وأضاف وانغ خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي تناولت الموقف الصيني بشأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الحالي، أن الصين ستواصل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني بالسعي من أجل استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة، وستدعم الحل العادل للقضية الحالية من خلال الحوار السياسي وستدعم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في لعب دور فعال في هذا الصدد.
وتابع قائلا "أنه في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بشكل متواصل، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وهو أمر محزن".. معتبرا أن السبب الجذري لتدهور الوضع هو عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية منذ فترة طويلة.
وأضاف "في السنوات الأخيرة، انحرفت عملية السلام في الشرق الأوسط عن مسارها الأصلي ولم تطبق قرارات مجلس الأمن بجدية، خاصة انتهاك حق الشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة بشكل متواصل، إضافة إلى معاناة الشعب الفلسطيني التي أدت إلى تكثيف المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية والنزاعات المتكررة، وإنه كما ثبت بشكل واضح، دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لن تتمكن فلسطين وإسرائيل وكذلك الشرق الأوسط من التوصل إلى سلام حقيقي".
وأشار وانغ إلى أن الأمر الملح الآن هو وقف إطلاق النار ووقف العنف، وتقع مسؤولية تهدئة الوضع على كاهل مجلس الأمن، وبما أن الصين تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مايو، فإنها دفعت المجلس إلى عقد جلستين للمشاورات الطارئة بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأعدت بيانا صحفيا، في محاولة لدفع المجلس نحو اتخاذ تحركات في هذا الصدد.. داعيا جميع أعضاء مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم وبذل جهود فعالة للحفاظ على السلام والأمن الإقليميين.
ونوه وانغ إلى أن الطريق النهائي إلى حل القضية الفلسطينية يكمن في تنفيذ حل الدولتين.. وقال "ستستضيف الصين اجتماعا مفتوحا في مجلس الأمن بشأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتتطلع إلى صوت موحد لجميع الأطراف بشأن هذه القضية.. وأن الصين تتبنى وجهة نظر وهي أنه يتعين على مجلس الأمن إعادة التأكيد على حل الدولتين، وحث الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف محادثات السلام على أساس حل الدولتين في أقرب وقت".
وحول العلاقات الثنائية والقضية الأفغانية، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إن العلاقات الصينية-الباكستانية أصبحت نموذجا للتعاون الودي بين الدول، وإن الصين ستواصل الوقوف بقوة مع باكستان في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) حتى تنتصر باكستان في المعركة ضد المرض بشكل كامل.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع باكستان لتكثيف الجهود من أجل تنفيذ نتائج مؤتمر وزراء خارجية الصين وأفغانستان وبنجلاديش ونيبال وباكستان وسريلانكا بشأن (كوفيد-19)، الذي عقد عبر الفيديو، ولعب دور أكبر في التعافي الاقتصادي على الصعيد الإقليمي.
واعتبر وانغ أن الانسحاب الذي وصفه بـ "المتسرع" للقوات الأمريكية من أفغانستان أثر بشدة على عملية السلام المحلية الأفغانية وأثر سلبا على الاستقرار الإقليمي، وأنه في ظل هذه الظروف، تتطلع الصين إلى لعب الأمم المتحدة دورها الواجب، وإلى إيلاء منظمة شنجهاي للتعاون المزيد من الاهتمام بالوضع، وتعزيز جيران أفغانستان للاتصالات، والتحدث بصوت واحد، واتخاذ إجراءات منسقة.
وأضاف وانغ أن الصين تدرك وتقدر جهود باكستان لتحقيق السلام في أفغانستان، وتدعو جميع الأطراف في أفغانستان للتوصل إلى ترتيب سياسي مقبول لجميع الأطراف في إطار "عملية أفغانية يقودها الأفغان"، والسعي بشكل مشترك نحو مسار إنمائي يتناسب مع الظروف الوطنية لأفغانستان.
وتابع أنه في ظل الظروف الراهنة، يتعين على الصين وباكستان مواصلة تعزيز التنسيق الاستراتيجي من أجل ممارسة تأثير أكثر إيجابية على عملية السلام في أفغانستان وحماية السلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي بشكل مشترك.
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن بلاده تتفق مع الموقف الصيني بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الحالي، وتدعم حل الدولتين والقضية العادلة للشعب الفلسطيني، وتؤيد دعم حل من خلال الحوار والتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعرب قريشي عن تقدير باكستان بشدة لموقف الصين الداعم للعدالة في مجلس الأمن، وأن بلاده تعتزم تعزيز الاتصال والتنسيق مع الصين للعثور على سبل لتحقيق وقف إطلاق النار وتخفيف العنف وكذلك تهدئة الوضع.
وبشأن العلاقات الثنائية وأفغانستان، عبر قريشي عن أمله أن تواصل بلاده تعزيز التعاون في مكافحة (كوفيد-19) مع الصين.. مؤكدا ضرورة مغادرة القوات الأمريكية وقوات "الناتو" أفغانستان بطريقة منظمة ومسؤولة، وأن بلاده تدعم الدول المجاورة لأفغانستان في لعب دور أكبر إزاء المضي قدما في عملية السلام في أفغانستان.
كما أعرب عن استعداد باكستان لتعزيز الاتصال والتنسيق مع الصين في إطار آليات، مثل الحوار الثلاثي بين باكستان والصين وأفغانستان، للمضي قدما بعملية السلام والمصالحة في أفغانستان.