أكرم القصاص - علا الشافعي

100 قصيدة شعر .. "لك الحمد مهما استطال البلاء" صبر بدر شاكر السياب على المرض

الأحد، 16 مايو 2021 06:00 ص
100 قصيدة شعر .. "لك الحمد مهما استطال البلاء" صبر بدر شاكر السياب على المرض الشاعر بدر شاكر السياب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد بدر شاكر السياب واحدًا من أشهر الشعراء العرب فى القرن العشرين، ولد عام 1926م، فى يوم وشهر مجهولَين حتى بالنسبة للشاعر نفسه، فقد نسى والده عند تسجيله تاريخ مولده بالتحديد، وكانت ولادته فى قرية صغيرة وبسيطة جدا، ذات طبيعة خلابة تقع جنوب العراق وتسمى (جيكور).
 
بدأ السيّاب كتابة الشعرية عندما كان شاباً صغيراً، فبدأ بنظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة، ثم تحوّل إلى الشعر الفصيح محتذياً بشعراء المدرسة الرومانسية، إلا أن شعره لم يتميز بشيء جديد فى تلك المرحلة، ولم يتفرد بشىء لا سيما فى بناء القصيدة، وقد أنتج حينها ديوان (أزهار ذابلة)، وديوان (أساطير)، وعند نهاية الحرب العالمية الثانية ومع دخول ثقافات مختلفة إلى البلاد بدأ السياب مرحلة جديدة من شعره امتازت بغزارة الإنتاج، حيث وضع عدة دواويين شعرية أهمها: (أنشودة المطر) و(المعبد الغريق)، و(منزل الأقنان)، و(شناشيل ابنة الجلبي)، وفى تلك المرحلة بدأ ينأى بشعره عن منحنى الشعر التقليدى القديم، ويسعى لبناء أنماط جديدة للقصيدة، فأصبح فى مقدمة الشعراء المجدّدين فى الشعر العربى الحديث، وفى نهاية الأربعينيات وضع أول قصيدة له بأسلوبٍ جديدٍ من حيث الوزن والقافية افتتح بها مشروعه الحداثى وهى قصيدة (هل كان حباً).
 

قصيدة سفر أيوب

لكَ الحـَمدُ مهما استطالَ البـــلاء

ومهمــا استبـدٌ الألـم
لكَ الحمدُ إن الرزايـا عطـــاء
وإن المَصيبــات بعض الكـَـــرَم
ألم تُعطنى أنت هذا الظلام
وأعطيتنى أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
شهور طوال وهذى الجـِـــراح
تمزّق جنبى مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى.
ولكنّ أيّوب إن صاح صــــــاح
لك الحمد، ان الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمٌ إلى الصدر ِ باقتــها
هداياكَ فى خافقى لا تَغيــب
هاتها ... هداياكَ مقبولــةُ
أشد جراحى وأهتف
بالعائديــن
ألا فانظروا واحسدونــي
فهذى هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينى حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك دارى سناك.
جميل هو الليل: أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد
وغابات ليل السُّهاد، الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر
وإن صاح أيوب كان النداء
لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتبـا بعد ذاكَ الشفـــاء









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة