يعمل وزير الخارجية سامح شكرى مع الأردن والسلطة الفلسطينية على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى، وذلك للبناء على ما تم التوصل إليه من خلال التوصل لتهدئة في القطاع بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.
واستهل وزير الخارجية تحركاته بزيارة إلى العاصمة الأردنية عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى والذى أشاد بالجهود التي بذلتها مصر وصولًا إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غرة.. مؤكدا تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على تكثيف الجهود بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وطلب العاهل الأردني - خلال استقباله وزير الخارجية سامح شكرى الاثنين، بالعاصمة بعمان - نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ابو مازن يستقبل وزير الخارجية والوفد المرافق له
وصرح السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير شكري نقل - خلال اللقاء - تحيات الرئيس السيسي إلى الملك عبد الله الثاني، كما جدَّد التهنئة للعاهل الأردني بمناسبة الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، مع التأكيد على خصوصية العلاقات الثنائية المشتركة في شتَّى مجالاتها.
وأعرب شكري عن اعتزاز القاهرة بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، والتطلع إلى الدفع بها نحو آفاق أرحب بما يُلبى تطلعات الشعبين الشقيقين.
وتناول اللقاء مُستجدات القضية الفلسطينية في أعقاب التطورات الأخيرة، حيث أعرب الوزير شكري عن تقدير مصر الكامل لدور الأردن في حماية المُقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية.
واكد وزير الخارجية استمرار مصر في التنسيق والتشاور مع الأشقاء في الأردن حيال القضية الفلسطينية.
ابو مازن يستقبل شكرى
وأشار الوزير شكري إلى أن الأولوية الحالية تنصب على تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وملف إعادة الإعمار على ضوء المُبادرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية؛ وذلك دون إغفال جوهر القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على توافر الإرادة السياسية اللازمة وخلق المُناخ المواتي لإحياء عملية السلام، والتعويل على مختلف الجهود الدولية لتحريك الجمود الحالي، وصولًا إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يحول دون تجدُّد المواجهات مستقبلًا ويُرسخ ركائز السلم والاستقرار في المنطقة.
وفي عمان، قال وزير الخارجية سامح شكري في مؤتمر صحفى مع نظيره الأردني إن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس يحتم التواصل مع الأردن، لبحث "أهمية بلورة موقف دولي فاعل لتثبيت التهدئة".
وتحدث شكرى خلال مؤتمر صحفي عقد في عمّان، أن لدى مصر والأردن "رؤية مشتركة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة".
العاهل الأردني يستقبل وزير الخارجية المصري
وحمل شكري رسالة من الرئيس السيسى إلى العاهل الأردنى، مؤكداً أن "العلاقة بين الأردن ومصر تتسم بالخصوصية والمتانة".
وأشار شكري إلى أن "الإدارة الأمريكية أكّدت أهمية حل الدولتين ولا بد من وضع آليات لتحقيق هذا الهدف"، موضحا أن "قضية القدس مركزية للحل النهائي وملتزمون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، أن الأولوية الآن هي ضمان استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصرى أن "المجتمع الدولي لن يقبل تهجير أهالي حي الشيخ جراح"، مؤكدا أن الأردن تواصل مع حركة حماس خلال الأسابيع الماضية حول ذلك".، مؤكدا أن "هدف الأردن الأساسي خدمة الفلسطينيين".
ولفت الصفدى النظر إلى أن "إعادة الإعمار في غزة أولوية ننسق العمل بشأنها".، موضحا أن القضية الفلسطينية أساس الصراع في المنطقة ونؤكد على ضرورة حل الدولتين، مؤكدا رفض كل الممارسات الإسرائيلية التي تخرق القانون الدولي، مبيناً أنه "لا سلام شاملا إلا بانتهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين".
وفي رام الله، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية وزير الخارجية سامح شكرى، صرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري أوضح في مُستهل اللقاء أن الزيارة تأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة دعم الأشقاء في فلسطين والاستمرار في الجهود الحالية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والبناء عليه من أجل تحقيق التهدئة الشاملة والمستدامة، جنبًا إلى جنب مع مواصلة المساعي اللازمة لإعادة الانخراط في عملية السلام باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل لحل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين؛ فضلاً عن التشاور مع القيادة الفلسطينية بشأن الجهود ذات الصلة بإعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية.
في هذا الصدد، أكد وزير الخارجية على موقف مصر الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأهمية العمل خلال الفترة المُقبلة من أجل التحرك قُدمًا لإحياء مسار تفاوضي جاد وبناء يُفضي إلى الغاية المنشودة بتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة. كما تطرق الوزير شكري إلى اتصالات القاهرة المستمرة مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الزخم المطلوب اتصالاً بذلك، والتي كان أخرها المشاورات التي جرت صباح اليوم مع الأشقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير شكري شدّد على ضرورة وقف كافة الممارسات التي تقوض من فرص السلام وتدفع مجددًا نحو التصعيد، بما في ذلك في القدس الشرقية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني عن شكر وتقدير فلسطين، قيادة وحكومة وشعبًا، لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإعلان عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار تُخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم لسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك لجهود مصر وتحركاتها المكثفة خلال الفترة الماضية والتي تكللت بالنجاح في حلحلة الأزمة والتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن تلك المواقف تعكس مكانة مصر على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، وكذا دورها التاريخي المتواصل الداعم للقضية الفلسطينية والمدافع عن الحقوق العربية.