سياسات واضحة تبنتها الإدارة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي قائمة على إحياء التعاون العلاقات الوطيدة مع محيط مصر الدولي والإقليمي على أُسس من التعاون في مجالات مختلفة والاحترام المتبادل ومواجهة الإرهاب وكل ما من شأنه الإضرار بمصالح البلاد والأمة العربية وأمنها القومي. لقد أصبح التوافق بين مصر ومحيطها العربي والإفريقي بشكل خاص أساس في جميع التحركات السياسية الحالية لخلق مستقبل أفضل هادف إلى التنمية والازدهار بعيدًا عن الحروب والصراعات التي لا تؤدي إلى دمار الأمم وتخلّفها عن مسار التقدم والتطور المُتسارع الذي تشهده الدول الغربية في عصر قائم بالدرجة الأولى على الرقمنة وكل ما تُنتجه التكنولوجيا من حداثة تحتاج إلى حالة من الاستقرار لمواكبتها.
ربما أحداث وتداعيات ثورات الربيع العربي في عام 2011 تسببت في قليل من التأخر عن تقدم وتطور محيطنا الدولي، بينما استطاعت الإدارة المصرية سريعًا اللحاق بهذا القطار المُتسارع من خلال حزمة من المشروعات والإنجازات والقرارات الحاسمة التي تم تحقيقها وتنفيذها في وقت قياسي. وقد جاء هذا بالتوازي مع إدراك ووعي القيادة السياسية في مصر بقيمة العلاقات الاستراتيجية القوية مع الأشقاء، وأهمية استقرار المنطقة برُمتها والتكامل فيما بينها. وقد أكدت مواقف وتصريحات الرئيس السيسي في كثير من المواقف والأحداث؛ على استراتيجية جديدة تنتهجها الإدارة المصرية في إدارة جميع الملفات وقضايا المنطقة والتي لا تعتمد على الدعم العسكري بشكل أساسي؛ بقدر الدعم الإنساني ورعاية المسار التفاوضي في كثير من القضايا، بعيدًا عن الحروب والصراعات التي لا تخلف وراءها سوى الخراب والدمار ما يؤدي إلى تأخُر المنطقة عن التطور العالمي.
وجاءت توجيهات الرئيس السيسي بتقديم كل الدعم لأشقاءنا في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، لمساندة الشعوب والتضامن معها فيما لحق بها من أزمات أو تداعيات بسبب جائحة فيروس كورونا، والتي امتدت لحوالي عام ونصف حتى الآن، ومساعدة هذه الدول في الصمود أمام الآثار السلبية التي تلحق بها جراء كوفيد 19 أو غيرها من الصراعات الداخلية التي تؤثر على مواطنيها سواء نفسيًا أو اقتصاديًا ما يؤكد دعم التوجه المصري الإنساني إلى جانب المسار السياسي والعسكري. وترصُد "اليوم السابع" أبرز ملامح هذا الدعم الإنساني الذي قدمته الدولة المصرية تحت رعاية الرئيس السيسي في شهور قليلة، كما يلي:
غزة
خصصت مصر في مايو الجاري 500 مليون دولار لإعادة الإعمار في قطاع غزة، إلى جانب قيام شركات مصرية بالمشاركة في هذه العملية بتوجيهات رئاسية. كما توجهت أكثر من 120 قافلة محملة بمساعدات تشمل مواد غذائية جافة، وخضروات، ودواجن مجمدة، وفاكهة، إلى جانب مطهرات وكمامات طبية، وأدوية، ومفروشات، وملابس، وغيرها من المساعدات؛ دعمًا للأشقاء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي استمر حوالي 11 يومًا، توقف بنجاح المساعي المصرية في الوصول إلى تهدئة ووقف إطلاق النار. وفي وقت سابق من العام الماضي قدمت جمعية الهلال الأحمر المصرى، بعض المستلزمات الطبية والإنسانية للفلسطينيين بغزة، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى.
ليبيا
في إبريل الماضي توجهت طائراتا نقل عسكرية إلى مطار سبها بليبيا لإيصال أطنان من المساعدات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان المصرية للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين الليبيين .وقد أعرب الجانب الليبى عن امتنانه بالجهود المبذولة من مصر قيادةً وحكومةً وشعبًا للوقوف بجانب ليبيا فى أوقات المحن والشدائد. وأتت أهمية تلك المساعدات فى مساندة قطاع الصحة الليبى فى مواجهة التحديات التى يواجهها فى ظل انتشار فيروس كورونا. أيضًا تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك مع الجانب الليبي خلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى ليبيا بالشهر ذاته، في إطار مشاركة مصر بخطط إعادة الإعمار والتنمية في ليبيا. وقد وجه الرئيس السيسي عقب هذه الزيارة بتسخير جميع الإمكانات المصرية، وتقديم أوجه المساعدات المُمكنة لدعم الأشقاء بليبيا في كافة القطاعات، بما يُساهم في تحقيق الأمن والاستقرار للأشقاء الليبيين، ودعم خريطة الطريق المتوافق عليها حتى ديمسبر المقبل، حيث عملية الاستحقاق الانتخابي.
السودان
في أغسطس من العام الماضي، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن إرسال مساعدات طبية وغذائية مساهمة في تخفيف العبء عن متضرري السيول بالسودان. وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العقيد تامر الرفاعي: "استكمالاً لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسى، وفى إطار تضامن مصر مع الشعب السودانى الشقيق المتضرر من السيول التى اجتاحت السودان خلال الآونة الأخيرة؛ تم إعداد وتجهيز الشحنة الثالثة من المساعدات العاجلة لمتضررى السيول من الأشقاء بالسودان، وذلك بالتنسيق والتعاون بين العديد من المنظمات والمؤسسات المصرية المكلفة من السيد رئيس الجمهورية بتقديم الدعم الغذائى والطبى للأشقاء بالسودان". وفي فبراير الماضي اتجهت 3 طائرات نقل عسكرية إلى مطار الخرطوم الدولي محملة بأطنان من المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من وزارة الصحة وجامعة الدول العربية إلى السودان الشقيقة للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنيين السودانيين.
الأردن
توجهت في يناير الماضي من العام الجاري طائرة نقل عسكرية مُحملة بشحنة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي تم تجهيزها بالتعاون من وزارة الصحة والسكان، وذلك مساندة للشعب الأردني في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، بتوجيهات من الرئيس السيسي. هذ إلى جانب المحور السياسي حيث تأكيد مصر في إبريل الماضي على دعمها للعاهل الأردني الملك عبدالله وجهوده في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منها، في إطار ما شهدته الأردن من بلبلة داخلية تسبب بها الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني وولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، وصفها الجيش الأردني في بيان له بالنشاطات التي تستهدف أمن الأردن واستقراره.
لبنان
أطلقت مصر جسرًا جويًا تضمن 4 مراحل لمساندة لبنان لمواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي. وكانت المرحلة الأولى عبارة عن مساعدات طبية بلغت 9 أطنان. والثانية مساعدات طبية وغذائية، والثالثة الطواقم الطبية، والرابعة آلية الإسهام في مواد إعادة الإعمار.
أيضًا قامت القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الصحة، وجامعة الدول العربية، في يناير الماضي بتجهيز 3 طائرات نقل عسكرية من طراز «C 130» محملة بكميات كبيرة من المستلزمات والأدوية والأجهزة الطبية والألبان لإرسالها للبنان، في إطار دعم الدول الشقيقة ومساندتها في مجابهة تداعيات فيروس كورونا. وكان في استقبالهم عدد من المسئولين بوزارة الصحة اللبنانية الذين أعربوا عن امتنانهم لمصر قيادة وشعبًا وجيشًا. وقد أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة في وقت سابق على استمرار التنسيق الكامل بين الحكومة المصرية ونظيرتها اللبنانية لتقديم الدعم الكامل للشعب اللبناني الشقيق. كما قامت بتنفيذ جولة تفقدية داخل المستشفى العسكري الميداني المصري بلبنان، وأعرب الجانب اللبناني عن امتنانه بالجهود المصرية المبذولة والوقوف بجانب لبنان في أوقات المحن والأزمات، كما أكدوا أن تلك المساعدات عكست روح المحبة والأخوة بين الشعبين الشقيقين. وفي فبراير الماضي وصلت طائرة مساعدات مصرية محملة بمواد طبية وغذائية مقدمة من الدولة المصرية إلى الجيش اللبناني، في إطار الجسر الجوي المصري الممتد منذ انفجار المرفأ في بيروت.
تونس
في مايو الجاري أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد تامر الرفاعي عن إرسال كميات كبيرة من المساعدات الطبية المقدمة من وزارة الصحة إلى الشعب التونسي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا. وذلك في إطار التوجيهات الرئاسية، وتأكيدًا على متانة العلاقات والروابط التاريخية، والعلاقات المصرية التونسية المتميزة قيادة وشعبًا.
افريقيا
كشف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في أغسطس من العام الماضي 2020، خلال اجتماع هيئة مكتب قمة الاتحاد الإفريقي ورؤساء التجمعات الإقليمية الاقتصادية بشأن جهود مواجهة انتشار فيروس كورونا؛ نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، بكلمة له عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، عن تقديم مصر مساعدات طبية عينية بشكل مباشر إلى 10 دول إفريقية بقيمة حوالي 1,6 مليون دولار، إلى جانب حزمة من المساعدات التي تستهدف 23 دولة إفريقية، بقيمة تتجاوز 2,2 مليون دولار. كما أشار إلى تقدير مصر لجميع الجهود التي تبذلها مفوضية الاتحاد الإفريقي، وجهود المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة