في السابعة صباحًا تبدأ رحلة رشا محمد اليومية من مصنع الثلج بسرياقوس إلى شوارع شبرا، حاملة ألواح الثلج التي تبيعها لتكسب قوت يومها، الرحلة الطويلة لا تنتهي قبل الثانية بعد منتصف الليل ورغم ضآلة مكسبها الذي لا يتجاوز 2 جنيهًا في كل لوح، إلا أنها تمتن للمهنة التي ورثتها أبًا عن جد وتغنيها عن الحاجة وتساعد زوجها في مواجهة أعباء الحياة خاصة أنه عامل يومية بسيط.
بدأت رحلة رشا، 40 عامًا، مع الثلج منذ الطفولة، حيث كانت تساعد والدها في عمله ورغم أن لها إخوة ذكور إلا أنها كانت من بقيت على العهد مع هذه المهنة.
تبيع رشا ألواح الثلج لمحلات العصائر ومشتريه للاستخدامات المنزلية، وتقول لـ"اليوم السابع" إن أكثرية العمل تكون في الصيف عن الشتاء، أما رمضان فهو موسم للثلج يصل البيع فيه حد 100 لوح ثلج لليوم الواحد.
وعلى الرغم من أن أغلب تعاملاتها اليومية تكون مع الرجال إلا أن شهامة أهل شبرا واحترامهم لبنت منطقتهم شجعها علي إكمال المسيرة وقالت: "مفيش حد بيضايقني علشان ناس شبرا رجالة جدعان جدًا وبيعاملوني كراجل زيهم مش واحدة ست".
وقالت رشا: لدى من الأطفال يوسف وبسنت، ويقوم والدي وابني يوسف بمساعدتي، وقال يوسف، 14 عامًا، إنه يعمل مع أمه في شهور الإجازة وأثناء الدراسة يساعدها بعد انتهاء اليوم الدراسي، وأضاف أشعر بالتعب من حمل ألواح الثلج وأتمنى أن يكون عندي تروسيكل ليساعدني.
وختامًا وجهت رشا رسالة لجميع النساء أن العمل الحلال أيًا كانت طبيعته شرف وليس عيبًا وتابعت: "أطمح بأن يكون لدي محلي الخاص بي ولا أرغب في مساعدة أحد في تحقيق مطلبي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة