حددت محكمة استئناف القاهرة، 4 يوليو المقبل لبدء محاكمة "مفتى جماعة النصرة الإرهابية" في مصر، مدين إبراهيم محمد حسنين، 59 سنة، إمام وخطيب مسجد (محبوس) على خلفية اتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية.
ومن المقرر أن تنظر القضية أمام الدائرة الثالثة بمجمع محاكم طرة، وذلك بعد أن سلمته السلطات السودانية للسلطات المصرية بعد ترحيله.
تحقيقات القضية المقيدة برقم 1355 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمقيدة برقم 129 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة العليا، كشفت كيف تصل الأفكار الإرهابية إلى عقول "شيوخ التكفير" حتى وإن كانوا خطباء وأئمة شرعيين، وذلك من خلال اتهام "مدين إبراهيم محمد حسنين"، إمام وخطيب وداعى شرعى بالانضمام لجماعة إرهابية، داخل جمهورية مصر العربية وخارجها فى غضون الفترة من 2014 حتى 13 سبتمبر 2019 .
ووفق تحقيقات النيابة فإن المتهم كونه مصري الجنسية، التحق بجماعة إرهابية يقع مقرها خارج البلاد، وتتخذ من الإرهاب والتدريب العسكرى وسائل لتحقيق أغراضها، بأن التحق بجماعة تنظيم القاعدة التي يقع مقرها بدولة سوريا ضمن صفوف مجموعتى جند الأقصى وجبهة النصرة التابعين لها، وروج المتهم لارتكاب جرائم إرهابية، وكان ذلك بطريق غير مباشر، بأن روج عبر مجموعتين الكترونيتين بتطبيق الواتساب تحت مسمى "إفتاء – أسئلة وفتاوى" لأفكار ومعتقدات تكفيرية داعية لاستخدام العنف ضد العاملين بمؤسسات الدولة.
التحقيقات تكشف: أسس مجموعتين الكترونيتين بتطبيق الواتساب تحت مسمى "إفتاء – أسئلة وفتاوى"
وبحسب "التحقيقات" – المتهم المكنى بأبو عبدالله اعتنق أفكارا تكفيرية قوامها، تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وتكفير رجال القوات المسلحة والشرطة واستباحة دمائهم، وكذا تكفير المسيحين واستحلال ممتلكاتهم ودور عبادتهم، وذلك بعد أن التحق في عام 2014 بجماعة القاعدة التي يقع مقرها بدولة سوريا، ضمن صفوف مجموعتى جند الأقصى وجبهة النصرة المسلحتين، واللتين يعتنق أعضائها ذات الأفكار، وتتخذا من الإرهاب والتدريب العسكرى وسائل لتحقيق أغراضهما، وتوليه مسئولية الإعداد التثقيفى والافتاء للتنظيم.
كما أنه في غضون شهر إبريل عام 2014، عاد المتهم متسللاَ من دولة سوريا إلى دولة تركيا، وسافر منها إلى دولة السودان، حيث تحرك بالدعوة لصالح أفكاره التكفيرية التي تبرر أعمال العنف وروج لها، وذلك عبر عضويته ببعض المجموعات الالكترونية بتطبيق واتساب على شبكات المعلومات الدولية، والتي عرف منها مجموعتى "أسئلة وفتاوى، وأفتاء"، ورده من خلالها على تساؤلات أعضائها – منهم مقيمين داخل البلاد في إطار قناعاته آنفة البيان.
ووفقا لـ"التحقيقات" – أقر المتهم بالتحاقه بجماعة يقع مقرها خارج البلاد، تتخذ من التدريب العسكرى وسائل لتحقيق أغراضها، وترويجه لأفكار ومعتقدات تكفيرية، وأبان تفصيلاَ لذلك، باعتناقه أفكاراَ تكفيرية قوامها، تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وتكفير أعوانه من أفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وتكفير المسيحين، وأضاف أنه في أعقاب هروبه من سجن وادى النطرون في غضون عام 2011 انتظم في إلقاء بعض دروسه الشرعية بمسجدين كائنين بمدينة الزقازيق – محافظة الشرقية – ولاحقاَ وقف على عضوية بعض رواده من معتنقى الأفكار التكفيرية بجماعة أنصار الشريعة، وارتكابهم جرائم قتل لضباط وأفراد شرطة.
و"مدين" كان ضمن الهاربين مع "مرسى" من عنبر "2 و 3" بوادى النطرون
واعترف المتهم أنه في أعقاب أحداث 30 يونيو 2013 وإثر قناعاته بأن مصر أرض كفر بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بها، سعى للسفر خارج دولة سوريا، حيث علم بفرض الجماعات المسلحة بها تلك الأحكام في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فتواصل مع المكنى "أبو دجانة" لتسهيل التحاقه بتلك الجماعات، وبتاريخ 29 ديسمبر 2013 سافر إلى دولة تركيا، وتقابل مع الأخير بالقرب من الحدود التركية السورية، وتسللا عبرها إلى منطقة سردين بمحافظة أدلب السورية، حيث التحق بمجموعة جند الأقصى النتابعة لجماعة القاعدة، وانخرط ضمن صفوفها مدة قاربت 45 يوماَ، تردد خلالها على مضيفتين بمنطقتى سراقب ونفتنار بذات المحافظة، وكلفه قائد تلك المجموعة بالمشاركة في بعض عملياتها العسكرية، إلا أنه آثر الانضمام لشرعيي الجماعة، وتلقين عناصرها دروساَ في العلوم الشرعية.
وأقر أنه إثر تصاعد الصراعات المسلحة بالمنطقة المشار إليها، التحق – أي المتهم – بمجموعة جبهة النصرة التابعة لجماعة القاعدة بعد انشقاقها عن تنظيم داعش بمنطقة كفر حلب – بدولة سوريا – وانخرط ضمن صفوفها قرابة 14 يوماَ، كلف خلالها بأعطاء دروساَ في العلوم الشرعية لمقاتلى تلك المجموعة بمعسكرات تدريبهم، إلا أنه آثر أيضاَ تلقين تلك الدروس لفاطنى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، ولاحقا انتقل للحدود السورية التركية، ثم عاد متسللاَ منها إلى دولة تركيا، وسافر بتاريخ 29 أبريل 2014 إلى دولة السودان، ومكث بها حتى تم ضبطه وترحيله للبلاد.
من هو مدين؟
يشار إلى أن السلطات السودانية سلمت "مدين" إلى السلطات المصرية منذ عدة أشهر بعد ترحيله، حيث سبق الحكم على "مدين" غيابيا بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً في عام 2013، مع 16 آخرين، بينهم هاربين للخارج، في القضية المعروفة بقضية "عنف الشرقية"، والتي تتعلق بقتل ضباط وأفرد شرطة، والتحريض ضد نظام الحكم في البلاد، و "مدين" في الأساس يتبع جماعة تسمى "الشوقيين" أتباع شوقي الشيخ، وهم مجموعة تكفيرية نشأت في محافظة الفيوم وحدث بينها انشقاقات بسبب قضايا "تكفير العوام، والعذر بالجهل، وتكفير من لم يكفر العوام".
وكان "مدين" معتقلاً في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بسجن وادي النطرون شديد الحراسة، وكانت مجموعة التكفيريين، ومنها مدين، موجودة في سجن وادي النطرون داخل عنبر رقم (2)، وعقب أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 خرج التكفيري مدين، ومجموعة عنبر (2)، مع مجموعة عنبر (3)، والتي كان من بينها محمد مرسي، حيث كان محبوساً في عنبر (3)، والكل خرج في اليوم الثالث للثورة، وعمل "مدين" خلال هذه الفترة على التحريض بقتل ضباط الشرطة والجيش في قريته بمحافظة الشرقية عقب تنحي مبارك عن الحكم عام 2011، وأسس تنظيما يسمى - أنصار الشريعة - في الشرقية، وشكل خلايا له في محافظات - بني سويف، والجيزة، والفيوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة