سحر لايقاوم ما أن يصل السائحون لأرض الأقصر لزيارة المقابر والمعالم الفرعونية فى البر الغربي، حيث يبحثون عن أماكن لشراء الهدايا لأحبتهم من مصانع الألباستر المنتشرة فى مختلف أرجاء مدينة القرنة على بعد أمتار من المعالم الآثرية.
وبأدوات بسيطة وآلات بدائية ومهارة عامل أقصرى مختلفة تماماً، تظهر للنور أدق وأروع التماثيل الفرعونية والتحف المتنوعة البديعة بجودة عالية وألوان مبهجة للأفواج السياحية، تلك هى صناعة الألباستر اليدوية الشهيرة فى مدينة القرنة بالبر الغربى بمحافظة الأقصر.
ورصد "اليوم السابع" عمليات تصنيع وتجهيز التحف الفرعونية بداية من الأحجار ووصولها من جبل البر الغربى بمدينة القرنة، حتى تجهيزها وتشكيلها للتحف المختلفة لتقديمها للجمهور من السائحين الأجانب والمصريين خلال زيارتهم لمحافظة الأقصر فى المواسم السياحية المختلفة، حيث يقول أحمد العترة صاحب مصنع ألباستر بالبر الغربي، لـ"اليوم السابع"، أنه يتم داخل المصنع والورشة صناعة التحف التاريخية بمختلف أشكالها، وهى المهنة التى توارثها الأجيال على مر العصور، فقبلهم بآلاف السنين أتقن تلك المهنة القدماء المصريين وهى الفن التراثى وصناعة التحف من مختلف الأدوات حجارة وبازلت وذهب وغيرها هم القدماء المصريين، حيث إن الأسر الفرعونية المختلفة أنجبت أمهر الفنانين على مدار التاريخ وورثها منهم حالياً نجوم تلك المهنة فى البر الغربى بمحافظة الأقصر.
وأضاف صاحب المصنع، أنه يتم صنع وتشكيل التماثيل والتحف الفرعونية المختلفة المقلدة كما كانت فى العصور الفرعونية، حيث يصنع الجعران والخنجر والتوابيت الصغيرة وعلب مجوهرات صغيرة بداخلها جعران أو توابيت ملكية صغيرة تكون هدية، وغيرها من التحف الفرعونية المصنوعة يدوياً من الحجارة، مؤكداً على إن المرمر أو الألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد منه نوع ذو لون برتقالي، وتتكون تركيبة المرمر من الجبس، وتركيبه الكيميائى كبريتات الكالسيوم CaSO4 · 2 H2O، ولكن يتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعياً، وقد استعمله القدماء فى نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة.
وأوضح أحمد العترة، أن صناعة الألباستر تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، وتوارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، مؤكداً أنه يتم صناعتها بطرق مميزة للغاية درسها أبناء المهنة على أيدى أجدادهم، حيث أنه يتم استخدام معدات خفيفة كالشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج فى أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة بالمتحف المصرى هى من الألباستر، ومن أنواعها الألباستر البازلت وهو حجر أسود بركانى، والجرانيت والحجر الجيرى والذى يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى بنور الصباح حيث أنه ينير فى الظلام.
ويقول الحاج أحمد الشهير بــ"بيكاسو" أحد أشهر الصناع فى مصانع غرب الأقصر، إن تلك المهنة تراثية وتعتبر إحدى أهم الصناعات اليدوية فى المجال السياحي، حيث تبدأ تشكيل التحف بجلب الحجر الخام من الجبل فى مدينة القرنة بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الشرطة، حيث يوجد بالأقصر العديد من جبال الألبستر والأحجار بأنواعها وألوانها المختلفة فى البر الغربي.
وأضاف بيكاسو لـ"اليوم السابع"، أنه تم إطلاق هذا الإسم عليه لقدرته الكبيرة على تشكيل ورسم كافة أصناف الحياة الفرعونية على الاحجار وتجهيزها لتباع للسائحين، حيث أنه عقب نقل الأحجار من الجبل عبر الحمير والعربات المختلفة، يتم تقسيم وتشكيل الأحجار سواء لعمل تماثيل أو فازات أو تحف صغيرة، وكل هذا بواسطة أدوات ومعدات بسيطة وبدائية كالأزميل والشاكوش والإبر بأحجامها لتنعيم المجسم المطلوب، وبعدها يتم تركه فى الشمس حتى تخرج منه الرطوبة ويصبح أكثر صلابة وأطول عمراً، موضحاً أنه يتم تصنيع يدوياً لتلك الأحجار كافة أشكال وأحجام الفازات والتماثيل من الألباستر والجير والملاكيت وحجر التركواز والأحجار الكريمة والبورسلين الذى يعد الأغلى بين هذه الأنواع، كما يتم صناعة الجعران الفرعونى بأشكاله المختلفة، والذى يلقى إعجابًا وإقبالًا من السياح من حول العالم.
وأكد الحاج أحمد، على أنه تعد صناعة التحف الفرعونية والألباستر مهنة المحترفين الذين لم يتلقوا التعليم فى المدارس ولا الجامعات فأغلبهم توارث تلك المهنة من أجدادهم، ومن أهم أشكال الألباستر الملوك الفراعنة مثل "نفرتيتى" و"توت عنخ آمون" و"رمسيس الثانى"، ومعابد كالدير البحرى ومعبد حتشبسوت، واللوح الجيري، والألباستر اليدوى فى مقدمتهم، وكل ما يدل على الأشكال الفرعونية، ومن اليدوى ألباستر الماكينة ويسمى "شغل قلعة" يأتى من القاهرة، ثم الجرانيت، والبازلت، والشست، والجير، وللأونكس عدة أشكال منها، الأطقم والكاسات، ومن خشب شجر "الدوم" يصنع منه تماثيل ومراكب فرعونية، موضحاً من أنواع الألباستر البازلت (حجر أسود بركانى، والجرانيت، والحجر الجيرى) ويصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى "نور الصباح" حيث أنه ينير فى الظلام، مؤكداً على أن تلك الصناعة فن لا يقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، وعندما نرى أشكال الحجارة التى يحولونها الى أعمال فنية غاية فى الجمال، ندرك حجم المجهود الحرفى والإبداعى فى هذا الفن، فحجر الألباستر تختلف ألوانه من الأبيض والوردى والبيج والبنى والرمادى والأسود والأخضر ولكل حجر استخدامه.
ويؤكد أشهر عامل فى أحد مصانع الألباستر بالبر الغربى، أن التاريخ يؤكد أن المصرى القديم استعمل حجر الألباستر فى العمارة وكذلك فى النحت، حيث قام بنحت التماثيل والأوانى الجميلة من هذا الحجر الذى لا يوجد له مثيل فى العالم، لذلك يعرف بالألباستر المصرى، حيث استطاع المصرى القديم إبداع روائع فنية من التماثيل المنحوتة من هذا الحجر، أهمها وأجملها تمثال الملك (بيبى الثانى) وهو جالس على ركبتى أمه بكامل ردائه الملكى والتمثال محفوظ بمتحف بروكلين بأمريكا، وفى مجال العمارة استخدم المصرى القديم حجر الألباستر فى عمل الأرضيات الجميلة التى تعكس أشعة الشمس فتضيف بهاء وقدسية وجمال على المكان وأجمل أمثلتها أرضية معبد الوادى للملك خفرع، وبالرغم من أن الألباستر يستخدم فى صناعة بعض الأدوات الحياتية إلا أن استخدامه فى صناعة الفازات والتماثيل هو الأهم والأبدع حالياً.
جدير بالذكر أن البر الغربى بالأقصر هو المصدر الأول لصناعة فن التحف من الألباستر، حيث يضم أكثر من 50 مصنعا منتشرا بمختلف أنحاء مناطق مدينة القرنة، ويقوم داخلها نجوم المهنة بالعمل منذ السادسة صباحاً فى عملية تصنيعه بأدوات يدوية لخروج التحف بالأشكال المميزة التى تتواجد فى صالات العرض المختلفة الخاصة بالمصانع، حيث أن الألباستر كان يستخدم لنحت تماثيل السيدات فى العصور الفرعونية القديمة والتى كانت تبرز وتصف جمال المرأة، وأن تمثال سيتى الأول بمتحف الأقصر الكبير، هو تمثال من الألباستر الخام بالحجم الطبيعى، يظهر جمال الجسد ورونقه، ويضيف أن النحت نوعان على الحجر الجيرى والألباستر، وتعتبر مدرسة "الرمسيوم" التى بناها رمسيس الثانى، بمعبد سيتى الأول فى القرنة، أشهر مدرسة أيام الفراعنة.
ابداعات-ابناء-الجنوب-بالتحف-الفرعونية-بالاقصر
احجار-جبال-القرنة-قبل-تحويلها-لتحف-فرعونية
احد-الصناع-خلال-تجهيز-التحف
احد-مصانع-الألباستر-غرب-محافظة-الأقصر
احدي-الفازات-المميزة-خلال-تجهيزها-بالمصنع
الاجانب-خلال-زيارتهم-لمصنع-الألباستر-بالاقصر
التحف-الفرعونية-خلال-تجهيزها-للافواج-السياحية
التحف-الفرعونية-داخل-المصنع
التحف-واللوحات-البديعة-داخل-المصانع
العمل-فى-مصانع-البر-الغربي-بالاقصر
العمل-يبدعون-فى-صناعة-التحف-الفرعونية
اللوحات-الفرعونية-مصنوعة-يدوياً-لبيعها-للسياح
المصانع-تخدم-الافواج-السياحية-بالاقصر
اولي-الخطوات-تشكيل-الحجر-يدوياً
تجهيز-الأحجار-لصناعة-التحف-الفرعونية-للأجانب
تجهيز-الحجر-قبل-تشكيله-تحفة-مميز-للسياح
تجهيز-وتصنيع-التحف-الفرعونية-بالقرنة
تحف-الألباستر-المصنوعة-يدوياً-غرب-الأقصر
تحف-فرعونية-مميزة-فى-المصانع
تحف-مبهجة-داخل-مصانع-الالباستر
تحف-مصنوعة-من-حجر-البازلت-غرب-الأقصر
تشكيل-الفازات-بصناعة-يدوية
تماثيل-واشكال-فرعونية-مميز-داخل-مصانع-الالباستر-بالاقصر
جانب-من-ابداع-الفنانين-بالبر-الغربي-يدوياً
جانب-من-التصنيع-اليدوي-لأحجار-القرنة
جانب-من-خطوات-تصنيع-التحف-الفرعونية
صاحب-مصنع-ألباستر-يتحدث-لليوم-السابع
صاحب-مصنع-يشرح-خطوات-العمل-فى-صناعة-الالباستر
صناع-الألباستر-فى-جبل-البر-الغربى
فازات-وتحف-متنوعة-مصنوعة-يدوياً-بالأقصر
فرحة-السياح-خلال-تصنيع-التحف-الفرعونية
فريق-تصنيع-الألباستر-فى-المصنع-غرب-الاقصر
لوحات-فنية-مصنوعة-يدوياً-بالقرنة
لوحات-مميزة-لتباع-للسياح-داخل-المصنع
مرحلة-لف-التحف-قبل-وضعها-بالفرن-بالمصنع
مصانع-الألباستر-تخدم-الأفواج-السياحية-يومياً
نقش-معبد-أبوسمبل-على-حجر-الألباستر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة