تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الأولى لوفاة الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد، التى أشعلت موجة غير عادية من الاحتجاجات التى انتشرت فى مختلف المدن الأمريكية، تطالب بالعدالة العرقية مع تزايد حوادث قتل أصحاب البشرة السمراء على يد الشرطة، وازدادت بعدها المطالب سياسيا وشعبيا بضرورة إصلاح الشرطة وإقرار قوانين تحقق ذلك.
وكان جورج فلويد قد لقى مصرعه فى 25 مايو 2020 على يد ضابط شرطة مينابوليس ديريك شوفين فى 25 مايو 2020 أثناء محاولته القبض عليه، وخلال مدة تسع دقائق، ضغط تشوفين بركبته على رقبة فلويد فى مشهد تم توثيقه بكاميرا موبايل وتسبب فى حالة من الغضب الهائل فى مختلف أنحاء العالم.
وقد أدين شوفين فى محاكمة الشهر الماضى بقتل من الدرجتين الثانية والثالثة والقتل غير العمد من الدرجة الثانية، وسيتم الحكم عليه فى 16 يونيو، ودفعت مدينة مينابوليس لعائلة فلويد 27 مليون دولار فى تسوية قانونية.
ويستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم، الثلاثاء، عائلة جورج فلويد، وذلك فى أول لقاء شخصى لهم مع الرئيس منذ وفاته، ومن المتوقع أن يكون اللقاء خاص بعيدا عن كاميرات وسائل الإعلام.
وبينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى، إن بايدن متحمس لسماع تصوراتهم وما سيقولونه، فإن وعدا لم يتم الوفاء به يلوح قبل الاجتماع مع توقف محادثات الخاصة بإصلاح الشرطة، بما فى ذلك تشريع يحمل اسم جورج فلويد كان بايدن يأمل أن يكون قانونا بحلول الذكرى الأولى لوفاته.
وكان مجلس النواب قد وافق فى مارس الماضى على تشريع يهدف لمنع سوء سلوك الشرطة أطلق عليه الديمقراطيون اسم جورج فلويد، وسبق تقديم مشروع القانون باسم "عدالة جورج فلويد فى الشرطة" عقب وفاته مباشرة العام الماضى، لكن لم يتم تمريره أبدا من مجلس الشيوخ الذى كان تحت سيطرة الجمهوريين فى هذا الوقت، لكن أمام مشروع القانون فرصة لتمريره الآن فى مجلس الشيوخ، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون بالصوت الترجيحى لرئيسة المجلس نائبة الرئيس كامالا هاريس.
غير أن الكونجرس، حتى لو نجح فى ذلك خلال الأسابيع القادمة، فإنه فوت الموعد النهائي الذى أراد بايدن إنجاز هذا التشريع فيه، الموافق اليوم 25 مايو فى ذكرى وفاة فلويد.
وتقول مجلة نيوزويك، إن مقتل فلويد أثار أكبر حركة حقوق مدنية فى التاريخ. فقد شهدت كل ولاية وفى دول أخرى حول العام مظاهرات، وهتف المحتجون بشعار حياة السود مهمة وطالبوا بإنهاء المظالم العنصرية المنهجية.
وكان مقتل فلويد، والفيديو الذى يوثق لحظاته الأخيرة، قد أثار نقاشا حاميا حول دور العرق فى العدالة الجنائية والاقتصاد والتعليم والجوانب الأخرى للحياة الأمريكية، إلا أن المحادثة بشأن العنصرية المنهجية لم تتحول إلى إجراءات للحد منها، ومع حلول الذكرى الأولى لوفاة فلويد التي فجرت موجة احتجاجات هائلة فى الولايات المتحدة وحول العالم، يقول النشطاء إن السياسيين الذين أيدو التغيير قد فشلوا فى تطبيقه.
وتقول بيرنيس لوردان، منظمة جماعة تامبا للدفاع عن الحالمين، إنها ترى أن زيارة عائلة فلويد للبيت الأبيض بادرة لطيفة لكنها ليست التغيير المطلوب، فهناك حاجة إلى تغييرات عميقة للغاية فى الكيفية التي يرون بها السلامة العامة فى المدن الامريكية.
ويسود الانقسام فى المجتمع الأمريكى حول ما إذا كان بايدن وغيره من القادة الآخرين قد أوفوا بوعودهم بحل المشكلات العنصرية فى البلاد.
ولا يشكك كثيرون فى أن بايدن قد قام بترقية الأمريكيين من أصل أفريقى وأسيوى وغيرهم فى المناصب البارزة أكثر من سابقيه، وإن كان البعض يشير إلى أن دائرته الداخلية الوثيقة أغلبها من البيض، ورغم حديثه عن العنصرية وتخصيص جزء من حزمة إغاثة كورونا لمعالجة عدم المساواة العرقية، فإن عدم تمرير قانون إصلاح الشرطة أصبح رمزا لآمال لم يتم الوفاء بها للكثيرين ويشعر النشطاء بالقلق من أن الطاقة التي حركت الملايين للمطالبة بالتغيير لن تكون كافية للتغلب على التعطيل فى واشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة