يا مَنْ أحبُّ لقاءه سِرًّا وأزوى عنه جَهرا
إنَّ العيونَ بمرصدٍ لى فى هواك وأنت أدرى
من ذا يتيه على الجمال وأهله بالتيه أحرى
الشمس تحيى بالضياء لحاظنا فنغضُّ قسرا
كن فى الملاحة والصبا لقلوبنا فخًّا ووكرا
واغنم بحسنك حبنا واقنع بهذا الحب أجرا
كان والد العقاد موظفا بسيطا فى إِدارة السجلات، اكتَفى العقَاد بحصوله على الشهادة الابتدائية، غير أنه عكَف على القراءة وثقّف نفسه بنفسه؛ حيث حوت مكتبته أَكثر من ثَلاثين ألْف كتاب، عمل العقَاد بالعديد من الوظائف الحكومية، ولكنه كان يبغض العمل الحكومى ويراه سجنا لأَدبه؛ لذا لم يستمر طويلاً فى أى وظيفة التحق بِها، اتَّجه للعملِ الصحفى؛ فعمل بجريدة "الدستور"، كما أَصدر جرِيدةَ «الضياء»، وكتَب فى أَشهر الصحف والمجلات آئذاك، وهب العقَاد حياتَه للأَدب؛ فلَم يتزوَج، ولكنه عاش قصص حب خلد اثنتَينِ منها فى روايته "سارة".
يا من إلى البعد يدعونى ويهجرنى أَسْكِتْ لسانًا إلى لقياك يدعوني
أسكتْ لسانَ جمالٍ فيك أسمعه فى كل يومٍ بأن ألقاك يغريني
أبالجمال تنادينى وتجذبنى وبالمقال تجافينى وتقصيني؟
هيهاتَ لستُ بسالٍ عنك ما نطقت فيك المحاسن فانظر كيف تسليني
أعصيك أعصيك لا آلوك معصيةً ولست أعصى جمالًا فيك يحييني
إذا شيَّعونى يوم تُقضى منيتى وقالوا أراح الله ذاك المعذَّبا
فلا تحملونى صامتين إلى الثرى فإنى أخاف اللحد أن يتهيبا
وغنوا فإن الموتَ كأسٌ شهية وما زال يحلو أن يُغَنَّى ويُشربا
وما النعشُ إلا المهدُ مهدُ بنى الورى فلا تُحزنوا فيه الوليد المغيبا!
ولا تذكرونى بالبكاء وإنما أعيدوا على سمعى القصيد فأطربا
منحه الرئيس المصرى جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية فى الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، وتوفى العقاد فى 26 شوال 1383 هـ الموافق 12 مارس 1964 ولم يتزوج أبدًا.