جلسة طارئة عقدها البرلمان العربى، اليوم الأربعاء، تناول فيها التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي غير المبرر، وما شابه من انتهاكات صارخة، بدءً من محاولات تهجير سكان حى الشيخ جراح في القدس، وهى الخطوة التي تهدف إلى تجريد المدينة المقدسة من هويتها العربية، مرورا بالاعتقالات وحتى القصف المتكرر على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي أدت في مجملها إلى انتفاضة دولية، ودعوات متواترة للتهدئة.
وحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المشاركة بكلمة مسجلة إلى البرلمان العربى، تم بثها خلال الجلسة، أكد فيها أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، وأنه بدونها لن يكون أن هناك سلام أو استقرار في المنطقة أو العالم.
وشدد أبو مازن على أن القدس أثبتت مرةً أخرى أنها الأساس الذي يجتمع عليه شعبنا وتلتف حوله جماهير أمتنا العربية والإسلامية، فلا قيمة لشيء بدونها.
جانب من اجتماع البرلمان العربى
وحول العدوان المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة، أكد أن ما تقوم به دولة الاحتلال الآن في القطاع، إرهاب دولة منظم، وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، وأنه لن يتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.
ولعل الدور الكبير الذى لعبته مصر، منذ بداية الأزمة، على الصعيدين الدبلوماسي والإنسانى، كان محلا كبيرا للإشادة الدولية، خاصة فيما يتعلق بفتح المستشفيات أمام المصابين، أو المبادرة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى لإعادة إعمار غزة، بمبلغ 500 مليون دولار، في انعكاس كبير للمسئولية التي تضعها مصر على عاتقها، ليس فقط على المستوى السياسى، وإنما تمتد إلى أفاق أخرى، منها ما هو اقتصادى، وإنسانى، في ظل المعاناة الكبيرة التي يشهدها الفلسطينيين.
رئيس البرلمان والأمين العام لجامعة الدول العربية
من جانبه، أشاد رئيس البرلمان العربى عادل بن عبد الرحمن العسومى، في كلمته أمام الجلسة الطارئة، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح المستشفيات المصرية أبوابها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم، وإعلانه تقديم مبلغ نصف مليار دولار كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، في ظل تطورات بالغة الخطورة، تمثلت في تصاعد وتيرة الانتهاكات المُمنهجة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
بينما تبقى الجامعة العربية أحد أهم رؤوس الحربة، في مجابهة الانتهاكات الإسرائيلية عبر سياسة "الحشد الدولى"، والتي تتبناها منذ اللحظة الأولى، عبر عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب، لم يكتفى بالإدانة أو الشجب، والتي تصدرت بالطبع أروقة السياسة العربية، وإنما أصدر عدة قرارات، أهمها تشكيل لجنة وزارية عربية، يكون منوط بها التواصل مع الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، والدول الأخرى ذات النفوذ الدولى، من أجل تجييش المجتمع الدولى وراء الحق الفلسطيني.
أحمد أبو الغيط
تحركات الجامعة العربية لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى العديد من الخطوات الأخرى، أهمها دعوة المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك بشأن الانتهاكات الإسرائيلية، وفتح التحقيقات، تمهيدا لتقديم المسئولين عنها إلى المحاكمة، وهو ما يمثل ورقة ضغط مهمة على الجانب الإسرائيلي في المرحلة الراهنة.
ففي كلمته أمام جلسة البرلمان العربى، قال أبو الغيط، والذى حرص على ارتداء الكوفية الفلسطينية، إن القرار الذى أصدره مجلس وزراء الخارجية العرب هو في حقيقته لنصرة فلسطين ونضالهم النبيل ودعم صمودهم في مواجهة جرائم الاحتلال، بينما يتواصل العمل الدبلوماسى، في أروقة الأمم المتحدة، ومع عواصم القرار الدولى، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية للفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم.
أبو الغيط فى كلمته أمام البرلمان العربى
وأضاف أبو الغيط أن القرار العربي يتضمن خطة للتحرك تشارك فيها كافة أذرع العمل العربي المشترك، ومن بينها برلمانكم الموقر، إذ يتوجب علينا جميعاً العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع كافة الفاعليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في كافة الدول، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته، ودعوة العالم للتضامن الحق الفلسطيني، معتبرا أن بيوت الشيخ جراح ذات أهمية استراتيجية، وأن الفلسطينيين المرابطين الصامدين، الذين لم يقبلوا أن يُطردوا بليل من بيوتهم يعرفون أنه لو نجح المستوطنون في تفريغ الشيخ جراح من سكانه اليوم، فغداً يأتي الدور على سلوان ووادي الجوز وغيرها من أحياء القدس العربية، وأنه لن يمر وقتٌ طويل قبل أن تتهود القدس.
السفير حسام زكى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة