أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

ولا تبخسوا الناس أشياءهم.. اعطوا كل ذى حق حقه

الأحد، 30 مايو 2021 09:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلق الله سبحانه وتعالى الناس كى يصنعوا مجتمعا يعمل وينتج، هذا المجتمع أساسه المعاملات بين الجميع، ولذا وجدت المصالح التى تربط الناس ببعضهم، وفى البدء كانت المجاورة فى السكن ثم حدث تبادل للسلع قبل أن يظهر البيع والشراء، ومعه ظهرت سلوكيات طيبة وأخرى رديئة فعرف الناس العدل وعرفوا الغش أيضًا.
 
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الشعراء على لسان سيدنا شعيب، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" وحسب المفسرين أن سيدنا شعيب جاء فى قوم كانت أبرز ذنوبهم الغش فى الميزان، فإن كانوا هم من يشترى أخذوا حقهم كاملا وزادوا فيه، وإن كانوا هم من يبيعون غشوا فى الموازين وأكلوا حق الناس.
 
وللأسف البخس بكل معانيه موجود، ويحدث فى أقل المعاملات وفى أكبرها، فعندما تذهب لشراء شىء ما، فإنك عادة كما يقولون فى العامية "تحاول أن تخسف بها الأرض" فتقلل منها وتحاول إثبات أنها خاسرة وأنها لا تساوى شيئا، وذلك من أجل خفض سعرها والتقليل من ثمنها، وإن تم ذلك شعرت فى داخلك بانتصار كأنك أتيت فعلا حسنا، ولا تعرف بأنك خنت نفسك تماما.
 
ومعنى "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" أى لا تنقصوا الناس شيئًا من حقوقهم، والنقصان فى سياق الآية مرتبط بالميزان والكيل والبيع والشراء، ولكن يمكن تعميم المعنى الكريم فنفهم من ذلك أنه دعوة لعدم التقليل من الإنسان نفسه، من قيمته وشخصه، حيث يحلو للبعض أن يهاجم الآخرين وأن يسلبهم حقوقهم المادية والمعنوية، خاصة إذا كان فى وضع أفضل، فيذهب به غرور الدنيا مذهبًا صعبًا، فيأكل حق أخيه ولو منحه جزءا منه يظن فى نفسه أنه متفضل عليه.
 
وعكس البخس يأتى الإنصاف، أن تنصف الناس بالكلمة والفعل، فتقف من الأمور والأشخاص موقف العادل بقدر استطاعتك، لا تضيع حق غيرك فتقلل من قيمته ولا تنافقه وتعطه أكثر مما يستحق، وهذا سلوك يحتاج عزما وقوة إيمان.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة