أطلق أميرال تونسى مبادرة هي الأولى من نوعها، تدعو إلى تكاتف الشعب التونسي لإنقاذ تونس من "أخونة البلاد" ومواجهة حركة النهضة -إخوان تونس- فيما أكد خبراء تونسيون أن هذه المبادرة نالت إعجاب الشعب، بينما أطلقت حركة النهضة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لتشويهها.
وفى بيان هو الأول من نوعه، نشر الأميرال كمال العكروت تدوينة على صفحته بالفيسبوك تحت عنوان ''بيان إلى الرّأي العام'' أطلق خلاله مبادرة لإنقاذ تونس من حركة النهضة – إخوان تونس- دون أن يذكرها بالاسم، وقال "العكروت" وهو قائد سابق للقوات البحرية بتونس :"أَمَامَ عَدمِ وُجود أي مُؤشرات للإصلاح واِنشغال المسؤولين على مؤسسات الدولة بالصّراعات الهامشيّة على حسابِ المصالح العليا للوطنِ والشعبِ، وبعد مرُور عشريّة على الثورة التونسيّة التي أدخلت البلاد في وضع جديد كان الأمل منها تحقيق الديمقراطية والنمو للبلاد، فاٍنّه يصْبِح لِزامًا علينا الإصداح برأينا ووضعِ الأصبع على مكْمن الداء قبل فواتِ الأوانِ".
وأشار "العكروت" إلى أن حركة النهضة دون أن يسميها تريد أخونة تونس، قائلا :"والواضحُ أنّنا اِنتقلْنا إلى ديمقراطيّة شكلانيّة، دستور جديد ومنظومة سياسيّة تُنتج أزمات الحُكم لتستديمها ومنظومة اِنتخابيّة عقيمة أفْرزت طبقةً سياسية همّها الاِستحواذُ على السّلطة بلا اِنجاز، فرغم نجاحنا في تنظيم 6 اِنتخابات إلاّ أنّ الفشل رافق عمل أغلب الحكومات فأمعنت في التسوّل وأغْرقت البلاد في مديونيّةٍ غير منتجةٍ اِرتهنت بها مستقبل الشّعب لتتركهُ يواجهُ المجهولَ في ظلِّ برلمانٍ فاقدٍ لكلِّ مصداقيّة ومنكبٍّ على الصراعاتِ الجانبيةِ".
وقال "العكروت" الذي تقلد مهام مستشار أول للأمن القومي زمن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي :"ما نشهدهٌ اليوم من تدهورٍ مستمرٍ للقدرةِ الشرائيةِ للمواطن من جهة وانهيارٍ سريعٍ للمؤشِّرات الاقتصاديَّة والماليَّة زادته جائحةُ كورونا تعقيدًا من جهة أخرى، وأمام بداية تفكك لمقومات الدّولة ومؤسَّساتها، يجعلنا نستلهم من صرخَة زعيم شباب تونس علي البلهوان لنقول معه "كفى لعبًا إنّ البلادَ مريضة ً وليس بشربِ الماءِ تنطفئ الحمَى".
وأكد أنه حان زمن الإنقاذ، الواجب يدعونا جميعًا، ممّن يرفضُون تواصل منظومةِ الفشلِ والرداءةِ والتحيّلِ السياسيِّ من كل جهات البلاد كما أبناءها بالخارج، لرّص الصفوف وتجميع القوى من أجل:حقِّنا في جرْدِ حساب شامل وشفّاف لمختلَف المجالات وخاصّة الماليّة العموميّة، و تخليص البلاد من منظومة اِستبداد بعض الأحزاب بمقدّرات البلاد بمنطق الغنيمة واِحتكار القرار الوطنيِّ، وإعادة السّيادة للشًّعب للتعبير عن إرادته الحرّة، وإخراج تونس من مستنقع الفشل والفوضى والفساد بإنفاذ سلطة القانون على الجميع .
وتابع :"إنَّ ما آلت إليه الأوضاعُ اليوم، بعد عشر سنوات من التّدمير الممنهجِ لمقدّرات الوطنِ في ظلّ تفشيِّ مظاهر العنف المُجتمعي وتفاقم خطاب الكراهيَّة والتطرُّف الديِّني منبع الإرهاب.. ليس قدرنا، مضيفا :" ٕنَّ مواصلة المنظومة الحاليّة التحكم في مستقبل البلاد يزيد من الكلفة الباهظة التي ندفعها كل يوم، وهو ما يدفعنا الى دعوة كل التونسيات والتونسيين والقُوى السياسيّة والمجتمعيّة الوطنيّة إلى تحمّل مسؤوليتهم والاتحاد من أجل إيقاف النّزيف والخروج ببلادنا من المنحدر الذي تردّت فيه " وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ يعشْ أبدً الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ". والحلّ بأيدينا".
بدوره أكد المنذر عميري ناشط سياسي أن المقصود بهذه المبادرة هو التخلص من الإخوان مواجهة أخونة تونس، قائلا في تصريحات لـ"اليوم السابع" :" المقصود بإنقاذ تونس أخرجها من براثن الإخوان وارجاعها للتونسيين" مضيفا :" إنقاذ تونس يمر حتما عبر دعوة جميع التونسيين القوى المدنية للالتفاف حول مبادرة الاميرال كمال العكروت، الذى فسر فيها رؤيته لواقع تونس ووضع أصبعه على الداء و قدم فيه دعوة للجميع للإنقاذ تونس".
وحول تفاعل الأحزاب ورد في الإخوان من هذه المبادرة، قال عميري:" هذا البيان لقي صدى لدى التونسيين والدليل هو تحرك كل من هو مهدد وقد أطلقت حركة النهضة الإخوانية حملة تشويه كبرى للاميرال، واتهامه بمحاولته الاستحواذ على السلطة.
وتابع :"الأميرال كمال العكروت الآن مدني يحق له ممارسة السياسة وصفته العسكرية لا يعني اقحام مؤسسة الجيش في الأمر برمته مضيفا :" أرى أن الأحزاب الوطنية ستتفاعل إيجابيا مع المبادرة لأنه لم يبق حل غيره من أجل إنقاذ تونس".
وأكد أنه رغم كل هذه الهزات ستبقى تونس عصية على الإخوان و أن توهموا سيطرتهم على مفاصل الدولة لكن اليوم بيان الأميرال كمال العكروت وضع الأمور في نصابها فهو رجل وطني أبن الدولة الوطنية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة