لكل منا بعض الأشياء العزيزة على نفسه والتى يحتفظ بها دائماً مهما كانت بساطتها، وقد تكون هذه الأشياء رخيصة أو ليست ذات قيمة ولكن عند أصحابها تمثل قيمة كبيرة وذكرى غالية لا تقدر بثمن.
وفى حياة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى يمراليوم 90 عاما على ميلادها حيث ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 27 مايو عام 1931 عدد من الأشياء البسيطة التى كانت تعتز بها وتحتفظ بها طوال حياتها.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان "تذكار يعتزون به"، فتشت فيه فى صندوق عدد من النجوم لتشير إلى تذكار عزيز يحتفظ به كل منهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم سيدة الشاشة العربية الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، والتى كانت تحتفظ بجلابية كستور صغيرة فى صندوق خاص من الخشب داخل دولابها.
وكانت سيدة الشاشة العربية ظهرت بهذه الجلابية فى فيلم " يوم سعيد" وهى طفلة لا يتجاوز عمرها 7 سنوات.
وكانت فاتن حمامة تعتز بهذه الجلابية التى اعتبرتها من الذكريات التى تمثل فترة هامة فى حياتها اعتزازً شديدا لدرجة أنها وضعتها فى هذا الصندوق الخشبى واحتفظت بمفتاح هذا الصندوق معها دائماً، وكانت هذه الجلابية ترى النور مرة كل عام عندما تحتفل النجمة الكبيرة بعيد ميلادها، حيث تقوم بنفسها بغسل هذه الجلابية وكيها بنفسها ، وبعد الاحتفال تعيدها مرة أخرى إلى الصندوق ، وظلت سيدة الشاشة العربية تداوم على هذه العادة لسنوات طويلة من حياتها.
كما اعتادت فاتن حمامة فى شبابها أن تلبس خاتما ذا فص أحمر دائما، وظهرت به فى العديد من أفلامها، حيث كانت له مكانة كبيرة عند سيدة الشاشة العربية.
وكانت فاتن حمامة تعتقد أن هذا الخاتم يجلب لها الحظ، وأن فصه الأحمر يقيها شر العيون الحاسدة.
وأثناء تصوير أحد أفلامها، لاحظت سيدة الشاشة العربية أن الخاتم غير موجود فى إصبعها، فاضطربت وصرخت: «الخاتم، فين الخاتم، الخاتم راح».
وطلبت الفنانة الكبيرة وقف التصوير لحين العثور على الخاتم، وظن الفنانون والعاملون بالاستديو أن الخاتم ثمين وغال، وأنه من الماس، وأغلق المخرج أبواب الاستديو، تمهيدا لاستدعاء البوليس، وجرى البحث عن الخاتم فى كل مكان، حتى تذكرت سيدة الشاشة العربية أنها خلعته وهى تغسل يدها فى الحمام، فجرت لتطمئن أنه موجود فى مكانه.
وبالفعل وجدت فاتن حمامة الخاتم، وعادت لزملائها وهى تضحك، فنظر الجميع للخاتم الذى أثار القلق والفزع فى الاستديو، وفوجئوا بأنه خاتم متواضع لا يتجاوز سعره جنيهين.
وضحكت سيدة الشاشة العربية وهى ترى نظرات التعجب فى عيون زملائها وجميع من بالاستديو، وقالت:«صحيح هو رخيص وميسواش اتنين جنيه، لكن عزيز عندى وقيمته كبيرة».
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 نشرت المجلة موضوعاً عن تقاليع النجوم الغريبة التى كانوا يحرصون عليها ويظنون أنها تجلب لهم الحظ، وكان من بين هؤلاء النجوم فاتن حمامة التى أشارت إلى أنها منذ طفولتها وطوال مشوارها الفنى تحتفظ بقطعة قماش خضراء تضعها دائما فى حقيبتها وتظن أنها تجلب لها الحظ.
ولم تكن فاتن حمامة تذكر تاريخ وجود قطعة القماش الخضراء فى حقيبتها لكنها كانت تذكر أن والدها كان يضع هذه القماشة فى جيب مريلة المدرسة الخاصة بها، ثم فى جيب الفستان الذى ارتدته وهى تشارك فى مسابقة مجلة "الاثنين" التى فازت بها بلقب أجمل طفلة، ثم فى جيب الفستان الذى ذهبت به للمشاركة فى فيلم يوم سعيد، والفستان الذى ارتدته فى فيلم رصاصة فى القلب، وكان النجاح حليفها فى كل هذه الخطوات، ولهذا آمنت سيدة الشاشة بأن قطعة القماش تجلب لها الحظ.
وظلت فاتن حمامة تحتفظ بقطعة القماش الخضراء، ثم علقتها على باب شقتها وكانت تقول إنها تمنع دخول الحظ السيئ إلى بيتها.