تحت عنوان " 11 يومًا و 8 مكالمات ووقف إطلاق النار: داخل استجابة بايدن لأزمة غزة"، سلط موقع "أكسيوس" الأمريكى الضوء على كيفية استجابة الإدارة الأمريكية للقتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذى استمر 11 يوما، وأبرز كيف لعبت القاهرة الدور الحاسم فى تشجيع بايدن على الضغط من أجل وقف إطلاق النار عندما وجد مؤشرات تؤكد تمكنها من إقناع الطرفين بالتهدئة.
وقال الموقع إن الرئيس بايدن أجرى ست مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وواحدة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وواحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكشف الموقع أنه رغم تحذير مسئولين وخبراء في واشنطن من أن تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، إلى جانب الاحتجاجات على طرد للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية ، يمكن أن ينذر بأزمة جديدة، لم يأخذ البيت الأبيض التحذيرات على محمل الجد، وظل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يحظى بأولوية منخفضة.
ولكن عندما اندلع صراعا عنيفا أسفر عن مقتل العشرات، واجهت الإدارة الأمريكية مع تفاقم الوضع ضغوط للدفع من أجل وقف إطلاق النار. وقال الموقع إن بايدن أخبر كبار مستشاريه أنه هذه المرة ، ستتعامل الولايات المتحدة مع الأزمة من خلال دبلوماسية مكثفة ولكن هادئة.
وأضاف "اكسيوس" أن بايدن اتبع استراتيجية مزدوجة، عبارة عن دعم إسرائيل علنًا وفي الوقت نفسه حث نتنياهو في السر على إنهاء العملية في أقرب وقت ممكن وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
أخبر بايدن فريقه أن الولايات المتحدة لن تدعو علنًا إلى وقف إطلاق النار أو تتعامل مع القضية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقا للموقع.
وأضاف الموقع أن نقطة التحول فى الموقف الأمريكى حدثت بعد أن قصفت إسرائيل مبنى في غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتيد برس ووسائل إعلام أخرى ، وواجه حينها بايدن ضغطا داخليا متزايدا. وخلال هذا الوقت، أدرك البيت الأبيض أن مصر هى الوسيط الفعال الوحيد الذي يمكنه تسهيل وقف متبادل لإطلاق النار، حيث بدأ المسئولون الأمريكيون يرون دلائل على أن وقف إطلاق النار أصبح ممكنا.
وأضاف الموقع أن جهود مصر أدت إلى تفاهم لوقف إطلاق النار بين الجانبين، واستمر بعدها الهدوء لعدة ساعات، مما أثبت للبيت الأبيض أن القاهرة قادرة على تقديم التزام بوقف الاشتباكات.
وأكد الموقع الأمريكي، أن المبادرة المصرية أدت إلى قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن بالاتصال بنتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، وبعدها أصدر لأول مرة بيان عام يدعم وقف إطلاق النار.
ورغم دعم الرئيس الأمريكى لوقف إطلاق النار، أصر كل من نتنياهو ووزير الدفاع بيني جانتس على أنه يتعين عليهم مواصلة العملية. وبعدها تحدث بايدن مرة أخرى مع نتنياهو وقال له "لا يمكنك التحكم في الأحداث. المصريون لديهم اقتراح جيد. اعتقد ان الوقت قد حان لوضع نهاية لهذا الأمر "، حسبما كشف مصدر مطلع على المكالمة لـ"اكسيوس".
ومن ناحية أخرى، ألقى موقع "فويس أوف أمريكا" الأمريكية الضوء على الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقالت إن الوسطاء المصريين يجرون محدثات مع الجانبين لتعزيز الهدنة.
وكشف الموقع أن وفدا مصريا يجري رحلات مكوكية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بحسب ما أفاد دبلوماسي مصري ومسئولون فلسطينيون السبت.
وقال التقرير إن المحادثات لتأمين إنهاء طويل الأمد للعنف تشمل سبل منع الأعمال التي أشعلت فتيل العنف.
وفي سياق منفصل، قالت الحكومة المصرية، إنها أرسلت قافلة مؤلفة من 130 شاحنة من الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى التى يحتاجها الفلسطينيون فى قطاع غزة
واعتبر الموقع أن السبت كان أول يوم كامل لوقف إطلاق النار الذي أنهى الاشتباك الكبير الرابع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال ما يزيد قليلاً عن عقد.
ونزل آلاف السكان إلى شوارع غزة عندما بدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة 2 صباحا بالتوقيت المحلي. ورفع الشباب الأعلام الفلسطينية ووزعوا الحلوى وأطلقوا الأبواق والألعاب النارية. كما كانت هناك احتفالات عفوية في القدس الشرقية وفي أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
ورحب قادة من جميع أنحاء العالم بوقف إطلاق النار بوساطة مصرية. وتحدث الرئيس الأمريكى، جو بايدن إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى ليعرب عن امتنانه للجهود المصرية فى التهدئة، بينما أعلن وزير الخارجية الأمريكى، انتونى بلينكين زيارته للمنطقة خلال أيام لمتابعة الموقف، وقالت وكالة الأنباء "رويترز" أن الزيارة ستشمل إسرائيل وفلسطين ومصر والأردن.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على تويتر ، "يجب على جميع الأطراف العمل لجعل وقف إطلاق النار دائمًا وإنهاء دورة العنف غير المقبولة وفقدان أرواح المدنيين".
وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان إن العمل نحو "حل الدولتين" هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه بينما تشعر موسكو بالرضا عن الهدنة ، هناك المزيد مما يتعين القيام به. وقالت "هذه خطوة مهمة لكنها لا تزال غير كافية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن الصين ستقدم مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين ، إلى جانب 200 ألف جرعة من لقاح كورونا.
وشكر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مواطنيه على تنظيم مسيرات على مستوى البلاد للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وقال إنه يأمل أن يكون لهم بلدهم في يوم من الأيام.