تربط مصر بصندوق النقد الدولى قصة نجاح كبيرة، أشاد وما زال يشيد بها العالم سواء فيما يتعلق بالحصول على التمويلات المطلوبة، أو سبل إنفاق تلك التمويلات في مساراتها الاقتصادية المناسبة، وهو ما جعل من مصر نموذجا يحتذى به عالميا.
واليوم في باريس، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الشعب المصري كان له الدور الرئيسي في نجاح جهود الدولة في تنفيذ عملية الإصلاح، بوعيه وإدراكه لحتمية الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها في هذا الإطار، بما ساهم في إحراز تقدم أكدته المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري بشهادة البيانات الرسمية لصندوق النقد الدولي، وتحسن التصنيف الائتماني لمصر من قبل المؤسسات الدولية المتخصصة، خاصةً خلال جائحة كورونا التي شهدت ركوداً اقتصادياً على المستوى العالمي بينما سجل الاقتصاد المصري نمواً إيجابياً لافتاً خلال تلك الفترة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، بالعاصمة الفرنسية باريس مع "كريستالينا جورجييفا"، مدير عام صندوق النقد الدولي بحضور سامح شكرى وزير الخارجية ومحمد معيط وزير المالية ، وهو اللقاء الثالث الذى يجمعهما منذ تولى جورجييفا منصبها .
وأوضح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن "جيورجييفا" أكدت من جانبها تطلع صندوق النقد الدولي إلى مواصلة علاقات التعاون المتميزة مع مصر والتي تعد قصة نجاح ونموذجاً يحتذى به، مشيدةً بالأداء الاقتصادى المصري رغم جائحة كورونا، فضلاً عما حققه من مستهدفات اقتصادية وهيكلية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، إلى جانب ما أظهره من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية الناجمة عن جائحة كورونا، وكونه من أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم مؤخراً، أخذاً في الاعتبار التحسن الجاري في المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، وكذا تنفيذ المشروعات الاستثمارية القومية العملاقة، فضلاً عن عودة تنامى قطاع السياحة تدريجياً.
ولا شك أن العلاقة القوية بين مصر كدولة رائدة في منطقتها وصندوق النقد يرجع الى الثقة التامة في جهود مصر الاقتصادية بدليل التحسن الكبير في مؤشرات الاقتصاد المصرى، بل يكاد يكون الاقتصاد المصرى الوحيد الذى يحق نموا إيجابيا خلال جائحة كورونا وكان أعلى ثالث اقتصاد نموا في العالم بعد الصين والهند .
وبالعودة إلى الوراء قليلا وقبيل انتخاب كريستالينا لمنصبها الرفيع بدأت جولتها الخارجية بزيارة مصر ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وقالت "اخترت مصر كمحطة أولى مهمة في جولتى الخارجية لحشد الدعم.. والقاهرة نموذج يحتذى به في تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح الاقتصادي".
الرئيس يستقبل كريستالينا قبيل توليها الصندوق
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن رئيسة البنك الدولى أكدت خلال لقائها مع الرئيس حرصها على أن تكون مصر اولى محطاتها الخارجية فى حملة ترشحها لمدير صندوق النقد الدولى على خلفية نجاح التجربة المصرية بقيادة الرئيس فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل خلال السنوات الثلاث الماضية على نحو جعل من مصر نموذجًا يحتذى به فى هذا المجال.
وأوضح المتحدث الرسمي أن "جورجييفا" أكدت من جانبها حرصها على اختيار مصر كمحطة أولى هامة في جولتها الخارجية لحشد الدعم لترشحها لمنصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وذلك على خلفية قصة نجاح التجربة المصرية في التعاون مع الصندوق في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل خلال السنوات الثلاث الماضية، والذي نفذته مصر بشكل ممتاز وبالتزام كامل، مشيدةً بما تحقق في هذا الإطار من نتائج إيجابية واقعية انعكست في رفع معدلات النمو وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإقامة المشروعات التنموية على نحو جعل من مصر نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح الاقتصادي.
كما أكدت "جورجييفا" سعيها لأن يتضمن عمل صندوق النقد الدولي في الفترة المقبلة تشجيع الدول المتقدمة على انتهاج سياسات اقتصادية منفتحة ومتجاوبة مع الخطط التنموية للدول النامية، بما في ذلك تسهيل التجارة وحركة الاستثمارات.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بلقاء "جورجييفا"، مؤكداً اهتمامه بالتشاور المستمر مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية انطلاقاً من حرص مصر على دفع التعاون معها كشريك استراتيجي، وذلك في إطار العمل على دعم الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية في مصر، والتي تمثل نهجاً استراتيجياً لتحقيق تنمية حقيقية مستدامة بكافة محاورها الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول فرص التعاون التنموي في أفريقيا اتصالاً بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث أوضحت "جورجييفا" تطلعها للتشاور مع مصر بشأن خطط صندوق النقد الدولي للتمويل التنموي في أفريقيا، لا سيما في قطاعات البنية الأساسية والتعليم وسيادة القانون، وذلك للاستفادة من تجربة مصر الناجحة والملهمة مع الصندوق، والتي تتم بإدارة ناجزة ورؤية سياسية شاملة، الأمر الذي يوفر ذات عناصر النجاح لخطط الصندوق المستقبلية في أفريقيا، خاصةً في ظل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية.
في هذا الإطار، أكد الرئيس الجهود المصرية لدعم سياسات التمويل التنموي بالمشاركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق النمو الشامل في القارة، وذلك من خلال إقامة المشروعات التنموية التي تساهم في تطوير البنية الأساسية وتعزيز التكامل والاندماج بين الدول الأفريقية، خاصةً في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وربط الطرق والسكك الحديدية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحصين المجتمعات الأفريقية ضد الفكر المتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذلك يوفر واقع جديد أفضل ويمنح الأمل للأجيال الأفريقية القادمة.
وأكد الرئيس في هذا الصدد، أهمية أن تكون أفريقيا في قلب اهتمامات القيادة الجديدة للصندوق، وأن يكون للقارة صوتاً مسموعاً فيما يتعلق بتوجهات وأولويات مؤسسات التمويل الدولية بشكلٍ عام، خاصةً وأن القارة أثبتت على مدار السنوات الماضية جديتها في تحقيق تقدم اقتصادي ملموس ينقلها إلى مصاف الشريك الاقتصادي الحقيقي في قطاعات البنية الصناعية والخدمية الدولية.
من جانبها، أعربت المدير العام لصندوق النقد الدولى عن امتنانها للدعم الذى تلقته من مصر لاختيارها فى منصبها الجديد، وطلبت نقل تحياتها وتهانيها للرئيس عبد الفتاح السيسى على النجاح المذهل الذى حققه برنامج الإصلاح الاقتصادى، وفى ظروف لم تكن سهلة، مشيرة إلى حديثها فى خطبة هامة لها منذ يومين وأنها استخدمت مصر كنموذج لامع للدول التى طبقت برنامج إصلاح قوى وناجح.
وأضافت أن ما حققته مصر فى تطبيقها المتميز للإصلاحات الاقتصادية لم يكن مفيدًا لمصر فقط، وإنما أيضًا فيما يخص مستقبل عمل الصندوق مع دول أخرى، بعدما باتت مصر نموذجًا يسعى الصندوق لاحتذائه مع دول العالم التى ترغب فى تبنى برامج إصلاح اقتصادى. وأشادت بالفريق الحكومى المصرى المسئول عن تطبيق وتنفيذ برنامج الإصلاح وما قام به من جهود متميزة.
وأكدت جورجييفا تطلعهم لتدشين برنامج تعاون قوى مع مصر خلال الفترة القادمة، من أجل الحفاظ على النجاحات التى حققها برنامج الإصلاح، والمساهمة فى العمل على تعزيز الإصلاح الهيكلى.
وأضافت أن ما أبهرها خلال زيارتها الأخيرة لمصر هو حجم الالتزام الكبير من جانب رئيس الجمهورية والحكومة للقيام بكل ما من شأنه تحقيق التطوير المنشود فى مصر، فى إطار رؤية متكاملة لمستقبل مصر، لكن مع ذلك فإن هناك حاجة لأن تتواكب المستويات الحكومية الأقل مع هذا القدر من الالتزام، وتعمل بنفس مستوى الحماس، حتى يتسنى تحقيق النتائج المرجوة.
وفى هذا الصدد، أشارت إلى أهمية أن يتضمن البرنامج الجديد تعاونًا فى مجال بناء القدرات وتحسين الأداء للكوادر المصرية.
وتطورت العلاقة بين مصر وصندوق النقد ولا سيما في ظل التزام مصر بكافة تعداتها واحداث تحسنا كبيرا في الاقتصاد، وهو ما قوبل بإشادة من كافة المؤسسات الدولي ومن جورجييفا نفسها
وقالت كريستالينا جورجيفا، مدير عام صندوق النقد الدولى، إن مصر استخدمت قيمة القرض المقدم من صندوق النقد الدولى بقيمة 12 مليار دولار بشكل فعال، وهو ما انعكس على مؤشرات الاقتصاد بشكل إيجابى، وسط دعم كبير لبرامج الحماية الإجتماعية، لافتة إلى أن مصر عازمة على استمرار العمل فى الإصلاحات مؤكدة أن ترشيد دعم الطاقة مكن الحكومة من توفير المزيد من الأموال للتعليم والصحة والاستثمار فى التنمية البشرية.
وأكدت مدير عام صندوق النقد الدولى، أن هناك مؤشرات إقتصادية هامة حققتها مصر خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تم على مدار السنوات الثلاثة الماضية أبرزها تراجع نسبة الدين العام إلى 8% من الناتج المحلى الإجمالى بالإضافة إلى تراجع البطالة والتضخم، مؤكدة أن صندوق النقد الدولى يبحث ويدرس حاليا أوجه التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة.
كما قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن مصر ستكون الاقتصاد الوحيد بين الدول العربية، الذى سيحقق نموا هذا العام، حيث أشارت إلى الاقتصاد المصرى سينمو بنسبة 2% فى 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة