رسالة موجهة للآخر، ولكل آخر، لكل طرف فى الجهة المقابلة، سواء كان ذلك الاخر داخل مصر أو خارجها، سواء كان فردا أو فكرة أو توجها، حتي إذا كان يستطيع استقبال الرسالة والرد عليها، أو صمت وابتسم، أو تحدث فى دائرته التى لن تصل إلينا بطبيعة الحال، سواء كان هذا الاخر يرصد المعلومة ويحللها أو تصل إليه ويقرر فيها، رسالة للآخر سواء تجاور مع مصر جغرافيا أو تاريخيا، أو لغة أو دينا، رسالة للآخر سواء كان محبا لمصر أو متعاونا أو على الحياد أو دون ذلك، رسالة للآخر سواء كان يملك رؤية عن مصر ، أو مازال فى موروثه القديم المبني علي عقود ورجال مضت، رسالة للآخر الذى لم يحدث بياناته عن مصر، والذى ينتظر إلى الان مصر، والذى حدد خطته دون النظر لواقع مصر، نرسل إليك هذه الرسالة عن أهل مصر و أحوالهم.
رسالة نقول فيها بعد بسم الله، والتحيات والسلام، فإن مصر تلك الدولة الجديدة، دولة بكل معايير العلم والتصنيفات الدولية، دولة مختلفة و استطاعت بقدرة متفردة على صناعة القفزات الغريبة والوثبات المتجاوزة الزمن، التى ينتج عنها تحقيق أحلام كانت فى الخيال، حتى أن رئيس وزراء مصر الحالى، قال فى أحد المؤتمرات متذكرا نفسه وقت أن كان مشاركا فى إعداد خطط التطوير فى مصر قبل عقود، وهو يسأل نفسه حينها متي تتحقق تلك الخطط التى يعدها، حتي مرت الايام وتغيرت الظروف؛ وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودولة 30 يونيو، فصارت تلك الاحلام واقعا، وهذا الواقع بالمناسبة لا يتماشى مع الخط التقليدى فى العمل فى مصر، ولكنه مقرونا بالارادة السياسية الجديدة التى هيأ لها الله الظروف بشكل متفرد، حتي استطاعت تحقيق تلك القفزات غير المسبوقة.
حال مصر وأهلها وإن عانوا بعض الوقت، لكنه حال غير الحال، فالمصريون الان يمتلكون جيشا محدثا ومطورا بالكامل فى سلاحه ومعداته ومتطورا على مستوى قياداته، واستطاع بالورقة والقلم أن يكون على نفس مستوى العبارة الشهيرة " سيف ودرع للمصريين"، ومصر وأهلها الان يمتلكون ويحتمون بأجهزة أمنية ومعلوماتية متطورة بشكل مميز، تلك الاجهزة تطورت بمبانيها و معانيها، و طورت داخلها بحيث امتلكت قدرة المعلومة والوصول اليها بقوة ويسر، ومصر وأهلها الان يمتلكون ضوابط جامعة تحدد كل أطر العمل سواء كان ذلك العمل عاما أو خاصا، وتلك الضوابط بنيت على أسس علمية وقانونية، حتي أنى أفاجئك بأن مصر حتي 30 يونيو، كانت لم تدخل عالم التأمين الرقمي لمؤسساتها بشكل يتناسب مع اسم مصر، حتي جاء الرئيس السيسى ودولة 30 يونيو، فامتلكنا ناصية المعلومة، وأطلقنا قمرا صناعيا هو الاول فى سلسلة أقمار متتالية تطلق تباعا، وصنعنا عقل الدولة القومي للبيانات، ونوثق الان كل محرر رسمي فى الدولة، بحيث يعترف بالوثيقة المصرية عالميا دون شك ومراجعة، ودخلت مصر عالم المعلومة فأصبح التحول الرقمى عنوانا وشارة عظمة لمن يمتلكها، فتسابقت المؤسسات لدعم تحولها الرقمي، وصنعت عشرات البوابات الرقمية لمؤسسات ووزرات وبشكل جعل الخدمة أيسر وأقرب.
للآخر نذكرك أن مصر الان تمتلك ناصية قراراها بشكل واضح، حتي أنها قادرة على صناعة فلسفة فى الادارة قد لا ترضي أحباء سابقين، لكنها تتماشي مع مصر المؤمنة بالاخلاق والشرف والامانة، وهي صفات شعبية وصلت للحكم بصورة أوضح مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، فصار التعامل الامين هو رؤية الدولة وفلسفتها؛ وانسحب الامر لقطاعات كبيرة من الشعب، ومصر الجديدة المؤمنة بسياسة الشرف والامانة لم تتسرع فى قراراتها سعيا وراء شعبية زائفة، أو تاريخا مكتوبا فى وقت الصحوات القومية، لكنها تحلت بالهدوء فى أصعب المواقف، حتي تصل للقرار المناسب، الذى أثبتت التجربة تلو التجربة، أن رؤية الدولة وقائدها هي الاصح فى ظل الظروف الحالية، وندعوا الله أن تدوم تلك الرؤية.
إلى الآخر قد لا يطمئنك كلامى، لكنه الواقع الذى قد تحتار فيه الدراسات، و لا تتوقعه مراكز البحث، ولا ترصده تنبؤات المتخصصين لديكم، فدعنا ننصحكم برمي الاوراق القديمة، والكتابة من جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة