففى عام 2000، كانت الولايات المتحدة، التى فشلت فى التوسط لإبرام اتفاق سلام فى كامب ديفيد، فى فترة تحول من إدارة كلينتون لإدارة جورج دبليو بوش. وفى إسرائيل ، استغل شارون ضعف حكومة حزب العمل وكان يسعى لفرصة لتسليط الضوء على صورته. ونجح الأمر وأصبح رئيسا للوزراء بعدها. والآن، ينتظر الفلسطينيون وإسرائيل والمنطقة بأكملها لرؤية كيف ستكون سياسة إدارة بايدن الخارجية بالنسبة لهم، كما تواجه إسرائيل أزمة سياسية مع تمسك نتنياهو بالسلطة بعد عدة انتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة