"لا ناقة لي فيها ولا جمل" جاءت قصة هذا المثل من الحارث بن عباد الذي رفض المشاركة في حرب البسوس بين تغلب وربيعة، وقد كان سبب الحرب أن كليباً قتل ناقة البسوس، فقام جساس لقتل جمل كليب، لكنَّه قتل كليباً نفسه، فاشتعلت الحرب بين أبناء العمومة.
وربما المثل سالف الذكر يتوافق مع عدد من الحروب والمعارك التى دخلتها مصر وعانت بسببها رغم أننا لم نكن طرفا فيها ولم تمسنا من الأساس لكن حكام مصر فى عصر الأسرة العلوية وفى عصر الاحتلال الإنجليزى، أدخلونا فى الكثير من هذه الحروب، وقبل نحو 197 انتصار الأسطول المصرى على الأسطول اليونانى فى "موقعة ستمبالا"، إذ وقعت فى 23 نوفمبر عام 1824، بناء على طلب السلطان العثمانى من محمد على باشا والى مصر.
جاء طلب السلطان محمود من مُحمد على باشا، والى مصر، أن يمد الدولة العثمانية بأسطوله لإخماد تمرد اليونان؛ فلبى الطلب وأصدر أمره إلى محرم بك، قائد الأسطول المصري، بإعداد سفنه وشحنها بالذخائر والعتاد والرجال وقيادتها إلى مياه اليونان، حيث كان فى عام 1822م اندلعت ثورة كبيرة فى بلاد اليونان ضد الحكم العثمانى.
وكان الدولة العثمانية فشلت بادئ الأمر فى قمع الثوار بحرًا وبرًا وتكبدت خسائر كبيرة، وكان محمد على باشا والى مصر قد بدأ فى تكوين جيش نظامى حديث سبق واستعان به العثمانيون ضد الوهابيين فى الحجاز، واستجاب محمد على باشا وأرسل بعض سفن الأسطول المصرى لبلاد اليونان عام 1822م تحمل أكثر من 5000 جندى بقيادة حسن باشا إلى جزيرة كريت وجزيرة قبرص، ونجحت القوات فى بداية الأمر فى قمع الثورة هناك واستطاعت تحرير السفن التركية المحتجزة.
وبحسب كتاب "الدولة العثمانية فى التاريخ الاسلامى الحديث" للدكتور إسماعيل أحمد ياغى، فإن أهل اليونان ومعظمهم كانوا من المسيحيين الأرثوذكس، قاموا بثورة ضد الدولة العثمانية بتحريض من روسيا والنمسا، وبتشجيع من الجميعات السرية، فقد كلف السلطان محمود الثانى، محمد على باشا والى مصر بإخضاع اليونان، وأصدر السلطان أمرا بتعيين محمد على باشا واليا على شبه جزيرة المورة من بلاد اليونان، وجزيرة كريت، وهاتان المنطقتان مركز الثورة اليونانية.
وسارت جيوش محمد على باشا بحرا من الإسكندرية بقيادة ابنه إبراهيم وانطلق إلى شبه الجزيرة "المورة" وسيطر عليها، واستطاع إبراهيم باشا أن يحرز النصر وأن يفتح مدينة نافارين غام 1824، وأن يدخل العثمانيون أثينا عام 1826م، ثم تدخلت الدول الأوروبية بحجة حماية اليونان بشكل ظاهر، وبحقد صليبى – على حد وصف المؤلف- وعقد صلح مع الدولة العثمانية عام 1826م، غير أن القتال ما لبث أن تجدد بسبب رفض السلطان العثمانى تدخل هذه الدول فى شؤونها الداخلية، وطلبت الدولة الأوروبية من إبراهيم باشا التوقف عن القتال، فرفض طلبها، فاجتمعت أساطيل هذه الدول وقضت على الأسطول العثمانى والمصرى، وقتل ما يزيد عن ثلاثين ألف جندى مصرى، فأمر محمد على ابنه إبراهيم بالانسحاب من اليونان بجنده ورفضت الدولة كل قرارات الدول الأجنبية والخاص بمنح اليونان استقلاله الذاتى ثم الاستقلال التام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة