أكرم القصاص - علا الشافعي

خلف القضبان.. "ومن الحب ما فسد" يقتل طليقته الحامل ويشعل النار في الجثة

الإثنين، 03 مايو 2021 02:03 م
خلف القضبان.. "ومن الحب ما فسد" يقتل طليقته الحامل ويشعل النار في الجثة حريق -أرشيفية
كتب أحمد حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة "خلف القضبان" قصصا ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم، تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.
 
"الحلقة الحادية والعشرين".. "حب حتى الموت"
يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا"..
 
انتهى الجزء الأول من القضية بالعثور على زوجة الرجل -الذى عرف بشدته وبلطجته وأجبر شخصا على أن يطلق زوجته قبل أن يتزوجها هو- مقتولة بإحدى الأراضى داخل "عشة صغيرة" وتم إشعال النيران بجسدها.
 
حامت الشبهات فى البداية حول اثنين. الزوج الحالى .. والزوج السابق.
1
1
وفيما يتعلق بالشبهات حول زوجها الحالى، كان من الدلائل التى ترجح هذه الشبهات ما عرف عنه وما اشتهر به من تحجر العواطف وتيبس القلب واستهانته بالنفس البشرية.
 
لكن هذا الاحتمال ما لبث أن تبدد أمام ما توصلت إليه تحريات الشرطة، من أنه كان محباً لزوجته محققا لكل رغباتها.. كان سعيداً فرحاً يعد الأيام والليالى ليملأ عينيه بابنه الذى طال انتظاره.. كان يعد العدة للاحتفال بأعظم وأسعد حدث فى حياته المليئة بالآثام والشرور.
 
لكن سجله الحافل بالجريمة بكافة أنواعها، وشخصيته المتمردة الشرسة التى تجنح دائما إلى العنف، غير المستقرة لم يستبعدا هذا الاحتمال نهائياً.
2
2
هل اكتشف فجأة علاقتها بآخر فساورته أفكاره وظنونه السوداء أن الجنين ليس من صلبه.. فلم يتردد فى قتلها هى والجنين ومثل بجثتها وأخفى معالمها كى يتعذر التعرف على صاحبتها.
 
نشط رجال الشرطة فى البحث والتحرى وقد بات هذا الاحتمال متزايداً أمام ما اشتهر عنه من قسوة وعنف، أمام شخصيته المستبدة المتعطشة دائماً للدماء التى تستهين بأى عزيز مهما كان إذا بدر منه ما يمس هيبته وجبروته.
 
لكن التحريات جاءت مخيبة لكل التوقعات .. فقد ثبت أن زوج المجنى عليها لم يكن بالقرية وقت ارتكاب الحادث.. كان بعيداً عن البلد قبل ذلك بيومين فقد سافر إلى القاهرة لشراء جرار وبعض المستلزمات لأرضه.
3
3
حامت الشبهات حول مطلقها، خصوصاً أنه كان متواجداً فى القرية يوم الحادث، وكان قد غادرها بعد طلاقه لزوجته بناء على أوامر زوجها الجديد وتهديده وتوعده بالقتل إن ظل يوماً بالقرية.. بل إن مطلقها قد غادر القرية ليس خوفاً من هذا التهديد – فحسب- وإنما لإحساسه أنه فقد كل شىء فى هذه القرية الظالمة فما عاد له غال فيها يبكى عليه.. زوجته التى يحبها أكثر من نفسه أجبره الطاغية على تطليقها.. وبات لا يستطيع العيش فى قرية فقد فيها محبوبته بل والأقسى والأمر أنها تعيش بين أحضان رجل أخر، اغتصبها بجبروته واقتنصها بأمواله بعد أن غرر بفكرها واحتال على مشاعرها بتلك الفرية الدنيئة التى أشاعها بين أهل القرية، وحفر فى ذهن الناس أنه قبض الثمن غدراً بها، وهو من كل ذلك برىء فما قبض ثمن ولا باع حبه لها.. بل أن أموال الدنيا كلها لا تساوى يوماً من أيام العذاب بل لحظة من الآلم الذى حل به منذ أن تركها.
 
لكن ما الذى حدا به أن يعود رغم كل ما حدث؟ كان هذا السؤال الذى بادره به وكيل النيابة المحقق.
 
عجز عن الإجابة على السؤال ولم يستطع تبريره، خصوصاً أن الأدلة قويت ضده أمام هذا العجز وانحسرت عن زوجها الحالى، وبات هو صاحب المصلحة الوحيدة فى ارتكاب الجريمة انتقاماً منها ومن زوجها الذى اغتصبها منه ومن الجنين الذى تحمله من هذا الوغد الشرير.. بل زاد من ضراوة الاتهام ما ثبت من وجود آثار مادة البنزين التي سكبها على المجني عليها، في أظافره.
 
أنكر الواقعة فى البداية وأصر على الإنكار، وقال إن مادة البنزين التى عثر على أثرها عالقة بأظافره كان نتيجة حمله لزجاجة بها بنزين يحتفظ بها ليشعل بعض الحطب للتدفئة وسكب جزء منه لسرعة اشتعال النار بها..
4
4
وتساءل متنحباً وهو يلطم خديه، كيف يقتل أحب الناس فى الدنيا إليه، وقال إنه لو أجمع أهل الأرض جميعاً على قتلها لافتداها بحياته.. وإنه يحبها حباً جنونياً.. لاحياة ولا معنى للحياة بدونها.. فهواها مازال يملأ قلبه وصورتها لا تبارح عينيه.. والحب والكراهية ضدان لا يلتقيان.. وأكد أنه كان على استعداد أن يقدم حياته فداء لها وقربانً لحبهما.
 
لكن ما لبث أن انهار عندما واجهته النيابة بأن جرمه مضاعف وإثمه لا يغتفر.. فلم يقتصر على قتل المجنى عليها فحسب بل قتل الجنين الذى تحمله فى أحشائها.. وكان على وشك أن يطل على الحياة طفلاً.
 
انهار وقد غاص فى بكاء هيستيرى عندما علم بأمر حملها وهو يهذى: "لقد ضاع كل أمل لى .. لقد عدت للقرية لكى أتحسس أخبارها.. كنت على أمل أن يكون زواج البلطجى بها نزوة من نزواته الطائشة، وأنه لن يلبث أن يتخلى عنها كما كان يحدث مع غيرها.. بعد أن يحقق مأربه وينال غرضه منها.
5
5
لكن تصوره كان خيالاً محضاً.. اكتشف أنه كان يلهث وراء وهم .. كان حلمه سرابًا.. ما لبث أن تبدد على صخرة الحقيقة بعد أن علم بأنها كانت حاملاً..
 
وتحدث فى صوت خفيض:
 
-أنا قتلتها.
 
وناقشته النيابة فى كيفية تنفيذ الجريمة..فأجاب بصوت كبير :"أنا قتلتها ..ألقيت البنزين وولعت النار فيها"..
 
من جانبها قضت محكمة الجنايات عليه بالإعدام شنقاً.
 
كانت تلك هى أحداث القضية حسب ما نضحت به أوراقها.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة