تواجه الهند خطرا جديدا ببدء اجتياح الفيروس القرى الصغيرة النائية والمناطق الريفية ذات الإمكانيات الطبية المحدودة للغاية وذلك مع تصدر الهند إحصائيات الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على مستوى العالم في ظل سلالة جديدة من الفيروس ظهرت هناك.
وصورت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير خاص نشرته على موقعها الإلكتروني، الوضع من خلال قرية بانايل في إقليم أتر برديش والتي شهدت ارتفاعا ملحوظا في إصابات فيروس كورونا والوفيات الناتجة عنه خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرية تشهد وفاة أكثر من 20 شخصا يوميا بأعراض عدوى كوفيد-19 خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يعتبر ارتفاعا خطيرا مقارنة بما كانت تشهده القرية من 3 أو 4 وفيات خلال الشهر قبل جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتكرر هذا المشهد في العديد من القرى الأخرى بمختلف أنحاء الهند مع استمرار الفيروس في انتشاره المميت بالمناطق الريفية التي يعيش فيها أكثر من 65% من سكان الهند البالغ تعدداهم 1.3 مليار شخص.
وفي وضعها الحالي، تعتبر الهند هي بؤرة جائحة فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم مع تخطي إجمالي الإصابات 23 مليون إصابة، كما تسجل الهند أكثر من 4 آلاف حالة وفاة يوميا وهو ما يراه الخبراء أقل من الرقم الواقعي.
وتعاني أنظمة الرعاية الصحية في قرى الهند الفقيرة من عجز خطير بل وتفتقر بعض القرى من الأساس للرعاية الصحية، وذلك حتى قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو ما يجعلها غير قادرة على خدمة الحاجات المُلحة لسكانها في الوقت الحالي.
وأوضحت الصحيفة أن أنظمة الرعاية الصحية في المناطق الريفية بالهند تمتلك أطباء مختصين أقل من المطلوب، كما أن مستويات الوعي المنخفضة بين الريفيين حول منع انتشار وتفشي فيروس كورونا وكذلك التوزيع البطئ للقاحات في تلك المناطق يثيران المزيد من القلق.
ولفتت الصحيفة إلى أن إقليم أتر برديش بالتحديد يقع في مركز تلك الأزمة المتفشية، حيث يعيش فيه 230 مليون شخص ويعتبر واحدا من أفقر وأقل أقاليم الهند نموا.
وخلال الأسبوع الجاري، عثر المسؤولون المحليون على عشرات الجثث الطافية في نهر الغانج التي يُعتقد أنهم توفوا بسبب عدوى فيروس كورونا على مقربة من مناطق بإقليم أتر برديش والإقليم المجاور له، وهو ما أثار مخاوف من أنه يتم إلقاء الجثث في النهر بسبب اكتظاظ أماكن الحرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة