قال سامح شكرى، وزير الخارجية، أن العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يقع ضحيتها أعداد كبيرة من الفلسطينيين، على نحو يهدد مستقبل السلام والاستقرار فى المنطقة، ويدعو مجلس الأمن حثيثا لأن يلتفت لهذا الوضع المتأزم وأن يرتقى إلى حجم المسئوليات الملقاة على عاقته لإنهاء الصراع الحالي.
أضاف سامح شكرى، فى كلمته أمام مجلس الأمن، أن التهدئة المأمولة ستتيح للجميع التقاط أنفاسهم والتفكير مليا فى الأسباب التى أوصلتنا للنقطة الحالية، واستخلاص العبر والاستنتاجات المنطقة التى طالما طرحتها مصر، وهى أنه لا سلام فى المنطقة دون إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، متابعا: "ونحن هنا لا نحتاج إلى إعادة اختراع.. فالحل موجود إذ أن حل الدولتين رغم كل شيء لا زال هو الخيال العملى الوحيد الذى ترتضيه كافة الأطراف".
وأكمل: "إن ما يتعرض له الاستقرار الإقليمى اليوم من اهتزاز، لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة مباشرة لسيادة مناخ من الاحتقان والإحباط تولد عبر سنوات وسنوات من التراجع المنتظم لكل جهد حقيقى لإحلال السلام فى المنطقة، ولعل فى أحداث الأسابيع القليلة الماضية ما يقدم تفسيرا لما وصلنا إليه اليوم، إذ عانت الأراضى الفلسطينية المحتلة على مدار الشهور الماضية، تدهورا كبيرا على كافة المستويات حيث شهدت الضفة الغربية بما فى ذلك القدس الشرقية توسعا كبيرا فى النشاط الإستيطانى وتزايدا فى حالات التهجير القسرى للفلسطينيين، واستمرارا لسياسة مصادرة الأراضى وهدم المنشآت والمنازل الفلسطينية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصلت الممارسات الإسرائيلية إلى حد انتهاك حرمة الشهر الكريم وشاهدنا جميعا كيف تحولت باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة حرب لا تليق بالمقدسات وأماكن العبادة والأديان السماوية الثلاثة فى كل الأحوال".
وتابع: "نظرا لاستشعار مصر لحجم المسئولية الملقاة على عاتقها تجاه أشقائها العرب، وإيمانا منا بضرورة بأهمية القيام بدورنا الأصيل فى صيانة الأمن والسلم الإقليميين فقد سعت مصر منذ اللحظة الأولى وعبر اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف المعنية للوقف الفورى لإطلاق النار إنقاذا لأرواح الأبرياء التى تسقط كل يوم وتمهيدا لإحياء مفاوضات سلام حقيقية وجادة تستهدف الوصول لحل جذرى للقضية الأساس بدلا من الارتكان للوضع الهش الحالى، الذى لم ينتج سوى دائرة مفرغة من العنف المتكرر يدفع ثمنها الأبرياء".