قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن حسابات سياسية جديدة دفعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى دعوات وقف التصعيد فى غزة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يواجه تحولا نحو اليسار فى حزبه، بينما فى أوروبا أدت هجرة المسلمين والمخاوف من الإرهاب والسياسات الشعبوية إلى جعل الدبلوماسية أكثر إلحاحا عن ذى قبل.
وتحدثت الصحيفة عن موقف الولايات المتحدة ودول أوروبية إزاء التصعيد فى غزة، وقالت إن بايدن أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلى فى ثانى اتصال هاتفى بينهما فى ثلاثة أيام أنه يتوقع خفضا كبيرا فى التصعيد اليوم فى الطريق لوقف إطلاق النار. وبينما قال مسئولون أمريكيون أن الاتصال كان متسقا مع ما كان بايدن يقوله، إلا أن قراره بوضع موعد محدد كان تصعيدا.
وفى أوروبا، كثفت ألمانيا وفرنسا، حليفتا إسرائيل اللتان امتنعتا عن الضغط على نتنياهو فى الأيام الأولى للقتال، من الضغوط لوقف إطلاق النار. وسعى الدبلوماسيون الفرنسيون لتعزيز قرارهم المقترح فى مجلس الأمن الذى يدعو لوقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة، فيما قال وزير الخارجية الألمانيى أن يأمل الذهاب إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع الطرفين.
وتقول نيويورك تايمز، إن هذه التطورات تمثل معا جهودا غربية أكثر تحديدا لوقف الصراع بين إسرائيل وحماس فى غزة، فبالنسبة لبايدن، أصبح النهج إزاء الدولة العبرية، أقوى اصدقاء أمريكا فى الشرق الأوسط، مسألة حساسة فى ظل تزايد الاعتراضات على سلوك إسرائيل بين الناخبين الديمقراطيين.
كما أضر دعم الرئيس المطلق لإسرائيل موقف واشنطن فى الأمم المتحدة، فى الوقت الذى يسعى الرئيس لتحسين علاقته بالمنظمة الدولية.
وبالنسبة للدول الأوروبية، فإن الضغوط المكثفة من أجل وقف إطلاق النار مبنية على حسابات سياسية جزئيا أيضا. فهناك قلق من أن وقوع حادث أو قرار غير متوقع فى الصراع الحالى قد يؤدى إلى حرب برية مثلما حدث فى عام 2014 أو تدخل حزب الله فى لبنان مثلما حدث فى عام 2006.
لكنهم يدركون أيضًا التوترات الداخلية فى بلدانهم التى أدت إلى تعقيد الدعم التاريخى للاتحاد الأوروبى لإسرائيل. فأزمة الهجرة أدت إلى وجود أكثر من مليون لاجئ ومهاجر مسلم فى أوروربا، وكان لبعضهم آراء قوية مناهضة لدولة العبرية.
وشهدت ألمانيا وفرنسا مظاهرات مؤيدة للفلسطينين تحولت لاحتجاجات ضد إسرائيل، وتخشى باريس وبرلين أن مثل هذه الاحتجاجات والعنف تزداد سوءا لو طال أمد القتال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة