تتحرك الدولة المصرية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس، ووقف التصعيد العسكرى الذى تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، وأجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالاً بنظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي مساء اليوم، أكد خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية.
وأكد وزير الخارجية – بحسب بيان لوزارة الخارجية - حرص مصر على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات، وأن التطورات الأخيرة إنما تؤكد على ضرورة أن تستأنف جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأسرع ما يمكن ودون انتظار.
وفى سياق متصل، تلقىَ وزير الخارجية سامح شكري بعد ظهر اليوم اتصاليّن من وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس والممثل الاعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل، تناول خلالهما الوزير شكري تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نتيجة المواجهات في القدس ومع قطاع غزة؛ كما طرح الإجراءات والاتصالات العاجلة الكفيلة بوقف المواجهة والاعتداء على المدنيين والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.
العدوان الإسرائيلى على غزة
وقد شدّد شكري خلال الاتصاليّن على أن ما يجري يؤكد على ضرورة استئناف جهود السلام بما يحمل أفقاً حقيقياً للتوصُل إلى انشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وانهاء الصراع عبر الحل العادل والدائم الذي يحقق استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ويُسهم في استقرار المنطقة.
هذا، ويكثف وزير الخارجية خلال الساعات القادمة الاتصالات بنظرائه في الدول المعنية والمؤثرة في منطقة الشرق الأوسط لإنهاء التأزُم الحالي والعمل للمضي نحو تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يعتبر صراعاً مركزياً يُعد من أهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.
وزير الخارجية سامح شكرى
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء اليوم ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 65 شهيداً و365 اصابة منذ بداية العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وأوضحت الوزارة في تحديث لإجمالي ضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ان 65 مواطنا استشهدوا بينهم 16 طفلا و5 سيدات ومسن واصابة 365 مواطن بجراح مختلفة.
واستشهد اربعة مواطنين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل موعد الافطار في غارة اسرائيلية.
التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان الاستهداف جاء امام مسجد الاحسان بالمخيم والشهداء هم حمزة الهور، محمد شاهين، أحمد القرعة واحمد الطلاع.
وفي خان يونس استشهد طفلان فلسطينيان واصيب ثالث وهما عمار تيسير العمور 11عاما وحمادة عطية العمور 13 عاما جراء قصف من طائرة استطلاع .
وفي حي الشجاعية استشهد مواطنان واصيب ثلاثة اخرين ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى 62 شهيد و320 جريح.
فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى سبعة قتلى وأكثر من 100 جريح، وذلك في قصف للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
إلى ذلك، فرضت الحكومة الإسرائيلية حظر تجول ليلي في مدينة اللد بدأ الساعة الثامنة من مساء اليوم، الأربعاء، فيما شرعت الشرطة بنشر 500 عنصر من وحدات "حرس الحدود" في المدينة في أعقاب إعلان "حالة طوارئ خاصة"، وسط تهديدات بقمع المواطنين العرب.
وامتدت اعتداءات المستوطنين بعد دخول قرار حظر التجول حيّز التنفيذ، إذ تجمع أنصار المتطرفون اليهود في مدينة اللد وشرعوا بسلسلة من الهجمات على مسجد النور والمسجد العمري الكبير وممتلكات المواطنين العرب في المدينة؛ وذلك بحماية الشرطة.
وناشد أهالي اللد، أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48 بالتوجه إلى المدينة لحماية الوجود العربي في المدينة الذين يتعرضون لهجمات مسلحة شرسة من قبل العنصريين المتطرفين اليهود بحماية ومشاركة قوات الأمن الإسرائيلية.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 20 شخصا في المدينة، في حين اعتدى مستوطنون متطرّفون على خيمة عزاء الشهيد موسى حسّونة في المدينة، بالإضافة إلى استمرار استفزازات قوات الأمن. وزعم الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، أن شابا عربيا من بين المعتقلين، كان يحمل سلاحا.
وأكد شهود عيان أن المستوطنين هجموا على المصلين في المسجد العمري الكبير في اللد أثناء صلاة المغرب، وأطلق المستوطنون الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاه المصلين، الأمر الذي دفع المصلين للخروج من المسجد والتصدي للهجمات العنصرية على الوجود العربي في المدينة.
وشن إسرائيليون متطرفون وأعضاء رابطة مشجعي فريق "بيتار القدس" المتطرفة (لا فاميليا)، المعادية للعرب والإسلام، هجومًا عنيفًا على مطاعم ومحال تابعة للعرب في يافا و"بات يام"؛ وفي مدينة طبريا اعتدى المتطرفون الصهاينة على سائق عربي وعمال عرب عاملين في مطاعم ومحال المدينة.
كما اعتدى المستوطنون على منازل العرب المزيّنة بزينة العيد ورمضان في مدينة عكا. كما شن مجموعة من المجندين على العاملين العرب في محطة الوقود الواقعة جنوب باقة الغربية في شارع رقم 6. ووثقت المقاطع المصورة احتشاد المستوطنين قرب "أور عكيفا"، شمال قيسارية، وسط دعوات للاعتداء على العرب في جسر الزرقاء والفرديس والمصالح العربية في البلدات والمدن المحيطة.